تُعدّ تكلفة إنتاج النفط في سلطنة عمان من القضايا المهمة التي توثّر في إستراتيجيات الاستكشاف والاستثمار والاقتصاد الوطني، ولا سيما في ظل تقلبات أسعار الخام العالمية.

ومع استمرار البلاد في تطوير قطاع النفط والغاز، تحرص الحكومة العمانية على الحفاظ على تنافسية تكلفة الإنتاج، ما يعزز مكانتها ضمن كبار المنتجين في المنطقة.

يقول وزير الطاقة والمعادن العماني، المهندس سالم بن ناصر العوفي، إن التكلفة التشغيلية لإنتاج برميل النفط في سلطنة عمان تتراوح بين 9 و10 دولارات، بينما تصل التكلفة السنوية الإجمالية للإنتاج إلى 23-25 دولارًا للبرميل.

ورغم هذه الأرقام، تواصل سلطنة عمان الاستثمار في تطوير الحقول النفطية من خلال شركات عالمية ومحلية خاصة، دون أن تتحمل ميزانية الدولة أعباء مالية مباشرة.

وحسب بيانات النفط العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تتمتع سلطنة عمان باحتياطيات نفطية كبيرة، بلغت 4.97 مليار برميل بنهاية عام 2023.

كما ارتفع عدد حقول النفط والغاز المنتجة في عُمان إلى 405 حقول، بنهاية العام نفسه، ما يعكس جهود مسقط في توسيع الإنتاج رغم التحديات المتعلقة بتكاليف التشغيل والتطورات في سوق النفط العالمية.

وفي ظل هذه المعطيات، تسعى السلطنة إلى تحقيق التوازن بين تكلفة الإنتاج والالتزام بالسياسات النفطية العالمية، ولا سيما في إطار تحالف أوبك+، الذي يفرض تخفيضات على الإنتاج للحفاظ على استقرار الأسواق.

تكلفة إنتاج برميل النفط في سلطنة عمان

تمثّل تكلفة إنتاج برميل النفط في سلطنة عمان أحد العوامل الأساسية في تحديد إستراتيجيات الإنتاج والاستثمار في القطاع، فبينما تتراوح التكلفة التشغيلية بين 9 و10 دولارات للبرميل، تبلغ التكلفة السنوية الكلية للإنتاج 23-25 دولارًا، وهي أرقام تنافسية مقارنة ببعض الدول الأخرى المنتجة للنفط.

ورغم التحديات التي تفرضها الأسواق العالمية، تواصل سلطنة عمان إنتاج النفط بكميات مستقرة، إذ بلغ متوسط الإنتاج خلال عام 2024 نحو 772 ألف برميل يوميًا في الربع الأول، قبل أن ينخفض إلى 765 ألف برميل يوميًا في الربعين الثاني والثالث.

ويُتوقع أن يرتفع الإنتاج تدريجيًا في عام 2025 ليصل إلى 780 ألف برميل يوميًا بنهاية العام، مع عودة الكميات التي خُفِّضت في إطار اتفاقيات أوبك+، ما قد يؤثّر إيجابًا في تكلفة إنتاج النفط في سلطنة عمان.

تأثير خفض الإنتاج في تكلفة إنتاج النفط

بهدف ضبط الأسواق النفطية، انضمت سلطنة عمان إلى اتفاقية تخفيض الإنتاج الطوعي التي اعتمدتها أوبك+، ما أدى إلى خفض الإنتاج بنحو 42 ألف برميل يوميًا منذ بداية عام 2024.

ومع ذلك، يُتوقع أن تستعيد مسقط هذه الكميات تدريجيًا حتى عام 2026، ما سيؤثّر في مستويات وتكلفة إنتاج النفط في سلطنة عمان.

وتشير التقديرات إلى أن متوسط إنتاج سلطنة عمان من النفط في عام 2025 سيصل إلى 767 ألفًا و75 برميلًا يوميًا، مع زيادات تدريجية تصل إلى 780 ألف برميل يوميًا بحلول ديسمبر/كانون الأول 2025.

كما يتوقع أن يبلغ إنتاج النفط العماني في عام 2026 نحو 841 ألف برميل يوميًا، مع استمرار خفض الإنتاج الطوعي حتى نهاية العام.

ورغم التحديات المرتبطة بتكلفة إنتاج النفط في سلطنة عمان، شهدت صادرات البلاد في عام 2024 ارتفاعًا بنسبة 10.4% مقارنة بعام 2023، إذ بلغ متوسط الصادرات 1.38 مليون برميل يوميًا.

دور الاستثمارات في قطاع النفط العماني

تحظى تكلفة إنتاج النفط في سلطنة عمان بتأثير مباشر من حجم الاستثمارات في القطاع، إذ يستحوذ قطاع النفط والغاز على 79% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في السلطنة.

وبلغت قيمة هذه الاستثمارات نحو 26.67 مليار ريال عماني (69.5 مليار دولار) حتى نهاية الربع الثالث من العام الماضي 2024، ما يعكس جاذبية القطاع للمستثمرين الدوليين.

ويعدّ قطاع استخراج النفط والغاز من بين القطاعات الأكثر استقطابًا للاستثمارات، إذ بلغت قيمة الاستثمارات فيه 21.1 مليار ريال عماني (54.89 مليار دولار)، مدعومة بتدفقات استثمارية تجاوزت 3.7 مليار ريال عماني (9.66 مليار دولار).

وفي هذا السياق، أسهمت هذه الاستثمارات في تعزيز عمليات التنقيب والإنتاج، ما قد ينعكس إيجابًا على تكلفة إنتاج النفط في سلطنة عمان، وأيضًا على كفاءة العمليات.

مستقبل إنتاج النفط في سلطنة عمان

تواجه تكلفة إنتاج النفط في سلطنة عمان تحديات متزايدة في ظل تقلبات الأسعار العالمية والتزامات التخفيض ضمن اتفاقيات أوبك+، إلّا أن الحكومة العمانية تواصل الاستثمار في تطوير البنية التحتية ورفع كفاءة العمليات الإنتاجية.

ويُتوقع أن تستمر سلطنة عمان في تعزيز إنتاجها خلال الأعوام القادمة، مدعومة باحتياطيات نفطية قوية تُقدَّر بـ 4.97 مليار برميل، بالإضافة إلى إستراتيجيات الاستكشاف والتطوير المستمرة.

كما ستسهم الاستثمارات الأجنبية في دعم التكنولوجيا الحديثة لخفض التكاليف وتعزيز الإنتاجية، ما يساعد في الحفاظ على تنافسية النفط العماني في الأسواق العالمية.

الخلاصة..

تعكس تكلفة إنتاج النفط في سلطنة عمان مزيجًا من العوامل التشغيلية والاستثمارية والإستراتيجية، التي تؤثّر في سياسات الإنتاج والتصدير.

ورغم التحديات المرتبطة بتخفيضات الإنتاج والتكاليف التشغيلية، تواصل سلطنة عمان تعزيز موقعها بصفتها أحد اللاعبين الرؤساء في سوق النفط العالمية، مستفيدة من استثمارات ضخمة واحتياطيات نفطية مستقرة.

ومع استمرار التطورات في قطاع الطاقة، يُتوقع أن تحتفظ سلطنة عمان بمكانتها بصفتها موردًا رئيسًا للنفط في المنطقة، مع الحفاظ على توازن تكلفة الإنتاج وتحقيق الاستدامة الاقتصادية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

1. حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في سلطنة عُمان من العمانية.