نوقشت بداية الأسبوع الجاري في فضاء الإنسانيات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة ابن زهر (أكادير) أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في “الإعلام والتواصل”، تقدم بها الطالب الباحث ميمون أم العيد بعنوان “التواصل العمومي في سياق الأزمة بالمغرب: بناء وتلقي البلاغ الصحفي إبان جائحة كورونا”.

وتكونت لجنة المناقشة من النعمة ماء العينين رئيسا، والبشير التهالي مشرفا، مع عضوية كل من محمد همام ومصطفى ماموني علوي وهيشام بن زروال.

وبعد تقديم الباحث تقريرا شاملا عن أطروحته التي قارب فيها بالتحليل 121 بلاغا صحفيا صادرة عن كل من وزارة الصحة، وزارة التربية الوطنية، وزارة الداخلية، وزارة الأوقاف، وزارة الفلاحة، والمندوبية العامة للسجون، والمنهجية المعتمدة، تحدث عن تلقي الجمهور لهذه البلاغات الصحفية، من خلال دراسة تعليقات القراء في جريدة هسبريس الإلكترونية، و”تدوينات” على “فايسبوك”، بما شمل دراسة 400 تعليق و”تدوينة”، إلى جانب استمارة أجاب عن أسئلتها 100 شخص.

وأكد أم العيد أن دراسته تكشف عن “الدور الحاسم للتواصل العمومي في فترات الأزمات، إذ لا يقتصر على نقل المعلومات، بل يشمل بناء الثقة بين الحكومة والمواطنين، ويعزز التضامن المجتمعي في مواجهة التحديات”، مضيفا أن “أزمة كوفيد-19 كشفت عن أهمية البلاغات الصحفية كوسيلة فعالة لإدارة الأزمات، لكنها أيضا أظهرت الحاجة إلى تحسين إستراتيجيات التواصل لضمان شمولية الرسائل وفعاليتها”.

وأشار الباحث خلال مداخلته أمام اللجنة إلى أن “هذه الدراسة تمثل خطوة أولى نحو فهم أعمق للتواصل العمومي خلال الأزمات في السياق المغربي”، وزاد: “من خلال تحليل بناء البلاغات وتقويم ردود فعل الجمهور تقدم الأطروحة رؤى عملية وأكاديمية يمكن أن تسهم في تحسين أداء المؤسسات الحكومية في الأزمات المستقبلية”.

كما أعرب ميمون أم العيد عن أمله أن تكون هذه الأطروحة إضافة مفيدة للباحثين وصناع القرار، وأن تشكل قاعدة لتطوير إستراتيجيات تواصل أكثر فعالية، تُعزز الثقة، وتضمن إيصال الرسائل بوضوح وشمولية، مؤكدا أن “المقاربة المنهجية المزدوجة التي تجمع بين تحليل النصوص (إنتاج الخطاب) ودراسة ردود الفعل (تلقي الخطاب) تتيح فهما متكاملا لكيفية بناء وتلقي الخطاب الرسمي، ما يسهم في تحديد نقاط القوة والتحديات في إستراتيجيات التواصل العمومي خلال الأزمات”.

وبعد مناقشة هذه الأطروحة وتقديم الملاحظات من طرف اللجنة العلمية قررت الأخيرة أن تنوه بمجهود الطالب الباحث، وتمنحه درجة الدكتوراه في الآداب تخصص الإعلام والتواصل بميزة مشرف جدا، مع التنويه.