توغلت دبابات إسرائيلية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، وذلك ضمن عملية عسكرية واسعة النطاق أطلقت عليها إسرائيل اسم السور الحديدي، والتي تستهدف مخيمات اللاجئين في شمال الضفة، مثل جنين وطولكرم ونور شمس.
فرض السيادة العسكرية تمهيدًا للضم؟
يرى الخبير العسكري الأردني، الفريق المتقاعد قاصد محمود، أن دخول الدبابات في هذه المرحلة ليس مجرد خطوة عسكرية، بل خطوة سياسية تهدف إلى فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن العملية قد تكون بداية لمخطط الضم التدريجي للمخيمات وتهجير سكانها، تمهيدًا لإلغاء حق العودة للفلسطينيين.
تهجير قسري هو الأكبر منذ 1967
وفق مصادر فلسطينية، أسفرت العملية عن نزوح عشرات الآلاف من الفلسطينيين قسرًا بعد نسف الجيش الإسرائيلي للمربعات السكنية في مخيم جنين، مما جعلها أكبر عملية تهجير منذ حرب 1967. كما أحرقت القوات الإسرائيلية عددًا من المنازل، وهدمت أكثر من 100 منزل بشكل كامل، وقامت بتجريف البنى التحتية وقطع الكهرباء والمياه.
إسرائيل تبرر العملية بمكافحة التهديد الأمني
بررت إسرائيل العملية بأنها جزء من جهود القضاء على التهديد الأمني، حيث صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن العملية تهدف إلى تعزيز الأمن في الضفة الغربية، ومنع نفوذ إيران والفصائل المسلحة المدعومة منها.
هل استخدام الدبابات ضروري عسكريًا أم استعراض للقوة؟
يرى المحلل الفلسطيني هاني المصري أن إدخال الدبابات كان استعراضًا للقوة وليس ضرورة عسكرية، حيث كانت المقاومة الفلسطينية قد انسحبت بالفعل من مواقعها في جنين. بينما يعتقد الخبير العسكري الإسرائيلي مئير مصري أن العملية لا تهدف إلى الضم، وإنما هي عملية عسكرية "أمنية بحتة" لشلّ نشاط الفصائل المسلحة.
مستقبل الضفة: هل تتجه نحو الضم؟
تُشير تطورات العملية العسكرية إلى تصاعد المخاوف الفلسطينية من ضم تدريجي للضفة الغربية، حيث أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن إسرائيل تستخدم هذه العملية العسكرية لفرض واقع جديد على الأرض، يقوم على التطهير العرقي واستبدال المخيمات الفلسطينية بشبكة مستوطنات جديدة، مما يزيد من الضغط على الفلسطينيين للرحيل القسري.
0 تعليق