تشهد خطط تطوير حقل الوفرة المشترك بين السعودية والكويت تقدمًا خلال المدّة الأخيرة، إذ تعول شركة شيفرون الأميركية الكثير من الآمال على إنتاج الحقل من النفط.
وبعد 5 سنوات من استئناف الإنتاج في المنطقة المقسومة (PNZ) بعد إغلاق طويل، هناك تفاؤل متجدد بشأن إمكانات المنطقة، التي تحتوي على حقل الوفرة البري وحقل الخفجي البحري، على مساحة 5 آلاف و770 كيلومترًا مربعًا.
في الجزء البري، تعمل شيفرون نيابة عن السعودية من خلال شركتها التابعة شيفرون العربية السعودية (SAC)، حيث تشترك مع الشركة الكويتية لنفط الخليج (KGOC) في مشروع العمليات المشتركة بالوفرة (WJO).
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، استُؤنفت أعمال الحفر الاستكشافي في حقل الوفرة العام الماضي (2024)، ويُربط الاكتشاف بالمرافق القائمة لمزيد من الاختبار.
إنتاج شركة شيفرون من المنطقة المقسومة
حقّقت شركة شيفرون الأميركية صافي 60 ألف برميل يوميًا من المنطقة المقسومة بين السعودية والكويت العام الماضي (2024).
وفي الوقت الذي يمثّل فيه هذا الرقم نحو 3.0% فقط من إنتاجها العالمي من السوائل لعام 2024 (3.7% من النفط الخام العالمي)، ترى شيفرون إمكانات نمو كبيرة في المنطقة، وفق ما أكدته مجلة "ميس" (Mees) الصادرة من قبرص.
وفي الواقع، أشار الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون مايك ويرث إلى المنطقة المقسومة بوصفها منطقة لنمو الإنتاج على المدى الطويل، خلال مكالمة أرباح الربع الرابع لعام 2024 في وقت سابق من شهر فبراير/شباط الجاري.
وعند سؤاله عن نمو مشروعات التنقيب والإنتاج بعد عام 2026، قال ويرث: "في فنزويلا والمنطقة المقسومة، لدينا مواقع موارد ضخمة".
وتابع: "لقد كنا نتحرك بشكل مدروس لأسباب معينة في كل من هذه المواقع.. ولكن هذه المواقع تقدم فرصًا طويلة الأجل يجري اغتنامها، ويُمكن أن تصبح جذابة للغاية".
على الرغم من عودة المنطقة المقسومة إلى الإنتاج، فإنه لا يوجد ضغط في الأمد القريب للدفع نحو تحقيق المزيد من المكاسب الإنتاجية في حقل الوفرة؛ ما يمكّن الشركاء من إجراء دراسات متعمقة للخزانات المعقدة.
المنطقة المقسومة بين السعودية والكويت
توقف الإنتاج في المنطقة المقسومة بين السعودية والكويت بالكامل من مايو/أيار 2015 حتى فبراير/شباط 2020، مع إيقاف تشغيل حقل الخفجي البحري في أكتوبر/تشرين الأول 2014، ثم حقل الوفرة البري في مايو/أيار 2015.
وعلى السطح، أدّى الإغلاق إلى توقف العمليات؛ ولكن استمرت أعمال التقييم طوال هذه السنوات، على الرغم من الصعوبات التشغيلية.
وقال أحد المصادر إن العمليات المشتركة بالوفرة تمكّنت من "إعادة تشغيل سلسة" للعمليات في عام 2020، بفضل استمرار العمل خلال فترة الإغلاق، بحسب ما نقلته مجلة "ميس".
وارتفع الإنتاج من حقل الوفرة سريعًا بعد إعادة التشغيل؛ إذ زاد صافي إنتاج شيفرون من 17 ألف برميل يوميًا في عام 2020، إلى 56 ألف برميل يوميًا في عام 2021، وإلى مستواه الحالي البالغ 60 ألف برميل يوميًا في أوائل عام 2023.
وتشير أرقام صافي إنتاج شركة شيفرون إلى أن متوسط إنتاج السوائل في حقل الوفرة يبلغ حاليًا 120 ألف برميل يوميًا.
وعلى الرغم من المكاسب، ما يزال الإنتاج أقل من مستويات ما قبل الإغلاق، التي بلغت نحو 155 ألف برميل يوميًا في عام 2015، ناهيك بمستويات ما قبل عام 2009، التي بلغت 200 ألف برميل يوميًا.

حقل الوفرة في المنطقة المقسومة
وفق قاعدة بيانات الحقول لدى منصة الطاقة المتخصصة، فإن حقل الوفرة يُعد من الأصول الناضجة، حيث حُفرت أول بئر في الحقل في عام 1954.
ومن أجل عكس الانحدار الطبيعي، كان شركاء العمليات المشتركة بالوفرة يدرسون أساليب الاستخراج المعزز للنفط قبل عام 2015، وبدأ حقن البخار في مشروع تجريبي واسع النطاق لضخ البخار في عام 2009.
وقالت شركة شيفرون إنها تعتزم بدء أعمال التصميم الهندسي في مشروع المرحلة الأولى من مشروع الغمر بالبخار في حقل الوفرة في عام 2015، لإطلاق العنان للنفط الثقيل.
والآن، مع وضع عمليات الوفرة المشتركة لخطط لزيادة الطاقة من المستويات الحالية، يتقدّم العمل في مشروع الغمر بالبخار، بحسب ما نقلته مجلة "ميس".
فقد اتفق الشركاء العام الماضي (2024) على مواقع الحفر للمشروع، إذ زار الرئيس التنفيذي بالإنابة للشركة الكويتية لنفط الخليج عبدالوهاب المذن، المرافق الشهر الماضي.
كما اختبر شركاء عمليات الوفرة المشتركة حقن البوليمر في الحقل في عام 2023، وهو أقل كثافة في استعمال المياه، وله كثافة كربون أقل من الغمر بالبخار.
وقال نائب الرئيس الأول للعمليات في شركة شيفرون السعودية، دون ستلينغ: "هذا المشروع، إذا نجح مثل نماذجنا التحليلية، يُمكن أن يضيف إنتاجًا نفطيًا إضافيًا كبيرًا إلى عملياتنا".
حملة حفر جديدة في حقل الوفرة
في سياقٍ متصل، بدأت حملة حفر جديدة في حقل الوفرة، إذ قالت الشركة الكويتية لنفط الخليج إن أول بئر منذ أكثر من 8 سنوات حُفرت في سبتمبر/أيلول 2023.
ومع تكثيف الأنشطة، حُفر ما مجموعه 8 آبار جديدة في عام 2024، وحصلت الشركة العمانية أبراج لخدمات الطاقة على عقد في عام 2023 لنشر 3 منصات حفر في الوفرة.
بالإضافة إلى حفر آبار إنتاجية جديدة، بدأت العمليات المشتركة بالوفرة أيضًا حملة حفر استكشافية العام الماضي (2024)، بناءً على رسوم زلزالية ثلاثية الأبعاد خلال المدّة بين عامي 2014 و2016.
وفي أوائل عام 2024، حفرت العمليات المشتركة بالوفرة بئر "إن إف آر-1"، وتبعتها في وقت لاحق من العام ببئر الاستكشاف "إن دبليو دبليو بي-1"، حيث تقول الشركة الكويتية لنفط الخليج إنها "أكدت إمكانات نفطية جديدة".
وحقّق شركاء العمليات المشتركة بالوفرة بالفعل اكتشافًا، وسيُربط بالمرافق القائمة في الوفرة لإنتاج تجريبي، مع استمرار أعمال التقييم.
وكانت تلك البئر ضحلة نسبيًا، لكن الشركاء يستعدون الآن لحفر أعمق بئر في الكويت حتى الآن؛ إذ ستُحفر بئر "دبليو دي-2" في حقل الوفرة، جنبًا إلى جنب مع فريق من مؤسسة نفط الكويت (KOC)، التي تدير عمليات التنقيب والإنتاج في الكويت خارج المنطقة المقسومة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق