في عالم سريع التغير، حيث تتسارع الأحداث وتحدث التحولات الكبرى في السياسة والثقافة، يقبع نائل البرغوثي في السجون الإسرائيلية منذ 45 عامًا، ليكون واحدًا من أطول الأسرى السياسيين في تاريخ النضال الفلسطيني والعالمي.
سجنه طويل الأمد لا يمثل فقط معاناة فردية، بل هو قصة من قصص التاريخ الحي لشعب عانى ولا يزال يعاني من الاحتلال.
الزمن الذي تغير بينما بقي نائل في السجن
حين اعتقل نائل البرغوثي في عام 1978، كان الزمن مختلفًا تمامًا. لم يكن الإنترنت قد اخترع بعد، ولم تكن الهواتف المحمولة قد غزت العالم بعد.
كان العالم يرزح تحت وطأة الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي، وصدام حسين لم يكن قد تولى رئاسة العراق بعد. ولعل ما يثير الدهشة أكثر هو أن حركة حماس لم تكن قد تأسست بعد، ولم تكن فلسطين قد شهدت انتفاضتين، ولا كانت جدران برلين قد سقطت بعد.
تغييرات كبرى في العالم بينما ظل البرغوثي في السجن
الزمن الذي مرّ على نائل في السجون شهد أحداثًا ضخمة. جدار برلين، الذي كان يفصل بين الشرق والغرب، كان قائمًا، بينما حرب الخليج لم تكن قد بدأت بعد.
في نفس الوقت، ظهرت في عالم الرياضة أسماء مثل ميسي ورونالدو، بينما ماردونا كان يحقق كأس العالم 1986.
بينما هذا التحول العالمي الهائل كان يحدث، بقي نائل البرغوثي، الذي كان في ريعان شبابه حين اعتقل، محاصرًا داخل جدران السجون الإسرائيلية.
الحياة حوله تتغير باستمرار، لكن هو بقي صامدًا في زنزانته، مترقبًا ما قد يأتي به المستقبل.
نضال طويل داخل السجون:
في ظل هذا الزمن الطويل، ظل نائل البرغوثي رمزًا من رموز النضال الفلسطيني، إذ لم يقتصر سعيه على نيل حريته الشخصية فقط، بل أصبح رمزًا للمقاومة والصمود أمام الاحتلال.
هو ليس فقط الأسير الذي عانى لفترة طويلة، بل هو أيضًا شاهد على تضحيات وآلام آلاف الفلسطينيين الذين يقبعون خلف القضبان بسبب الاحتلال.
أمل مستمر في الحرية
رغم مرور 45 عامًا على اعتقاله، لا يزال نائل البرغوثي يحمل الأمل في قلبه بعزم على الحرية، كما أن قضيته تمثل أملًا لجميع الأسرى الفلسطينيين، ورفع شعارًا ضد الظلم والاحتلال الذي يستمر في محاصرة شعبه.
عندما تساءلنا عن كم تغيّرت العالم في 45 عامًا، تظل الإجابة واضحة: مع تغيّر كل شيء من حوله، بقيت إرادة نائل البرغوثي لا تقهر، وظلت قضية فلسطين حية في قلبه، كما هي حية في ضمير كل فلسطيني.
0 تعليق