تكلفة القطيعة.. ما الذي ستخسره ...

بانكير 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في أعقاب الأزمة السياسية التي أثارها اقتراح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، برزت تساؤلات حول مستقبل العلاقات الأمريكية المصرية، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والدولية التي تواجهها واشنطن.

 

ومصر التي تعد حليفًا إقليميًا قويًا للولايات المتحدة، تلعب دورًا محوريًا في استقرار الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي حالة عدم تعاون أمريكا مع مصر، فإنها تخسر العديد من المصالح الاستراتيجية والاقتصادية والأمنية.

وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض الخسائر المحتملة لأمريكا في حالة تدهور العلاقات مع مصر.

الخسائر الاقتصادية

تعد مصر واحدة من أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، ووفقًا لبيانات وزارة التجارة الأمريكية، بلغت قيمة الصادرات الأمريكية إلى مصر في عام 2022 حوالي 9.5 مليار دولار، تشمل منتجات مثل المعدات الصناعية، والمنتجات الزراعية، والطائرات، والأسلحة.

 

وفي حالة تدهور العلاقات بين البلدين، فإن أمريكا قد تخسر سوقًا مهمة لصادراتها، مما يؤثر على الشركات الأمريكية العاملة في مصر وعلى الاقتصاد الأمريكي بشكل عام.

 

علاوة على ذلك، فإن مصر يصلها مساعدات أمريكية سنوية، وهذه المساعدات ليست مجرد دعم مالي، بل هي أيضًا وسيلة لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، وفي حالة انخفاض هذه المساعدات أو إيقافها، قد تبحث مصر عن شركاء آخرين مثل الصين أو روسيا، مما يعزز من نفوذ هذه الدول في المنطقة على حساب الولايات المتحدة.

 

الخسائر السياسية.. مصر بوابة أفريقيا

وتعتبر مصر بوابة استراتيجية لأفريقيا، حيث تربط بين الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، ومن خلال مصر تستطيع الولايات المتحدة تعزيز نفوذها في أفريقيا، التي أصبحت ساحة تنافس بين القوى العالمية مثل الصين وروسيا.

 

ومصر عضو فاعل في الاتحاد الأفريقي، ولديها علاقات قوية مع العديد من الدول الأفريقية، مما يجعلها شريكًا مهمًا لأمريكا في تعزيز الأمن والاستقرار في القارة.

 

وفي حالة عدم التعاون مع مصر، قد تفقد أمريكا القدرة على التأثير في القضايا الأفريقية، مثل مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، وتعزيز الديمقراطية.

 

بالإضافة إلى ذلك، فإن قناة السويس، تعد واحدة من أهم الممرات المائية في العالم، حيث تمر عبره حوالي 12% من التجارة العالمية، وأي تدهور في العلاقات مع مصر قد يعرض المصالح الأمريكية في هذا الممر الحيوي للخطر.

197.jpg
مصر وأمريكا

الخسائر الأمنية.. مصر الحليف القوي

وتلعب مصر دورًا محوريًا في تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وكحليف قوي للولايات المتحدة، تعمل مصر على مكافحة الإرهاب، ودعم عملية السلام في المنطقة، وفي حالة تدهور العلاقات بين البلدين، قد تفقد أمريكا حليفًا إستراتيجيًا يمكن الاعتماد عليه في مواجهة التحديات الأمنية في المنطقة.

 

وعلى سبيل المثال، تملك مصر دورًا قويًا في مكافحة الإرهاب في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك، فإن مصر تلعب دورًا مهمًا في الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مما يساهم في استقرار المنطقة، وفي حالة عدم التعاون مع مصر، قد تفقد أمريكا قدرتها على التأثير في عملية السلام، مما يعرض مصالحها الإقليمية للخطر.

 

الخسائر الدبلوماسية.. تأثير على العلاقات الدولية

مصر ليست فقط حليفًا إقليميًا، بل هي أيضًا لاعب مهم على الساحة الدولية، وكعضو في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، تمتلك مصر تأثيرًا دبلوماسيًا كبيرًا، وفي حالة تدهور العلاقات مع مصر، قد تفقد أمريكا دعمًا دبلوماسيًا مهمًا في المحافل الدولية، خاصة في القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط وأفريقيا.

 

علاوة على ذلك، فإن مصر تعتبر جسرًا بين العالم العربي والغرب، وفي حالة عدم التعاون معها، قد تفقد أمريكا القدرة على التواصل الفعال مع الدول العربية، مما يعرض مصالحها للخطر في منطقة تعتبر حيوية لأمنها القومي.

لماذا يجب على أمريكا الحفاظ على التعاون مع مصر؟

وفي ظل التحديات الإقليمية والدولية التي تواجهها الولايات المتحدة، يبدو واضحًا أن مصر تعد شريكًا استراتيجيًا لا يمكن الاستغناء عنه، والخسائر المحتملة لأمريكا في حالة عدم التعاون مع مصر تشمل الجوانب الاقتصادية، والأمنية، والجيوسياسية، والدبلوماسية.

 

ولذلك، فإن الحفاظ على علاقات قوية مع مصر ليس خيارًا، بل ضرورة استراتيجية لأمريكا لتعزيز مصالحها في الشرق الأوسط وأفريقيا، وأي تدهور في العلاقات الأمريكية المصرية لن يؤثر فقط على البلدين، بل سيكون له تداعيات واسعة على استقرار المنطقة بأكملها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق