لم يكن أحد يتوقع تراجع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن موقفه بشأن غزة. لقد قال بحدة إنه سيشترى قطاع غزة، وإنه سيحولها لتصبح منتجعا سياحيا واستثماريا عالميا مثل منتجع «ريفيرا» العالمى، وإنه سيحول الدمار والخراب إلى جمال لم يكن له وجود! وهو ما يقتضى تهجير أهلها إلى دول قريبة أو بعيدة بحسب رغبة سكانها! لكنه فوجئ برفض عربى تقوده مصر بفضل حكمة وحنكة الرئيس عبدالفتاح السيسى. ولا ينكر إلا جاحد ما قامت به مصر لإثناء الرئيس ترامب عن موقفه.
وأعلن الرئيس السيسى عن خطة مصرية لإعادة إعمار غزة من دون خروج سكانها من أراضيهم. وقد أعلن جلالة الملك الأردنى عبدالله بن الحسين فى لقائه مع ترامب رفضه تهجير الفلسطينيين من أرضهم، كما أعلن عن الخطة المصرية فى هذا الشأن.
وهنا أرى أن تصريحات الرئيس ترامب الأخيرة عودة إلى الفهم الصحيح للقضية الفلسطينية بفضل حكمة مصر وقائدها. حيث قال ترامب مؤخرا عبر قناة فوكس نيوز الأمريكية إنه «لن يفرض» خطته بشأن غزة بل «يقترحها». ونوه إلى أنه تفاجأ بموقف البلدين «مصر والأردن» وأبدى دهشته من رفضهما لخطته!
وأضاف ترامب: «لقد دفعنا لمصر والأردن مليارات الدولارات وتفاجأت من موقفهما الرافض لكنهما فعلا ذلك وسأقول إن الطريقة لإيجاد حل هى عبر الخطة التى اقترحتها والتى أرى أنها ناجحة». وتابع: «لن أفرضها لكننى سأوصى بها فقط، ثم أمريكا ستملك الموقع حيث لن يكون هناك وجود لحماس وسيتم تطويره».
أعتقد أنه يجب علينا أن نعيد العمل على توحيد الصف العربى، ووحدة الصف الفلسطينى المشتت بسبب الفصائل المتناحرة تحت لواء سلطة فلسطينية تعبر عن الشعب. للأسف التشتت الفلسطينى يمنح سفاح إسرائيل نتنياهو فرصة تصفية القضية الأم، وهى حل الدولتين. وأضم صوتى للعميد خالد عكاشة مدير المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية أنه بعد تصريحات ترامب «يمكن الإعلان رسميا عن وفاة الخطة الأمريكية الإسرائيلية للتهجير».
نقلا عن اخبار اليوم
0 تعليق