أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الخميس، أن القوات الإسرائيلية ستبقى في جبل الشيخ لأجل غير مسمى، مشددًا على أن "جنوب سوريا يجب أن يبقى منطقة منزوعة السلاح".
وخلال مؤتمر صحافي، أضاف كاتس بوضوح: "لا نثق في أحمد الشرع، بل نثق فقط في جيشنا"، في إشارة إلى رئيس الحكومة السورية الانتقالية.
كما كشف أن القوات الإسرائيلية هاجمت مواقع عسكرية سورية في الجنوب السوري لمنع تمركزها هناك، مشددًا على أن أي وجود عسكري سوري في هذه المنطقة "يشكل تهديدًا لا يمكن القبول به".
هجمات إسرائيلية متصاعدة في الجنوب السوري
وتأتي تصريحات كاتس بعد أيام فقط من تنفيذ غارات جوية إسرائيلية مكثفة على مواقع عسكرية سورية جنوب غرب دمشق وبلدة إزرع في محافظة درعا، وفقًا لما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أكد في بيان سابق أن هذه الضربات استهدفت "مقرات عسكرية تحتوي على مخازن أسلحة تابعة للحكومة السورية وحلفائها"، مضيفًا أن أي تعزيزات عسكرية سورية في الجنوب "لن يتم التساهل معها".
ما أهمية جبل الشيخ؟ ولماذا تصر إسرائيل على البقاء فيه؟
يُعتبر جبل الشيخ من أكثر المواقع الاستراتيجية في المنطقة، حيث يطل على 4 دول هي سوريا ولبنان والأردن والأراضي الفلسطينية، مما يجعله موقعًا عسكريًا حساسًا بالنسبة لإسرائيل.
وكان الجيش الإسرائيلي قد توغل في المنطقة العازلة بين سوريا وهضبة الجولان المحتل في ديسمبر الماضي، بعد الإطاحة بالرئيس السوري السابق بشار الأسد، مما أدى إلى تغيير جذري في موازين القوى في الجنوب السوري.
انتقادات دولية لتمسك إسرائيل بالبقاء في جبل الشيخ
وعلى الرغم من انتقادات الأمم المتحدة والعديد من الدول لوجود القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة، واعتباره "انتهاكًا واضحًا للاتفاقات الدولية"، إلا أن إسرائيل رفضت الانسحاب، متذرعة بضرورة تأمين مستوطناتها في الشمال ومنع أي تهديدات من جنوب سوريا.
وكانت الأمم المتحدة قد دعت سابقًا إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة العازلة التي تم إنشاؤها بعد حرب أكتوبر 1973، إلا أن إسرائيل لم تستجب حتى الآن لأي من هذه الدعوات.
هل يشهد الجنوب السوري تصعيدًا جديدًا؟
مع استمرار التصعيد الإسرائيلي في الجنوب السوري، والتأكيد الرسمي على عدم الانسحاب من جبل الشيخ، يتوقع محللون أن يشهد الجنوب السوري مرحلة جديدة من التوتر العسكري، خاصة مع إعلان القوات السورية عن رغبتها في استعادة السيطرة على المناطق الحدودية.
كما أن رفض إسرائيل القاطع للخروج من المنطقة العازلة، وتصعيدها العسكري المستمر، قد يدفع إلى مواجهة مفتوحة بين الجيش السوري والقوات الإسرائيلية، أو حتى تدخل أطراف إقليمية أخرى على الخط، مما يزيد من احتمالات اتساع رقعة الصراع في المنطقة.
0 تعليق