حذرت حركة حماس من أن تأخير إسرائيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين يشكل "خرقًا فاضحًا" لاتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، متهمة حكومة الاحتلال بالمراوغة والتسويف لتحقيق أهداف سياسية داخلية على حساب الالتزامات الموقعة مع الوسطاء الدوليين.
وقال عبد اللطيف القانوع، المتحدث باسم حماس، في بيان رسمي:
"في الوقت الذي تجاوبت فيه حماس مع جهود الوسطاء لإنجاح عملية التبادل، يواصل مجرم الحرب بنيامين نتنياهو سياسة التسويف والمماطلة، ويؤخر الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ضمن المرحلة السابعة من الاتفاق".
ودعا القانوع الوسطاء في مصر وقطر إلى التدخل الفوري والضغط على إسرائيل لإلزامها بتنفيذ التزاماتها في الصفقة، مؤكدًا أن الاحتلال لن يجد وسطاء في المستقبل إذا استمر في التنصل من تعهداته.
إسرائيل تماطل رغم تنفيذ حماس للاتفاق.. ماذا يحدث خلف الكواليس؟
رغم أن حماس سلمت 6 أسرى إسرائيليين أحياء إلى الصليب الأحمر في غزة يوم السبت، لم تنفذ إسرائيل تعهدها بالإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين، والتي كان من المفترض أن تشمل 620 معتقلًا فلسطينيًا، بينهم:
50 أسيرًا محكومًا بالمؤبد
97 معتقلًا سيتم إبعادهم إلى الخارج
23 طفلًا اعتقلهم الاحتلال بعد 7 أكتوبر 2023
وبحسب نادي الأسير الفلسطيني، فإن عدد المفرج عنهم منذ بدء الصفقة وصل إلى 1755 معتقلًا، ولكن التأخير الإسرائيلي الأخير يهدد استكمال الاتفاق ويدفع حماس إلى إعادة تقييم الموقف.
لماذا تؤخر إسرائيل تنفيذ التبادل؟ هل يسعى نتنياهو لنسف الاتفاق؟
بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أجّل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين لحين انتهاء مشاوراته الأمنية مساء السبت، والتي تهدف إلى تحديد شروط المرحلة الثانية من الاتفاق.
وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن القيادة السياسية الإسرائيلية لم تصدر بعد أوامر بالإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين، مما يشير إلى نية تل أبيب استخدام هذه الورقة كورقة ضغط جديدة في المفاوضات القادمة.
ويبدو أن نتنياهو يواجه ضغوطًا من اليمين المتطرف داخل حكومته، خصوصًا من حزب "الصهيونية الدينية" بقيادة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يعارض المضي قدمًا في تنفيذ المراحل التالية من الاتفاق، ويرى أن أي تنازل إضافي لحماس قد يؤدي إلى تآكل شعبية الحكومة.
حماس تحذر: لن نقبل بسياسة الابتزاز.. والاحتلال يتحمل العواقب
في رد فعل قوي، أكد زاهر جبارين، رئيس حماس في الضفة الغربية، أن الحركة تتابع تأجيل الاحتلال لتنفيذ الاتفاق عن كثب، محذرًا من أن استمرار المماطلة سيضع إسرائيل في مواجهة مع المقاومة.
وقال جبارين في تصريح لقناة الجزيرة:
"تم إبلاغ الوسطاء في مصر وقطر بتأخير الاحتلال الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، ونحن نراقب ذلك عن كثب. إذا استمر العدو الصهيوني في خرق الاتفاق، فلن يجد أي وسيط أو ضامن في المستقبل"، في إشارة إلى احتمال إعادة حماس النظر في الصفقة ووقف تنفيذ أي تبادل مستقبلي ما لم تلتزم إسرائيل ببنود الاتفاق بالكامل.
وأضاف جبارين:
"هدفنا هو تحقيق مطالب شعبنا الفلسطيني، وليس فقط مطالب حركة حماس. كل فصائل المقاومة جاهزة للمرحلة الثانية من التنفيذ، لكن الاحتلال يواصل المراوغة والتلاعب بمصير الأسرى".
ماذا يعني هذا التأخير لمستقبل وقف إطلاق النار؟
يهدد التأخير الإسرائيلي استمرار الهدنة في غزة، حيث ترى حماس أن عدم التزام إسرائيل بتنفيذ الشروط المتفق عليها قد يؤدي إلى انهيار الصفقة بالكامل، خصوصًا أن إسرائيل لم تبدأ حتى الآن مفاوضات المرحلة الثانية التي كان من المفترض أن تنطلق في 3 فبراير الجاري.
وإذا لم يتم الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين خلال الساعات المقبلة، فقد تضطر الوسطاء الدوليين (قطر، مصر، والولايات المتحدة) إلى الضغط على إسرائيل لإنقاذ الاتفاق، لكن في حال تعنتها فقد تدخل غزة مرحلة جديدة من التوتر العسكري، مما يجعل عودة القتال أمرًا واردًا
0 تعليق