ناقشت الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية، رسالة الدكتوراة المقدمة من اللواء أ.ح مجدى أبو المجد قائد قوات المظلات السابق، والمقدمة بعنوان "استراتيجية مقترحة لمجابهة الحروب الهجينة لتحقيق متطلبات الإستراتيجية العسكرية المصرية".

جاء ذلك بحضور الفريق أول محمد زكى مساعد رئيس الجمهورية لشئون الدفاع، ووزير الدفاع والإنتاج الحربى السابق، وبمشاركة عدد كبير من قادة وضباط القوات المسلحة ولفيف من الشخصيات العامة والإعلاميين.

تكونت لجنة المناقشة والحكم من اللواء أ.ح دكتور "محمد عبد الخالق قشقوش" مشرفًا ورئيسًا، واللواء أ.ح دكتور "أشرف محمد فارس"، والدكتورة "غادة محمد عامر" عضوًا.

قدم الباحث من خلال رسالته رؤية استراتيجية شاملة لمواجهة التحديات المتزايدة التي تهدد الأمن القومي المصري في عصر أصبحت فيه الحروب الهجينة تتصدر ساحة الصراعات العسكرية والسياسية، إلي جانب تحليل دقيق لطبيعة الحروب الهجينة وأدواتها المتعددة من حروب سيبرانية، معلوماتية، نفسية واقتصادية، كما قدم استراتيجية متكاملة لمجابهة تداعياتها على الاستقرار الداخلي والخارجي لمصر.

وتضمنت الرسالة دراسة عن تطور أجيال الحروب وصولاً للحروب الهجينة، مع تحديد الأساليب والتقنيات المستحدثة التي تميز هذا النوع من الحروب.

كما تناولت الرسالة التطبيقات العملية لهذه الحروب في الصراعات العالمية مثل الحرب "الروسية – الأوكرانية" والصراع "الإسرائيلي – الفلسطيني"، لتكتسب الدراسة رصيدًا عميقًا من التحليل الواقعي.

وأشار الباحث إلى أن تحديات الحروب الهجينة ليست تحديات عسكرية فحسب، بل هي تحديات وجودية تمس هوية الدولة، ومصالحها الاستراتيجية، ومكانتها الإقليمية والدولية، فالحروب الهجينة ليست مجرد معركة على الأرض، بل هي معركة داخل العقول والقلوب، فالحروب الهجينة هي الحروب التي لا تُخاض فقط بالأسلحة التقليدية، بل هي معارك تخاض في الفضاء السيبراني، وفي مجال المعلومات، وفي العقل البشري، فهى تتجاوز الحدود التقليدية من خلال دمج التكنولوجيا، والذكاء الاستراتيجي، والحروب النفسية لتحقيق النصر، وهى التى غيرت القواعد المتعارف عليها، فهى لا تقتصر على المواجهات المباشرة بين الجيوش، بل تمتد لتشمل الضغط النفسي والتأثير على مجريات الأحداث من خلال المعلومات.

وأقترح الباحث أعتماد استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز قدرة القوات المسلحة المصرية على مواجهة هذه التهديدات غير التقليدية، وذلك من خلال تحديث وتطوير خطط الدفاع، تعزيز التعاون الأمني والتكنولوجي مع القوى الدولية المتقدمة، وتحقيق التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية والاجتماعية.

وأكد الباحث أن الهدف من وضع هذه الاستراتيجية هو ضمان حماية الأمن القومي المصري في ظل بيئة تهديدات معقدة، وتعزيز مرونة الدولة المصرية في التصدي لهذه الحروب الهجينة التي تستهدف جميع جوانب الحياة الوطنية، وصولاً إلى تحقيق الاستقرار والازدهار.

وفي الختام قررت لجنة المناقشة والحكم برئاسة اللواء أ.ح دكتور "محمد عبد الخالق قشقوش" منح الباحث اللواء أ.ح "مجدي أبو المجد" درجة الدكتوراة فى فلسفة الاستراتيجية القومية بدرجة أمتياز مع مرتبة الشرف عن رسالته المقدمة بعنوان " استراتيجية مقترحة لمجابهة الحروب الهجينة لتحقيق متطلبات الإستراتيجية العسكرية المصرية".