في خطوة لافتة، هنأ القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، أحمد الشرع بتوليه رئاسة سوريا في الفترة الانتقالية، معبراً عن أمله في أن يتمكن الشرع من قيادة البلاد في هذه المرحلة الحساسة.
في مقابلة حصرية مع وكالة "نورث برس" السورية، التي تربطها علاقة وثيقة بالإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، دعا عبدي الشرع إلى زيارة المناطق التي تسيطر عليها قواته المدعومة من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، مؤكداً استعداد "قسد" لدعم أي جهود تهدف إلى استقرار سوريا وتحقيق الوحدة الوطنية.
دعم قسد للحوار مع دمشق
أوضح عبدي خلال المقابلة أن قوات سوريا الديمقراطية مستمرة في إجراء "جهود مشتركة" مع الحكومة السورية الجديدة بهدف الوصول إلى حلول تسهم في تحقيق المصلحة الوطنية.
وقال عبدي إن "الحوار الجاد والهادف" يعد الطريق الأمثل للتوصل إلى حلول تأخذ في الاعتبار مصلحة جميع السوريين، مشيراً إلى أن تلك الجهود تشمل العمل على تأسيس "أرضية مناسبة" لبدء مفاوضات جادة مع الحكومة السورية في دمشق.
كما أكّد عبدي على دعم قوات سوريا الديمقراطية لعودة الأمن والاستقرار إلى دمشق على أساس العدالة والمساواة بين جميع المكونات السورية، مشدداً على رفض التمييز أو المحاصصة في إدارة البلاد.
جاء ذلك في سياق تعليقه على تصريحات الرئيس الشرع حول ضرورة إخراج المقاتلين الأجانب من صفوف "قسد"، وتسليم ملف سجناء تنظيم "داعش" إلى دمشق.
زيارة عفرين ومبادرة لتشجيع العودة الآمنة
خلال حديثه عن زيارة الشرع الأخيرة إلى مدينة عفرين الكردية، التي استعادتها تركيا والفصائل المدعومة منها في 2018، رحب عبدي بهذه المبادرة التي تهدف إلى تشجيع العودة الآمنة للسكان الأصليين.
واعتبر عبدي أن هذه الزيارة تشكل خطوة هامة في تعزيز التعايش بين جميع المكونات في المنطقة، مؤكداً أن هذه المبادرات تحتاج إلى تعاون كامل بين كافة الأطراف لضمان العودة الآمنة للاجئين وتحقيق الاستقرار في المناطق المتأثرة بالنزاع.
مستقبل العلاقات مع دمشق: هل يفتح باب الحل الوطني؟
عبدي عبر عن استعداده للقيام بزيارة إلى دمشق لمناقشة خطة واضحة لتنفيذ ما تم طرحه بشأن التعاون في مجالات أمنية، ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى تسليم الملف الخاص بالسجناء.
ورغم هذه التصريحات الإيجابية، لا تزال هناك قضايا خلافية بين "قسد" ودمشق، أبرزها مطالب قوات سوريا الديمقراطية بحقوق سياسية وثقافية دستورية للمكونات السورية، وكذلك رفضها الانخراط في جيش مركزي بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وفي هذا السياق، شدد عبدي على أهمية الحل الوطني الذي يضم كافة الأطياف السورية، مع إشارته إلى أن الحلول ينبغي أن تتسم بالعدالة والمساواة، بعيدًا عن أي سياسات تهميش أو إقصاء.
المرحلة القادمة: حوار أم مزيد من التوتر؟
على الرغم من الجهود المستمرة من قبل قوات سوريا الديمقراطية وحكومة دمشق للتوصل إلى اتفاقات، إلا أن الطريق لا يزال طويلاً، مع وجود العديد من القضايا المعقدة التي تحتاج إلى حل. في وقت تتواصل فيه المفاوضات، يبقى السؤال: هل ستتمكن سوريا من تجاوز خلافاتها الداخلية من خلال حوار شامل يحقق استقرارًا حقيقيًا لجميع الأطراف، أم ستظل الصراعات مستمرة في ظل واقع معقد ومتشابك؟
0 تعليق