وصلت رحلة إحدى أحدث شركات تصنيع مركبات الهيدروجين في أوروبا إلى نهايتها بوقت مبكر جدًا، بعد تدخّل القضاء لإنهاء معاناتها المالية والتشغيلية.
وقررت محكمة فرنسية وضع شركة "هيفيا" (Hyvia) رهن التصفية بعد تعثُّرها في سداد الديون وفشل محاولات إيجاد مشترٍ لها، وفق آخر تحديثات قطاع السيارات العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وشركة هيفيا مملوكة مناصفةً بين شركة السيارات الفرنسية رينو (Renault) وشركة الهيدروجين الأميركية "بلَغ باور" (Plug Power)، وتأسست في يونيو/حزيران (2021) بوصفها شركة متكاملة وفريدة لتوفير حلول النقل منخفض الكربون، بما يشمل تصنيع المركبات التجارية الخفيفة المزودة بخلايا وقود الهيدروجين ومحطات التزود بالهيدروجين وتوريد الهيدروجين وخدمات التمويل والصيانة.
ورغم النهج المبتكر والآفاق البيئية الواعدة لمنتجاتها، واجهت الشركة عقبات مالية كبرى تُعزى -بالأساس- إلى عدم وجود سوق هيدروجين متطورة بما يكفي؛ وهو ما نتج عن خلل أوجده انخفاض الطلب وارتفاع التكاليف.
تصنيع مركبات الهيدروجين
أمرت المحكمة الاقتصادية في فرساي الفرنسية بوضع شركة تصنيع مركبات الهيدروجين هيفيا رهن التصفية، بما يعني بيع أصولها لتسديد المبالغ المستحقة للدائنين وإغلاق الشركة.
وفي بيان صحفي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه، وجّهت الشركة الشكر إلى كل عملائها وحمَلة الأسهم والشركاء والموظفين "الذين دعموا رحلة هيفيا منذ إنشائها".
كما أكّدت دعم موظفيها أو إعادة تصنيفهم بناءً على خبراتهم، وذلك بدعم من حمَلة الأسهم وتنفيذ خطة حماية وظيفية.

وكان يعمل لدى الشركة 110 أشخاص داخل مصنع شركة رينو في مدينة فلينس، وكانت تخطط لإطلاق النسخة الهيدروجينية الجديد من حافلة شركة رينو "ماستر".
وجاء قرار التصفية بعد الفشل في إيجاد عرض شراء موثوق، وهي عملية كان مكلّفًا بها مُسيّر للشركة عيّنه القضاء لإيجاد مشترين محتملين.
وسبق ذلك قرار المحكمة في ديسمبر/كانون الأول الماضي (2024) بوضع الشركة تحت الحراسة القضائية؛ إذ اعترف مسؤولو الشركة أمام القضاء أنهم غير قادرين على تسديد الديون.
وأرجعت الشركة وصولها إلى مرحلة تصفية الأصول إلى الصعوبات التي واجهتها نتيجة للنمو البطيء للغاية لأنظمة النقل الهيدروجينية في أوروبا، وارتفاع تكاليف التطوير اللازمة للابتكار.
أزمات شركات مركبات الهيدروجين
شركة هيفيا لتصنيع مركبات الهيدروجين هي الأحدث في سلسلة ضحايا قطاع الهيدروجين في أوروبا وأميركا؛ إذ سبقتها شركات مرموقة خلال الأشهر الماضية.
وقدّمت شركة "كوانترون" الألمانية لتصنيع شاحنات خلايا وقود الهيدروجين (Quantron) طلبًا لإشهار إفلاسها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي (2024).
كما أقدمت على الخطوة نفسها شركة تصنع شاحنات الهيدروجين والبطاريات "نيكولا" الأميركية (Nikola) يوم 19 فبراير/شباط الجاري (2025).
ومن المقرر أن يتخذ حاملو أسهم شركة "هايزون" الأميركية (Hyzon) قرارًا اليوم الخميس (27 فبراير/شباط) بحلّ الشركة من عدمه بعد أسبوع من قرار الشطب من البورصة.
وعلى خطى "هيفيا"، وُضِعت شركة "سافرا" الفرنسية لتصنيع الحافلات الهيدروجينية (Safra) تحت الحراسة القضائية خلال فبراير/شباط الجاري أيضًا.
كما أعلنت شركة "إتش في إس" لتصنيع الشاحنات الهيدروجينية في بريطانيا (HVS) أنها على شفا الانهيار، بسبب ما وصفته بقرارات الإدارة السابقة الخاطئة لتركيز الموارد على تصنيع الشاحنات الهيدروجينية "وهو طريق ثبَت أنه غير مستدام أو قابل للاستمرار من الناحية المالية"، على حدّ وصفها.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، انهارت مبيعات سيارة "ميراي" الهيدروجينية من إنتاج شركة تويوتا اليابانية في العام الماضي (2024) إلى أقل من 2000 وحدة فقط في انهيار بنسبة 55.8% على أساس سنوي.
وخلال النصف الأول من العام الماضي، انخفضت مبيعات مركبات الهيدروجين بنسبة 34.1% على أساس سنوي، كما انخفضت المبيعات بنسبة 20.7% في 2023.
ويعزو مراقبون عدم إقبال المستهلكين على الشراء إلى شح نقاط الشحن وارتفاع أسعار الطرازات ومحدودية الكفاءة بالمقارنة بالمركبات الكهربائية وانخفاض كثافة الهيدروجين.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
0 تعليق