إيهود أولمرت يكشف تفاصيل خريطة حل الدولتين التي عرضها على عباس في 2008

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، لأول مرة، عن خريطة اقترحها عام 2008 على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كجزء من حل الدولتين، وهو العرض الذي رفضه عباس في حينه. تأتي هذه التصريحات في فيلم وثائقي جديد يحمل عنوان "إسرائيل والفلسطينيون: الطريق إلى السابع من أكتوبر"، والذي تبثه شبكة BBC اليوم.

ملامح الخريطة: دولة فلسطينية على 95.1% من الضفة وغزة مع تبادل للأراضي

تُظهر الخريطة التي كشف عنها أولمرت أن إسرائيل كانت مستعدة للتخلي عن 95.1% من الضفة الغربية وقطاع غزة، مع الحفاظ على كتل استيطانية كبرى داخل الضفة الغربية مقابل منح الفلسطينيين أراضي بديلة داخل حدود إسرائيل. وتشمل المناطق التي ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية:

كتلة غوش عتصيون جنوب القدس.

مدينة معاليه أدوميم شرق القدس.

مستوطنة أرييل الواقعة في أراضي سلفيت بالضفة الغربية.

بالمقابل، كانت إسرائيل ستتنازل عن بعض أراضيها لصالح الدولة الفلسطينية الجديدة لتعويض هذا التوسع الاستيطاني، وفقًا للمقترح.

ممر نفق يربط بين غزة والضفة الغربية

ضمن خطته، اقترح أولمرت إنشاء نفق بري يربط بين غزة والضفة الغربية، مما يتيح حرية التنقل بين شطري الدولة الفلسطينية دون تدخل إسرائيلي، وهو مطلب أساسي لطالما نادت به السلطة الفلسطينية.

تقسيم القدس وإدارة دولية للمناطق المقدسة

تضمنت الخطة أيضًا مقترحًا لتقسيم القدس إلى:

أحياء تحت سيطرة إسرائيل.

أحياء تحت سيطرة السلطة الفلسطينية.

وكانت السيادة الإسرائيلية على الحرم القدسي والبلدة القديمة ستُلغى بالكامل، ليتم استبدالها بإدارة دولية غير سيادية مكونة من إسرائيل، السلطة الفلسطينية، الأردن، الولايات المتحدة، والسعودية، للإشراف على ما يُعرف بـ "الحوض المقدس"، الذي يشمل المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط البراق.
 

أولمرت لعباس: "لن تجد زعيمًا إسرائيليًا يقترح ما أعرضه عليك الآن!"

وفقًا لما ورد في الفيلم الوثائقي، فإن أولمرت حث محمود عباس بقوة على الموافقة الفورية على عرضه، حيث قال له:

"خلال السنوات الخمسين المقبلة، لن تجد زعيمًا إسرائيليًا واحدًا يقترح عليك ما أقترحه عليك الآن. وقع عليه! وقع عليه ولنغير التاريخ!"

إلا أن عباس رفض التوقيع بالأحرف الأولى، مطالبًا بفرصة لعرض المقترح على القيادة الفلسطينية في رام الله، وهو ما لم يتحقق.

رفض فلسطيني بسبب فضائح الفساد التي لاحقت أولمرت

يؤكد رفيق الحسيني، الذي كان يشغل منصب رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية آنذاك، أن الفلسطينيين لم يتعاملوا بجدية مع عرض أولمرت، نظرًا لأنه كان يواجه اتهامات بالفساد وكان على وشك الاستقالة من منصبه.

وقال الحسيني في الفيلم الوثائقي: "من المؤسف أن أولمرت، بغض النظر عن مدى لطفه، كان بطة عرجاء، وبالتالي، لن نصل إلى أي مكان بهذا".

أهمية الكشف عن الخريطة في السياق الحالي

يأتي هذا الكشف في وقت يشهد تطورات متسارعة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، خصوصًا مع استمرار الحرب في قطاع غزة، وتعثر الجهود الدولية لإحياء مفاوضات السلام. وقد يساهم هذا الكشف في إعادة تسليط الضوء على ما تم طرحه سابقًا كفرصة مهدورة لتحقيق تسوية تاريخية بين الطرفين.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق