"الألغازالجيدة تمنحنا استعارات جيدة، ولكي تصنع استعارة جيدة عليك أن تصنع لغزًا جيدًا"، أشهر أقوال أرسطو، يعتبر الفوازير أقدم أنواع الأدب المتوارث من الحضارات القديمة والثقافات المختلفة، فكرتها قائمة على سرد حكايات وقصص وفي بعض الأحيان تحتوي على حكاية لغز من باب التشويق.
ما زالت "فوازير رمضان" التليفزيونية، فكرة مرعبة ومخيفة لنجوم الفن فى الوقت الراهن، حتى في الأجيال السابقة، فبمجرد طرح الفكرة فقط ينفر الفنانون خوفا من السقوط في فخ المقارنة مع العملاقتين نيللى وشيريهان، واللتان وقفت عندهما فوازير رمضان.
نيللي تتوج على عرش الفوازير
قدمت الفنانة نيللي فوازير رمضان خلال أكثر من 13 عامًا، بدأت منذ 1975، حيث كانت الانطلاقة مع المخرج فهمي عبد الحميد ومصمم استعراضات حسن عفيفي، في برنامج بعنوان "صورة وفزورة"، واستمر هذا الثلاثي في العمل معًا في عام 1976 في"صورة وفزورتين"، ثم في عام 1977 "صورة و3 فوازير"، وعام 1978 "صورة و30 فزورة" والتي كانت تعتمد فكرتها على تنكر"نيللي" بشخصيتين: شخصية ثابتة طوال ثلاثين حلقة وهي شخصية صحفية تقوم باستضافة المشاهير، والشخصية الثانية هي الضيف المشهور، والمطلوب من المشاهد معرفة شخصية الضيف وإرسال الحل.
استمرت نيللي في نجاح فوازير رمضان، مع بداية الثمانينات كتب لها صلاح جاهين "عروستي" والتي حققت من خلالها نجاحًا فنيًا وجماهيريًا باهرًا وفي العام التالي على التوالي كتب صلاح جاهين فوازير "يوه.. الخاطبة"، حيث كانت تعتمد فكرتها على أن يكتشف المشاهد مهنة الثلاثين عريسًا على مدار الشهر.
وفي عام 1991 قدمت نيللي "عجايب صندوق الدنيا" والتي تراوحت جوائزها ما بين تليفزيون ملوّن، وديب فريزر، وجنيهات ذهبية، ورحلة عمرة من محلات العطور الشهيرة "قزاز"، وعلب شيكولاتة ذات إنتاج محلي من ماركات "تشيرسي"، و"ماكسي" وغيرها.
استمرت نيللي وقدمت فوزاير "أم العريف"، وفي عام 1995 قدمت فوازير"الدنيا لعبة" تناولت فيها الألعاب الرياضية المختلفة، ثم ودعت نيللي الفوازير عام 1996 عندما قدمت آخر أعمالها، فوازير "زي النهاردة" لتطوي معها مرحلة طويلة، متّعتنا فيها بطريقتها الفريدة في تأدية الأغاني.
حكاية أول فوازير الفنانة شريهان
أعطت الفوازير الرمضانية للفنانة شريهان بريقا لامعا في مجال الاستعراضات ومن أشهر فوازيرها: (حاجات ومحتاجات، فوازير حول العالم، ألف ليلة وليلة).
ظهرت الفنانة شريهان في لقاء تليفزيوني نادر لها مع الإعلامية أميرة عبدالعظيم، حيث قالت إنها كانت تدرس الاستعراض، ولم يتوقع أحد أن تقدم فن استعراضي، مضيفة أنها كانت تحلم بالانضمام حتى لو دون أجر في مهنة تخص الفوازير "فنان، ملحن، ديكور".
وأضافت عندما هاتفها المخرج فهمي عبد الحميد أصابتها الرعشة من الفرح: "لما قال لي الحاج فهمي عاوزك في الفوازير فرحت جدا، قالي مش هتسألي عايزك في إيه، قولتله الفوازير.. قال لأ دور سمكة.. عيطت".
في عام 1986 قرر المخرج فهمي عبد الحميد، استخدام تيمة مسلسل ألف ليلة وليلة، في تجربة جديدة من الفوازير هي "أمثلة شعبية" التي قدمتها شيرهان بأداء مميز من الاستعراضات التي صممها حسن عفيفي.
وفي عام 1993 خاض الشاعر الكبير سيد حجاب تجربته الأولى في كتابة الفوازير مع شيرهان وقدما سويًا "حاجات ومحتاجات" والتي انتقدها البعض بسبب صعوبتها، وكان رد سيد حجاب: "الفوازير ليست معيوبة وليست صعبة، لكنها تحتاج لمشاهد يقظ ومثقف".
0 تعليق