في وقتٍ تمر فيه العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بمرحلة من التوترات المستمرة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء أن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق تجاري جديد مع بكين، وذلك بعد فرض رسوماً جمركية إضافية على واردات بلاده من البضائع الصينية اعتباراً من مطلع فبرايرالجاري.
هذا التصريح جاء على متن الطائرة الرئاسية، حيث أوضح ترامب أن الولايات المتحدة قد أبرمت اتفاقاً تجارياً "عظيماً" مع الصين في عام 2020، معتبراً أنه من الممكن التوصل إلى معاهدة جديدة اليوم، إذا توفرت الظروف المناسبة.
التحديات التي تواجه التوصل إلى صفقة جديدة
على الرغم من تصريحات ترامب المتفائلة، إلا أن الصحافة الأمريكية، وعلى رأسها صحيفة نيويورك تايمز، أكدت أن الطريق نحو اتفاق تجاري جديد بين الولايات المتحدة والصين لن يكون سهلاً.
الصحيفة نقلت عن عدة مستشارين حاليين وسابقين مقربين من الرئيس الأمريكي أن هناك عقبات كبيرة قد تعرقل عملية التفاوض.
فالحديث لا يدور فقط عن تصحيح العلاقات التجارية بين البلدين، بل عن اتفاق شامل يتجاوز التجارة ليشمل مجالات أخرى مثل الأمن النووي، وهو ما يعتبره ترامب أحد الملفات الرئيسية التي يجب معالجتها شخصياً مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.
ترامب يريد صفقة واسعة تشمل استثمارات ومشتريات إضافية
وبحسب وسائل الإعلام، فإن ترامب يطمح إلى إبرام صفقة تجارية واسعة النطاق تشمل التزامات من الصين لزيادة مشترياتها من المنتجات الأمريكية.
في اتفاقية 2020، كانت الصين قد التزمت بشراء سلع وخدمات أميركية بقيمة 200 مليار دولار، إلا أن تلك التزامات لم تتحقق بالشكل الذي كان متوقعاً.
لذلك، فإن ترامب يأمل في أن يتضمن الاتفاق الجديد تحسينات على هذا الصعيد، وهو ما قد يساهم في زيادة الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة، ويسهم في تعزيز الاقتصاد الأمريكي.
الأمن النووي قيد التفاوض بين واشنطن وبكين
لكن النقطة الأبرز في تصريحات ترامب هي رغبتُه في إدراج قضايا الأمن النووي ضمن المفاوضات المقبلة.
يعتقد الرئيس الأمريكي أن ملف الأسلحة النووية يجب أن يتم التعامل معه بشكل مباشر مع الصين، من خلال قمة شخصية مع الرئيس الصيني شي.
هذا التحول في التفكير يعكس رغبة ترامب في توسيع نطاق التفاهمات بين البلدين، بحيث تشمل قضايا استراتيجية مهمة تتجاوز التجارة وحدها.
آفاق الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين
في حين أن هناك تصريحات متفائلة من جانب الرئيس الأمريكي بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري جديد مع الصين، تظل التحديات قائمة في ظل العقبات السياسية والاقتصادية التي قد تعيق الوصول إلى صفقة شاملة.
ويبدو أن الملف التجاري، على الرغم من كونه محورًا رئيسيًا، لن يكون الوحيد على طاولة المفاوضات المقبلة، بل ستشمل المفاوضات ملفات أخرى أكثر تعقيداً، مثل الأمن النووي والالتزامات الاقتصادية.
يبقى أن نرى ما إذا كانت الولايات المتحدة والصين ستتمكنان من إيجاد حلول مرضية للطرفين في المستقبل القريب.
0 تعليق