كتبت- هايدي فاروق
في شهر الحب، يحلو الكلام عن الحب، حيث يتهادى العشاق، ويتبادلون الورود والهدايا والقلوب وعرائس الفراء ذات الألوان المتوهجة.
يسود اللون الأحمر الأجواء، فتتزين به ملابس المحبين، وتكتسي طرقات الشوارع وواجهات المحلات به. تطل الورود من الفاترينات لتعلن دون استحياء عن مقدمات الحب.
في وسط هذا الصخب المحبب للنفس، أقامت الفنانة التشكيلية فاطمة حسن معرضها “إيكادولي”، الذي تم افتتاحه يوم 6 فبراير، وسيستمر حتى 25 من الشهر الجاري، وسط بهجة أصدقائها ومُحبيها.
المعرض، المقام في جاليري “دروب” بجاردن سيتي، شهد حضورًا كثيفًا من عشاق الفن التشكيلي ومحبي التراث النوبي.
اختارت فاطمة الحب ليكون أيقونة معرضها، متزامنًا مع شهر الحب (فبراير)، حيث قدمت تصورها الشامل للحب، ليس فقط بين الرجل والمرأة، بل أيضًا حب الطفولة، الأهل، والذكريات.
تميزت لوحات المعرض بالاعتماد على تيمة ألعاب الطفولة، خاصة الألعاب التراثية التي تحمل ذكريات جميلة لأيام مضت. ركزت الفنانة على تصوير الحصان الخشبي والعروسة القماشية، اللذين شكّلا أحلام آلاف الفتيات والفتيان في القرى المصرية، إضافة إلى المراكب الورقية التي ترمز إلى أحلام الطفولة البريئة، جموحها وشقاوتها.
مزجت فاطمة بين الألعاب كرمز للحب في الطفولة وبين كونها جزءًا من التراث المصري الذي نعتز به. استخدمت الخيال بشكل بارز في لوحاتها، التي بلغ عددها 30 لوحة زيتية بأحجام مختلفة. وأبرزت اللون الأزرق كعنصر رئيسي في أغلب أعمالها، إلى جانب الأصفر، ليعكسا الدفء والحيوية.
اللوحات تعبّر عن الحب بمعانيه الرقيقة، حيث يظهر في دفء البيوت، الإحساس بالأمان، الطيور، الأطفال، والألعاب القديمة التي اندثرت مع الوقت. عبرت الفنانة من خلال لوحاتها عن حب الجمال والمشاعر الصافية، مما جعل المعرض يحمل رسالة نبيلة تصل مباشرة إلى المتلقي.
يُعد المعرض إحياءً للتراث النوبي الشعبي في الألعاب الخشبية القديمة مثل الدراجة، الطائرة الورقية، والمراكب. وتميزت وقفات الأشخاص في اللوحات بالشموخ والعزة والبطولة.
عن الفنانة فاطمة حسن
فاطمة حسن خريجة كلية التربية الفنية بجامعة حلوان.
بدأت العمل في الصحافة، وعملت كفنانة تشكيلية في جريدة “فيتو” ومجلة “صباح الخير” و”اليقظة” الكويتية، وحاليًا في “أخبار اليوم”، حيث تشغل منصب رئيس قسم الفن في “أخبار الحوادث”.
عضو في نقابة الصحفيين ونقابة الفنانين التشكيليين.
شاركت في العديد من المعارض الفردية السابقة في أماكن مثل أتيليه القاهرة، دار الأوبرا، جاليري قرطبة، جاليري ياسين، ودروب.
تمتلك مقتنيات فنية في متحف الفن الحديث، بالإضافة إلى مقتنيات داخل وخارج مصر.
تعمل أيضًا في مجال الميديا والإعلانات، ولها أعمال فنية مميزة في مسلسلات مثل “دكة العبيد”، “ورا كل باب”، “الوجه الآخر”، و”الونش”.
حصلت على المركز الأول في مسابقة الأزهر الدولية لفن البورتريه عام 2022.
عن فكرة معرض “إيكادولي”:
“إيكادولي” كلمة نوبية تعني “أحبك”.
تقول الفنانة فاطمة حسن: “حين يدفعني الحنين إلى النوبة، وأشتاق إلى نسائم غرب سهيل، يفتح قلبي نوافذه على قطعة من الجنة. أحلق كالفراشات، أعانق عبير الزهور، وأُسابق نسيم الشجون تارة، وأهمس في أذن النيل تارة أخرى. هناك، في غرب سهيل، تلك البقعة الساحرة، يعود قلبي صغيرًا، ما زلت الطفلة التي تسعدها الحلوى، وتجري خلف طائرة ورقية. تحملني المراكب الورقية وأعبر بخيالي نحو عالم يكفيني عن كل شيء. إنه عالم المحبة، وفيه ترافقني فرشاتي وألواني لأرسم كل شيء في تلك البيئة الثرية بكل إحساس جميل ونبيل. أهزم أحزاني العابرة وأظل في غفوة يغمرها السعادة والحب.”
0 تعليق