تسعى شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) إلى تعزيز مكانتها بوصفها لاعبًا إستراتيجيًا في أسواق الغاز في الإمارات، لكي تقتنص حصة كبيرة من الصادرات العالمية.
ووفق تحديثات قطاع الغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أطلقت الشركة مناقصة لمشروع تطوير الغاز البحري في حقل سطح الرزبوط (صرب)، الذي تصل احتياطياته إلى 1.5 مليار برميل نفط، وهو جزء من امتياز غشا الضخم في إمارة أبوظبي.
ويأتي تطوير الغاز في حقل صرب ضمن قائمة من المشروعات التي تعتمد على الغاز قيد التنفيذ حاليًا في أبوظبي، وتزيد قيمتها على 25 مليار دولار.
وهناك العديد من مشروعات الغاز الرئيسة الأخرى التي من المقرر أن تكتسب زخمًا، من بينها الغطاء الغازي في حقل أم الشيف، والغطاء الغازي في حقل باب، ومنطقة امتياز الظفرة، وحوض غاز الذياب في الرويس، التي تهدف جميعها إلى تعزيز قدرة إنتاج الغاز في أبوظبي بشكل كبير في السنوات المقبلة.
مشروعات أدنوك لتطوير الغاز
من المرجّح أن تصبح أدنوك إحدى أكبر الشركات الإستراتيجية بمجال الغاز في الشرق الأوسط، بفضل تطوير الغاز الحامض الجاري تنفيذه في مشروع الحيل وغشا، والذي يحتوي على تريليونات الأقدام المكعبة من احتياطيات الغاز، بالإضافة إلى منشأة تصدير الغاز المسال في الرويس.
وقد أكدت أدنوك أن مشروع الحيل وغشا الرائد سيؤدي دورًا حيويًا بتحقيق هدف دولة الإمارات المتمثل في الاكتفاء الذاتي من الغاز، بالإضافة إلى زيادة الطلب على الصادرات.
ويدمج التصميم الخاص بأعمال مشروع تطوير حقلَي "الحيل" و"غشا" جميع التقنيات المبتكرة لخفض الانبعاثات في حل واحد متكامل، إذ يلتقط المشروع 1.5 مليون طن سنويًا من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ويتزامن ذلك مع إنتاج هيدروجين منخفض الكربون يمكن استعماله بديلًا عن الغاز المستعمل بوصفه مصدرًا للوقود، ما يسهم في خفض الانبعاثات بشكل كبير.
كما سيستفيد المشروع من الكهرباء النظيفة من شبكة مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية في البلاد، وفق المعلومات التي نشرها الموقع الإلكتروني لشركة أدنوك.
ويضم امتياز "غشا" العملاق للغاز عالي الحموضة حقول الغاز الحامض البحرية في أبوظبي، وهي "حيل" و"غشا" و"دلما" و"نصر" و"سطح الرزبوط" (صرب) و"بو حصير" و"الشويحات" و"مبرز".
ونظرًا لضرورة إنشاء بنية تحتية لمواصلة عمليات التطوير والحفر والإنتاج من حقول الغاز الحامض في المرحلة الأولى من امتياز "غشا"، فقد اعتمدت أدنوك شركة "الجرافات البحرية الوطنية" لحفر واستصلاح الأراضي والإنشاء البحري لإقامة عدد من الجزر الاصطناعية.
ويمكّن المشروع، الذي تبلغ قيمته 5 مليارات درهم إماراتي (1.36 مليار دولار)، "شركة الجرافات البحرية الوطنية" من إنشاء 10 جزر اصطناعية جديدة، وجسرين، بالإضافة إلى توسعة إحدى الجزر القائمة (جزيرة القاف)، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
(الدرهم الإماراتي= 0.27 دولارًا)
مشروع الرويس للغاز المسال
في أحدث تطور لمشروع الرويس للغاز المسال، أعلنت أدنوك للغاز في 9 يناير/كانون الثاني 2025، ترسية 3 عقود تبلغ قيمتها نحو 8 مليارات درهم (2.1 مليار دولار)، تشمل محطة تكييف أولية، ومرافق ضغط، وخطوط أنابيب نقل لتوريد المواد الأولية للمشروع.
وتمّت ترسية العقد الأكبر من ضمن العقود الثلاثة لمشروع الرويس للغاز المسال على تحالف مكون من الشركة الهندسية للصناعات البترولية والكيماوية "إنبي" وشركة بتروجت المصريتين بقيمة 4 مليارات دهم (1.24 مليار دولار).
وحصلت على العقد الثاني شركة هندسة أنابيب البترول الصينية بقيمة تقارب 1.9 مليار درهم (514 مليون دولار)، فيما جرت ترسية عقد بناء مرافق الضغط الجديدة على شركة "بتروفاك الإمارات" بقيمة 1.2 مليار درهم (335 مليون دولار).
وعند بدء تشغيله، سيسهم المشروع في رفع السعة الإنتاجية للشركة من الغاز المسال، لتصل إلى أكتر من الضعف، بأكثر من 15 مليون طن متري سنويًا
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، ستكون منشأة التصدير على خطَّي تسييل غاز مسال سيعملان بالطاقة النظيفة، تبلغ السعة الإنتاجية لكل واحد منهما 4.8 مليون طن متري سنويًا، مما سيجعلها المنشأة الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفي 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، استحوذت شركة أدنوك للغاز على حصة "أدنوك" البالغة 60% في مشروع الرويس للغاز المسال، في ظل المساعي المستمرة لتسريع المشروع العملاق.
ومن المتوقع أن تنقل بترول أبوظبي الوطنية حصّتها البالغة 60% من مشروع الرويس إلى "أدنوك للغاز" بسعر التكلفة المقدَّر بـ18 مليار درهم (5 مليارات دولار) في النصف الثاني من عام 2028، بحسب ما جاء في بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
- إطلاق مناقصة جديدة لتطوير الغاز البحري في حقل صرب من منصة "أبستريم أونلاين".
- معلومات عن مشروع الحيل وغشا من الموقع الرسمي لشركة أدنوك.
0 تعليق