قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هجاري اليوم الجمعة، إن التقييمات الإسرائيلية تشير إلى أن الرهينتين الإسرائيليتين الصغيرين أريئيل وكفير بيباس لقيا حتفهما على يد خاطفيهما في قطاع غزة.
وقال هجاري في منشور له على منصة التواصل الاجتماعي إكس وتطبيق تليجرام اليوم الجمعة، على النقيض من ادعاء حماس، لم يلق أريئيل وكفير حتفيهما في غارة جوية ولكنهما قتلا "بدم بارد" ،وأضاف إن الإرهابيين لم يطلقوا النار على الصبيين "لكنهم قتلوهما بدون سلاح".
يشار إلى أنه وقت اختطافهما في أكتوبر2023 ، كان عمر أريئيل أربع سنوات وكفير 10 أشهر ،وزعم هاجاري أن الإرهابيين ارتكبوا في وقت لاحق "أعمالا مروعة" للتغطية على فظائعهم، لكنه لم يكشف عن أية تفاصيل أخرى.
واستند التقييم إلى نتائج الطب الشرعي لتحديد هوية الجثامين التي تم تسليمها أمس الخميس، ونتائج استخباراتية غير محددة ، واتهمت حماس إسرائيل بالتسبب في مقتل الطفلين الصغيرين ووالدتهما شيري، الذين اختطفوا من إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، في غارة جوية في نوفمبر التالي ،وتردد أن جثة المرأة دفنت تحت الأنقاض مع ضحايا آخرين.
وفي سياق آخر قال النونو هذه البكائية التي أطلقها بنيامين نتنياهو ومكتبه قبل هذا اليوم، يحاول من خلالها استعادة دور الضحية، ويسعى إلى إحياء الأكاذيب التي بدأوها في بداية طوفان الأقصى، لكننا نقول بمنتهى الوضوح إننا جادون في تنفيذ الاتفاق، مشيراً إلي إن الخطأ قد يكون وارداً، وجارٍ التحقيق من جانبنا في بحث كيفية حدوث هذا الأمر، ولكن من يتحمل المسؤولية كاملة هو بنيامين نتنياهو تحديداً.
سرد بعض الحقائق
وأضاف أود أن أسرد بعض الحقائق، خاصة فيما يتعلق بالأيام الأولى عندما تم أسر مجموعة من المدنيين؛ نحن أردنا إطلاق سراح المدنيين فوراً وبدون أي مقابل في الأيام الأولى للحرب، وقلنا بوضوح إننا نود أن يتوقف إطلاق النار لنتمكن من تسليم جميع المدنيين، مضيفاً إن جميع الأسرى المدنيين كانوا أحياء في ذلك الوقت، لكن نتنياهو وجيشه هم من رفضوا هذا العرض، وبقينا نتحدث في هذا الأمر حتى وصلنا إلى الهدنة الأولى في شهر نوفمبر 2023، وعرضنا حينها تسليم عائلة بيباس الذين قتلوا قبل ذلك بوقت قليل.
وأوضح المستشار الإعلامي لحركة حماس أنهم أردوا تسليم الأم وجثماني الابنين كجزء من إطار الصفقة، لكن مسؤولية التأخير ومن يتحمل هذا الحدث هم من يبكون عليه الآن، وهو الاحتلال، إذ إن الجيش الإسرائيلي هو من قصف المنطقة السكنية التي كانت تضم هذه العائلة ، موضحاً بأن جيش الاحتلال قصف منطقة سكنية وهو يدرك أن هناك ربما عائلة أو مجموعة من المدنيين الأسرى في هذا المكان، وهذا هو حال الأسر الفلسطينية، حيث قُتل عشرات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين واختلطت رفاتهم ببعضهم بعضا.
معرفة هوية الجثامين
وشدد طاهر النونو بأن من يتحمل هذه المسؤولية هو من ارتكب هذه المجازر، فالاحتلال دمر لنا كل إمكانيات المشافي، حتى إنه دمر المواد التي تستخدم لرفع الأنقاض واستخراج الجثامين، وربما يؤثر هذا مستقبلاً على إمكانية المرحلة الثالثة من الاتفاق ، وتابع نحن نقول بوضوح إننا نريد الآلات والمعدات اللازمة لاستخراج جثامين الشهداء الفلسطينيين وكذلك جثامين الأسرى الذين قُتلوا، كما نريد المعدات اللازمة لفحص الحمض النووي لمعرفة هوية الجثامين؛ التي دمر الاحتلال إمكانيات فحصها.
وذات السياق أكد علي إن هذه المواد كنا نطالب بها باستمرار، لكن الاحتلال كان يماطل ويتلكأ، ثم الآن يقوم بهذه البكائية التي يتحدث بها، بينما نحن جادون في تنفيذ الاتفاق، وسنجري تحقيقاً لمعرفة الملابسات والتفاصيل المتعلقة بهذه الحادثة، ومتابعاً بأن من الضروري معرفة كافة التفاصيل، خصوصاً أن المجموعة الآسرة قد استشهدت، والذين كانوا في الأسر قد قتلوا جميعاً، وهذه عملية يجري الاستفسار عنها والتحقيق في تفاصيلها، لكن لا يجب أن يزايد نتنياهو أو حكومته على جديتنا.
أردف المستشار الإعلامي لحركة حماس لقد أعلنا قبل قليل أسماء الأسرى الستة الذين سيطلق سراحهم غداً، وبالتالي بالنسبة لنا العملية مستمرة، وإن كان هناك خطأ معين، فهو ناتج عن نقص الإمكانيات، واستشهاد المجموعة الآسرة، واختلاط الجثامين ببعضها بعضا، ومشدد علي أنهم من جانبهم ماضون في هذه المرحلة، واستكملنا استعداداتنا التفاوضية للمرحلة الثانية، وعلى الإدارة الأمريكية التي أكدت وجود ارتباط بين المراحل، ووجود مرحلة ثانية، بالإضافة إلى الوسطاء، الالتزام بهذا الأمر وإلزام الاحتلال بتنفيذ الاتفاق دون مماطلة.
وأعلن النونو بأن أي تلكؤ من قبل الاحتلال أو محاولة للتهرب من المسؤوليات مرفوضة تمامًا، واليوم ما نشهده هو نموذج بسيط لما تسبب به قصف الاحتلال، وهذا ما أكدناه منذ بداية الحرب، فالاحتلال يخدع مواطنيه، ونتنياهو لا يريد استرجاع الأسرى.
وأكد علي إن نتنياهو لوعرف مكان أسرى أحياء اليوم، فسيأمر جيشه بقصفهم وقتلهم لأنه غير معني باسترجاعهم أحياء، وهذا ما كان واضحًا منذ البداية وحتى هذه اللحظة، ولذلك فإن هذه البكائية ليست إلا محاولة للتنصل من استكمال الاتفاق ومضيفاً بأن الاحتلال يقوم بممارسات ممنهجة، سواء في تطبيق البروتوكول الإنساني، أو إدخال المواد اللازمة، أو في ملف الأسرى، أو حتى فيما يتعلق بعودة النازحين من الجنوب، وهو يتلكأ في كل هذه القضايا بهدف إنهاء الاتفاق وتحميلنا مسؤوليته.
وفي ختام تصريحاته أكد النونوعلي أنهم ماضون في تنفيذ كل التزاماتنا بشفافية، ونؤكد أن على الوسطاء إلزام الاحتلال بالوفاء بتعهداته، كما ندعو لأن يصبح هذا الاتفاق محصنًا دوليًا عبر الأمم المتحدة ومن خلال قرار من مجلس الأمن الدولي لمنع نتنياهو من التهرب منه، وبأن جل ما يتمناه نتنياهو اليوم هو انهيار الاتفاق وعدم الالتزام به، ولذلك يجب أن يكون هناك تحرك دولي واضح لضمان استمراريته، لأن الاحتلال يسعى بكل الطرق إلى إفشاله وإلقاء اللوم علينا لتبرير تنصله من التزاماته.
0 تعليق