زيادة إنتاج مصر من الغاز تترقب حقلين كبيرين في 2027

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اقرأ في هذا المقال

  • مشروعات مرتقبة ستسهم في وقف انخفاض إنتاج مصر من الغاز
  • زيادة إنتاج مصر من الغاز ستحدث في عام 2027 بفضل تطوير حقلين مهمين
  • شركات عالمية تقود زيادة إنتاج الغاز المصري في مناطق مختلفة
  • بعض الشركات تسعى إلى سعر غاز مضمون أعلى لتبرير تطوير حقول الغاز

يترقب إنتاج مصر من الغاز الطبيعي في عام 2027 زيادة ملحوظة، مدفوعًا بمشروعات تنموية جارية من قبل 4 شركات عالمية في البلاد.

جاء ذلك في تقرير حديث -حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- سلّط الضوء على أبرز التطورات التي سيشهدها إنتاج مصر من الغاز خلال العامين المقبلين.

وتأمل مصر أن تساعد أعمال الحفر التنموي الجارية والربط في المشروعات البحرية الرئيسة في وقف انخفاض إنتاج الغاز، الذي هبط بنسبة 16%، أو ما يقرب من مليار قدم مكعّبة يوميًا، إلى أدنى مستوى له في 8 سنوات، عند 4.87 مليار قدم مكعّبة يوميًا لعام 2024.

ويعدّ البحر الأبيض المتوسط أكبر مسهِم، سواء في إنتاج مصر من الغاز، بواقع 3.54 مليار قدم مكعّبة يوميًا، أي 73% من الإجمالي، أو في الانهيار، مع انخفاض الإنتاج بمقدار 773 مليون قدم مكعّبة يوميًا لعام 2024.

توقعات إنتاج مصر من الغاز

أشار التقرير، الذي نشرته نشرة ميس (Mees) الصادرة من قبرص، إلى أنه من المرجّح أن تحدث خسائر أخرى في إنتاج مصر من الغاز أكثر من المكاسب في العامين المقبلين على الأقل، على الرغم من أن البلاد تتطلع إلى دفعة في عام 2027 من التطوير المشترك لحقلَي نرجس ونور.

ورغم أن المشروعات المرتقبة توفر بعض الأمل في إمكانية إبطاء التراجع على الأقل، إن لم يكن وقفه، في عام 2025، فإن مصر ستحتاج إلى الاستمرار في استيراد الغاز عبر الأنابيب من إسرائيل والغاز المسال باهظ الثمن لتعويض العجز المتزايد، بحسب ما أكدته "ميس" في تقريرها.

فقد استوردت مصر 1.07 مليار قدم مكعّبة يوميًا من الغاز من إسرائيل في يناير/كانون الثاني، كما تعاقدت مع توتال إنرجي وشل لاستيراد 60 شحنة من الغاز المسال في عام 2025، ما يشير إلى عطش البلاد المتزايد للغاز.

كما تَعِد خطط إيني لربط الغاز من حقل كرونوس القبرصي بمصر، ربما من أواخر عام 2026، بتعزيز محتمل لإمدادات مصر من الغاز، وكذلك الإنتاج المحلي.

ويبدو أن زيادة إنتاج مصر من الغاز خلال العام الجاري (2025) أقل احتمالًا، على الرغم من أعمال التطوير الرئيسة الجارية في مشروعات البحر المتوسط البحرية.

فقد بدأت شركة إيني الإيطالية -أكبر منتج للغاز في البلاد- هذا الأسبوع حفر بئرين جانبيتين في حقل ظهر العملاق.

وقال وزير البترول المصري كريم بدوي العام الماضي (2024)، إن البئرين، اللتين من المقرر أن يبدأ العمل فيهما خلال النصف الثاني من عام 2025، ستضيفان 220 مليون قدم مكعّبة يوميًا.

ومع ذلك، في حين قد يكون هذا صحيحًا من حيث التزايد التدريجي، فإن انخفاض الإنتاج الأساسي بسبب مشكلات اختراق المياه، يعني أن هذا قد لا يكون كافيًا لزيادة الإنتاج على أساس سنوي.

ووفق قاعدة البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة، يُعدّ إنتاج ظهر الحالي البالغ 1.5 مليار قدم مكعّبة يوميًا أقل من نصف الطاقة الاسمية للحقل البالغة 3.2 مليار قدم مكعّبة يوميًا.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- إنتاج مصر من الغاز منذ عام 2014 حتى عام 2024:

إنتاج مصر من الغاز الطبيعي

مشروعات شل في مصر

تأتي الزيادة الجديدة بإنتاج مصر من الغاز، من الآبار الـ3 في المرحلة 10 من مشروع منطقة امتياز غرب الدلتا العميق التابع لشركة شل (Shell).

ومع تشغيل الآبار الـ3 التي حُفِرت العام الماضي (2024)، فإنها تنتج الآن ما بين 140 و150 مليون قدم مكعّبة يوميًا.

ويبلغ إجمالي إنتاج منطقة امتياز غرب الدلتا العميق الحالي 320 مليون قدم مكعّبة يوميًا، ارتفاعًا من 200 مليون قدم مكعّبة يوميًا العام الماضي (2024)، وفق ما جاء في نشرة "ميس" التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وبدأت شركة شل في وقت سابق من شهر فبراير/شباط الجاري حفر أول بئر من 3 آبار في المرحلة 11، التي من المقرر -أيضًا- أن تنتج نحو 150 مليون قدم مكعّبة يوميًا بحلول نهاية العام الجاري (2025).

وعلاوة على ذلك، تأمل مصر في تشجيع شل على المضي قدمًا في المرحلة 12، بالرغم من أن الشركة البريطانية من المرجَّح أن تطلب سعر غاز أعلى من 5.88 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية التي تتلقاها مقابل غاز منطقة امتياز غرب الدلتا العميق حاليًا، إذا كانت ستمضي قدمًا.

ووفقًا لأحدث الإحصاءات الوطنية، لم تكن هناك أيّ علامة على حدوث تحول في شهر ديسمبر/كانون الأول، حيث بلغ الإنتاج 4.421 مليار قدم مكعّبة يوميًا، وهو أدنى مستوى منذ أوائل عام 2017.

مشروعات بي بي في مصر

يعيد هذا الإنتاج إلى المستويات التي شوهدت آخر مرة، قبل بدء تشغيل مشروع غرب دلتا النيل لشركة بي بي، في مارس/آذار 2017 بقيمة 9 مليارات دولار.

وكما هو الحال مع العديد من المشروعات البحرية في مصر، شهد مشروع غرب دلتا النيل تراجعًا سريعًا مع حقل ريفين للغاز والمكثفات ضمن "المرحلة الثالثة من مشروع غرب دلتا النيل" بوصفه المنتج الوحيد المتبقي.

ولكن حدثت -أيضًا- دفعة قوية، إذ أعلنت شركة بي بي في 16 فبراير/شباط بدء تشغيل بئرين جديدتين في ريفين، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقالت بي بي: "من المتوقع أن تنتج البئران الجديدتان نحو 220 مليار قدم مكعّبة من الغاز، و7 ملايين برميل من المكثفات".

وتتوقع وزارة النفط المصرية أن تنتج البئران 200 مليون قدم مكعّبة يوميًا، وهو ما من شأنه -نظريًا- أن يعزز إنتاج ريفين من 400 مليون قدم مكعّبة يوميًا إلى 600 مليون قدم مكعّبة يوميًا، رغم أن مصادر أخرى ترى أن هذا الرقم متفائل.

وقالت بي بي: "كان التركيز في مشروع ريفين للغاز والمكثفات على مكافحة التراجع الطبيعي، وزيادة الإنتاج، مع تعظيم البنية الأساسية القائمة لتلبية الطلب بالسوق المحلية في مصر بوتيرة سريعة".

وقد يكون التطوير المقبل لشركة بي بي هو ربط حقل الكينج في منطقة امتياز شمال كينج مريوط إلى الغرب بمشروع غرب دلتا النيل.

وأكدت عمليات الحفر التقييمية الأخيرة 200 مليار قدم مكعّبة من الاحتياطيات القابلة للاستخراج، إذ تستعد بي بي لتقديم خطة تطوير في غضون الأشهر الـ6 المقبلة.

وبفضل الربط القصير نسبيًا الذي يبلغ 40 كيلومترًا بمرافق غرب دلتا النيل، فإن السلطات المصرية واثقة من أنه على الرغم من الاحتياطيات المتواضعة، ستمضي بي بي في التطوير، مع أول غاز محتمل بحلول النصف الأول من عام 2027.

بعد حفر الكينج، تحفر بي بي حاليًا "فيوم 5"، وهي بئر تطوير في حقل فيوم الذي يشكّل إلى جانب "جيزة" المرحلة الثانية من غرب دلتا النيل.

إلّا أن مجلة "ميس" أشارت في تقريرها إلى أن هذه الحقول، جنبًا إلى جنب مع المرحلة الأولى التي تضم ليبرا وتوروس، تنتج الآن كميات متواضعة ومتقطعة.

إنتاج مصر من الغاز

مشروعات غاز أخرى في مصر

بعيدًا عن الحفر التنموي من المنتجين الرؤساء في مصر، فإن المشروع الجديد الوحيد القريب الأجل المقرر أن يبدأ العمل خلال العام الجاري (2025) هو غرب البرلس التابع لشركة شيرون المستقلة المحلية في دلتا النيل الضحلة.

ومع ذلك، عُدِّل الإنتاج المتوقع من 150-180 مليون قدم مكعّبة يوميًا إلى 100 مليون قدم مكعّبة يوميًا، ومن المقرر أن يبدأ إنتاج الغاز لأول مرة في منتصف عام 2025.

وبعد ذلك، ستعمل شل (بحصّة 60%) وبي بي (بحصّة 40%) معًا في هارماتان، مرة أخرى في دلتا النيل الضحلة.

وفي ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي (2024)، ذكر مسؤول حكومي أن أول إنتاج للغاز سيكون في الربع الأول من عام 2026 بإنتاج 125 مليون قدم مكعّبة يوميًا، على الرغم من أنه من المرجّح أن يبدأ الحقل الإنتاج في النصف الثاني من العام المقبل (2026).

وستأمل مصر -أيضًا- أن تسرّع شركة إكسون موبيل الأميركية الكبرى اكتشاف 3-4 تريليونات قدم مكعّبة من نفرتاري، الذي تمّ في يناير/كانون الثاني 2025، في منطقة امتياز شمال مراقيا غرب البحر المتوسط غير المستكشف في البلاد.

وفي الوقت نفسه، تأمل مصر أن تحفر شركة إكسون موبيل آبارًا برية في أوائل العام المقبل (2026) في امتيازَي "القاهرة" و"مصري" العملاقين اللذين مُنِحا في عام 2023، ويقعان في المياه العميقة بالقرب من الحدود البحرية مع قبرص.

زيادة إنتاج مصر من الغاز في 2027

وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، فإن الأمل الرئيس لزيادة إنتاج مصر من الغاز هو أن يشهد عام 2027 بدء تشغيل حقلَي نرجس ونور، قبالة سواحل شمال سيناء.

وأُعلِن اكتشاف نرجس -الذي يبلغ 2.8 تريليون قدم مكعّبة- في عام 2023، وتشارك فيه شركة شيفرون الأميركية بوصفها المشغّل (45%)، مع شركة إيني (45%)، وشركة ثروة الحكومية (10%).

أمّا بالنسبة لحقل نور، فقد أعلنت شركة إيني (40%) الاكتشاف عام 2019، بالاشتراك مع شركة بي بي (25%)، وشركة مبادلة (20%)، وشركة ثروة (15%)، لكنها لم تقدّم خطة تطوير بعد.

ومع ذلك، عُدِّلَت الموارد المقدّرة من أقل من تريليون قدم مكعّبة إلى 1-2 تريليون قدم مكعّبة، بعد مراجعة البيانات الزلزالية وبيانات الآبار، ومن المرجّح حفر بئر التقييم في وقت لاحق من العام الجاري (2025).

ويبدو أن السيناريو الأكثر ترجيحًا هو أن نرى التطوير المشترك لحقلَي نرجس ونور؛ نظرًا لقربهما من مرافق إيني غير المستغلة بشكل كافٍ، ومشاركة إيني في كليهما، بحسب ما أكده مسؤول نفطي مصري لـ"ميس".

ولكن قبل أن تقدّم شركة شيفرون خطة تطوير، ستحتاج -أيضًا- إلى بئر تقييم في نرجس، التي من المخطط حفرها في النصف الثاني من عام 2025، كما يبحث الشركاء في نرجس عن سعر غاز مضمون أعلى لتبرير تطوير الحقل.

وكانت مصر تأمل في "تسريع تطوير حقل نرجس بسبب احتياجاتها المتزايدة من الغاز، و"من الواضح أن شيفرون وإيني تستغلان هذا لمحاولة الضغط على القاهرة للحصول على تلك الشروط المحسّنة"، كما يقول مصدر في الصناعة لـ"ميس"، مع اقتراح أن شيفرون تتطلع إلى سعر أعلى من السعر الحالي الذي يُعدّ الأعلى، وهو 6.20 دولارًا/مليون وحدة حرارية بريطانية تدفعه مصر لإيني مقابل إنتاج حقل ظهر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق