أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترشيحه للجنرال المتقاعد دان كين لمنصب رئيس هيئة الأركان المشتركة، رغم أن كين لم يصل إلى رتبة أربع نجوم قبل تقاعده، وهو ما يجعل هذا التعيين غير مسبوق في تاريخ الجيش الأمريكي.
جاء هذا الاختيار بعد لقاء جمع ترامب بكين خلال زيارته إلى العراق عام 2018، حيث لعب كين دوراً بارزاً في العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش، ما جعله يحظى بإعجاب الرئيس السابق الذي بات يراه قائداً عسكرياً قوياً يستحق قيادة الجيش الأمريكي.
لقاء العراق 2018.. اللحظة الفارقة التي صنعت القرار
في ديسمبر 2018، زار ترامب القوات الأمريكية في قاعدة عين الأسد بالعراق، وهناك التقى بالجنرال كين، الذي كان يشغل آنذاك منصب نائب قائد قوة العمليات الخاصة، وهو المنصب الذي وضعه في الخطوط الأمامية لمواجهة داعش.
ووفقاً لما كشفه ترامب في عدة مناسبات، فإن كين أخبره حينها بأن داعش يمكن القضاء عليه في غضون أسبوع واحد فقط، وهو تصريح اعتبره ترامب دليلاً على عقلية عسكرية هجومية يفضلها. ومنذ ذلك الحين، أصبح كين أحد الأسماء التي يحترمها الرئيس السابق، بل ويدافع عنها، متهماً الرئيس الحالي جو بايدن بأنه "تجاوزه في الترقية".
مسيرة عسكرية متميزة لكنها غير تقليدية
يختلف مسار كين عن المسارات التقليدية التي يسلكها عادة كبار القادة العسكريين قبل توليهم أعلى المناصب في الجيش. فعلى مدار العقود الماضية، كان رؤساء هيئة الأركان المشتركة إما قادة سابقين لأفرع الجيش أو قيادات قتالية عليا، لكن كين لم يكن في أي من هذه المناصب.
وبالرغم من تقاعده دون الحصول على الترقية إلى رتبة جنرال بأربع نجوم، إلا أن تعيينه في هذا المنصب سيتطلب ترقية فورية، ليصبح القائد الأعلى للقوات المسلحة لمدة أربع سنوات، في حال حصل على موافقة مجلس الشيوخ.
من طيار مقاتل إلى قيادة الأركان.. من هو دان كين؟
ولد دان كين عام 1970، وتخرج في المعهد العسكري في فرجينيا عام 1990 حاصلاً على بكالوريوس في الاقتصاد. منذ صغره، كان يحلم بأن يسير على خطى والده الطيار المقاتل، وهو ما تحقق عندما انضم إلى سلاح الجو الأمريكي، ليصبح طياراً مقاتلاً على طائرة إف-16.
خلال هجمات 11 سبتمبر 2001، كان كين أحد الطيارين المقاتلين المكلفين بحماية سماء واشنطن من أي تهديد محتمل، وهو الدور الذي أكسبه احترام المؤسسة العسكرية الأمريكية.
بين العمل العسكري والسياسي.. مسيرة استثنائية في واشنطن
بعد مسيرته كطيار مقاتل، شغل كين عدة مناصب مؤثرة في واشنطن منذ عام 2005، منها:
مساعد خاص لوزير الزراعة
مدير سياسة مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن الداخلي بالبيت الأبيض
عضو في الحرس الوطني بدوام جزئي بين 2009 و2016
رائد أعمال ومستثمر
المدير المساعد للشؤون العسكرية في وكالة المخابرات المركزية (CIA)
لكن النقطة الأبرز التي لفتت انتباه ترامب إليه كانت قيادته العمليات الخاصة ضد تنظيم داعش في العراق، حيث اكتسب سمعة قوية بين زملائه في الجيش.
هل يبقي كين الجيش بعيداً عن السياسة؟
يأتي اختيار كين في وقت حساس، حيث يواجه الجيش الأمريكي تحديات دولية كبرى، أبرزها التوترات مع الصين وروسيا، إلى جانب القضايا الداخلية المتعلقة بدور المؤسسة العسكرية في السياسة.
وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير، عمل مع كين لأكثر من 10 سنوات، إن الأخير يضع المهام والقوات قبل السياسة، مؤكداً أنه ليس رجلاً سياسياً. لكن السؤال الأهم هو: إلى أي مدى يمكنه الحفاظ على هذا الموقف في ظل وجود رئيس مثل ترامب، الذي سبق وأن أدخل الجيش في قضايا سياسية مثيرة للجدل؟
0 تعليق