في ظل انتشار المنصات الإلكترونية التي تعد المستخدمين بتحقيق أرباح سريعة ومغرية، يقع العديد من الأشخاص فريسة لعمليات النصب الإلكتروني التي تتخذ أشكالًا متعددة.
ومن بين هذه المنصات، برزت منصة FBC التي جذبت آلاف المستخدمين بوعود بأرباح شهرية وهدايا موسمية، ولكن سرعان ما اكتشف العديد من المشتركين أنها ليست سوى عملية احتيال منظمة.
في هذا التقرير، نستعرض تجارب بعض المشتركين الذين تعرضوا لخسائر مالية فادحة، بعد أن وقعوا في فخ الوعود الزائفة التي روجت لها المنصة.
قصص ضحايا FBC: بين الأمل والصدمة
يروي أحد المشتركين قصته عبر “فيسبوك”، موضحًا كيف دخل منصة FBC لدفع أقساط هاتف مسروق كان قد اشتراه سابقًا، مما دفعه لاستثمار مبلغ 11،000 جنيه للوصول إلى مستوى أعلى في المنصة.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد تعرض لاحقًا لحادث خطير استدعى إجراء عملية جراحية كلفته 65،000 جنيه، اضطر لاستدانة 45،000 جنيه منها، كما لجأ لبيع بعض أثاث منزله لاستكمال تكلفة العلاج.
في النهاية، تساءل بمرارة إن كان قد وقع ضحية عملية نصب حقيقية، خاصة بعد أن عجز عن استرداد أمواله، مما جعله يواجه خطر السجن بسبب الديون المتراكمة.
الهدايا الرمضانية.. فخ جديد لجذب الضحايا
لم تكن قصة هذا المشترك الوحيدة، إذ روت مستخدمة أخرى تفاصيل ما حدث لها، مشيرة إلى أن المنصة استدرجت المشتركين بزيادة الأرباح اليومية بشكل مفاجئ في أحد المستويات، مما دفع العديد من المستخدمين إلى الاشتراك بمستوى أعلى لتحقيق أرباح أكبر. ومع اقتراب شهر رمضان، طرحت المنصة 5000 هدية مجانية لمستخدمي المستوى الثالث (J3)، ما أغرى الكثيرين بالترقية لهذا المستوى، غير مدركين أن هذا الفخ كان يهدف لجمع أكبر قدر من الأموال قبل أن تتوقف المنصة عن السماح بسحب الأرباح.
إغلاق السحب.. والاحتيال يتضح
مع زيادة عدد المشتركين في المستويات الأعلى، بدأت المنصة في اتخاذ إجراءات مشبوهة، حيث أعلنت عن إجازة بمناسبة “عيد الشجرة”، ليكتشف المشتركون لاحقًا أنها مجرد خدعة لتأخير عمليات السحب. وبحلول منتصف الشهر، أدرك المستخدمون أنهم لن يستطيعوا استرداد أموالهم، خاصة أولئك الذين ترقوا إلى المستوى الثالث، حيث لم يتمكنوا من سحب أرباحهم أو حتى المبالغ التي دفعوها للاستثمار في المنصة.
أساليب التلاعب واستعادة الثقة الوهمية
لم تكتفِ المنصة بذلك، بل قامت بمحاولة لاستعادة ثقة المستخدمين عبر فتح السحب للمستويين الأول والثاني، مع تقديم مكافآت إضافية ومضاعفة مكافآت الإحالة، في محاولة لإقناع الضحايا الجدد بالانضمام وضخ المزيد من الأموال في المنصة. لكن في النهاية، وبعد تكرار نفس السيناريو، أصبح واضحًا للجميع أن FBC كانت مجرد مخطط احتيالي ضخم، استغل رغبة الناس في الربح السريع ليحقق مكاسب هائلة على حسابهم.
احذروا هذه الأنواع من المنصات
هذه القصة ليست الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة، فهناك العديد من المنصات المشابهة التي تغري المستخدمين بأرباح غير واقعية ثم تختفي بعد جمع مبالغ ضخمة. لذا، يجب على الجميع الحذر والتأكد من مصداقية أي منصة قبل الاستثمار فيها، حتى لا يقعوا فريسة لعمليات الاحتيال الإلكتروني.
0 تعليق