عاجل| تجسيد الصحابة في الدراما.. بين الجدل الديني والجاذبية الفنية

الرئيس نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أثار برومو مسلسل "معاوية"، المنتظر عرضه في رمضان 2025، جدلًا واسعًا بين الأوساط الدينية والفنية، خاصة مع إعادة النقاش حول مشروعية تجسيد شخصيات الصحابة في الأعمال الدرامية.

وبينما يعتبره البعض عملا دراميا تاريخيا مهما، يرى آخرون أنه يتجاوز الخطوط الحمراء دينيا.

689.jpeg

هيئة كبار العلماء: موقف ثابت برفض تجسيد الصحابة

أكدت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف رفضها القاطع لأي عمل درامي يجسد شخصيات الصحابة، مشددة على أن ذلك "حرام شرعًا" لما فيه من مساس بمكانتهم الرفيعة وتشويه لصورتهم الحقيقية في أذهان المشاهدين.

وقال الدكتور فتحي عثمان الفقي، عضو الهيئة، إن "لا يجوز بأي شكل من الأشكال تجسيد الصحابة أو كل من عاصروا الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا حتى مشاهدة مثل هذه الأعمال". وأوضح أن الأمر لا يتعلق فقط بالتمثيل، بل بضرورة أن يكون من يتناول هذه الشخصيات على قدر عال من الخلق والعلم، لضمان تقديمها بما يليق بمقامها.

دار الإفتاء: يجوز بشروط

على الجانب الآخر، أبدت دار الإفتاء المصرية موقفا أقل تشددا، حيث أكدت أن تجسيد الشخصيات التاريخية جائز شرعا بشرط تقديمها بما يليق بمقامها وعدم تشويه سيرتها.

لكنها شددت على ضرورة عدم تجسيد العشرة المبشرين بالجنة أو أمهات المؤمنين أو آل البيت، حفاظا على مكانتهم الدينية.

الداعية محمد علي: تجسيد الصحابة مفسدته أعظم من مصلحته

أوضح الداعية الإسلامي محمد علي أن العلماء المعاصرين أجمعوا على تحريم تجسيد الخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين، استنادا إلى ما ورد في تعظيم الصحابة ووجوب تنزيههم عن أن يجسدهم ممثلون عرفوا بأدوار تنافي القيم الإسلامية، مما قد يسيء إليهم ويؤدي إلى التقليل من شأنهم في وعي المشاهدين.

وأضاف أن أهل العلم اشترطوا لمن يقوم بأدوار الصحابة الآخرين أن يكون متصفا بالخلق والاستقامة، حفاظا على قدسية الشخصيات التي يتم تقديمها.

واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"، محذرا من أي عمل قد يؤدي إلى الإساءة لهم أو تحريف تاريخهم.

وأشار الداعية إلى أن قاعدة "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"، تؤكد أنه حتى لو وجدت فائدة درامية أو تعليمية من تجسيد الصحابة، فإن مفسدته تفوق مصلحته، مما يجعله أمر محرم شرعا.

كما لفت إلى فتوى دار الإفتاء المصرية التي أكدت أنه إذا تم إظهار الصحابة بالشكل اللائق بهم، وفق ضوابط شرعية صارمة، فلا مانع من تمثيلهم باستثناء العشرة المبشرين بالجنة، أمهات المؤمنين، بنات النبي، وآل بيته الكرام.

النقاد: الجدل يعزز نجاح العمل

من الناحية الفنية، يرى الناقد طارق الشناوي أن الجدل المثار حول المسلسل قد يكون سببا في نجاحه، إذ يجذب الأنظار إليه قبل عرضه.

وأضاف الشناوي أن رفض العمل لمجرد مشاركة ممثلين سبق لهم أداء أدوار مثيرة للجدل، هو "خلط غير منطقي بين الشخصية الحقيقية ودور الممثل".

كواليس إنتاج ضخم

تم تصوير مسلسل "معاوية" بالكامل في تونس، واستغرق وقتا طويلا في التحضير، حيث تم بناء ديكورات ضخمة تعكس الحقبة الزمنية بدقة، كما تم تدريب الممثلين على استخدام الخيول وخوض المعارك بواقعية.

ويتناول العمل الفترة التي أعقبت مقتل الخليفة عثمان بن عفان، وصولا إلى تأسيس الدولة الأموية.

يشارك في البطولة لجين إسماعيل في دور معاوية بن أبي سفيان، وإياد نصار في دور علي بن أبي طالب، إلى جانب أيمن زيدان وسامر المصري في دور عمر بن الخطاب، وسهير بن عمارة ووائل شرف وأسماء جلال، وآخرون.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق