التراشق الناري بين ترامب وزيلينسكي.. هل يقوض اتفاق السلام وصفقة المعادن النادرة؟

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تصاعدت التوترات السياسية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد لقاء متوتر في البيت الأبيض، وصفته وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية بأنه "حرب كلامية نارية" تهدد مستقبل اتفاق السلام بين روسيا وأوكرانيا، والمساعدات العسكرية الأمريكية لكييف، وحتى صفقة المعادن النادرة بين البلدين.

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن الاجتماع، الذي كان من المفترض أن يكون خطوة نحو تقارب العلاقات، تحول إلى مواجهة سياسية ساخنة انتهت برفض ترامب توقيع الاتفاق المتعلق بالمعادن الأوكرانية، مما يضع مستقبل العلاقة بين البلدين في موضع الشك.

ترامب لزيلينسكي: عد عندما تكون مستعدًا للسلام

في بيان رسمي نشره على منصات التواصل الاجتماعي عقب اللقاء، قال ترامب موجهًا كلامه إلى زيلينسكي:

"يمكنه العودة عندما يكون مستعدًا للسلام".

وبحسب التقارير، فإن الاتفاق الذي عرضه ترامب على زيلينسكي يمنح الولايات المتحدة حق استغلال المعادن الحيوية في أوكرانيا، مقابل ضمانات أمنية أمريكية غير واضحة المعالم. لكن الرئيس الأوكراني رفض التوقيع دون توضيح كيفية ضمان عدم انتهاك روسيا لوقف إطلاق النار في المستقبل، وهو ما أثار استياء ترامب، الذي قلل من أهمية المخاوف الأمنية الأوكرانية، معتبرًا أنها لا تمثل سوى 2% من أهمية الاتفاق.

ترامب يهدد بقطع المساعدات العسكرية عن أوكرانيا

بحسب واشنطن بوست، فإن المسؤولين في إدارة ترامب بدأوا مناقشة احتمال إنهاء جميع شحنات المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، بسبب ما وصفوه بـ "تعنت زيلينسكي" في مواجهة خطة ترامب لإنهاء الصراع مع روسيا بسرعة.

ووفقًا لمسؤول رفيع في البيت الأبيض، فإن القرار، في حال اتخاذه، سيؤثر على مليارات الدولارات من الرادارات والمركبات والذخيرة والصواريخ، التي كانت جاهزة للشحن إلى أوكرانيا بموجب سلطة السحب الرئاسية.
 

 ردود فعل أوروبية غاضبة على تصريحات ترامب

لم يقتصر التأثير على العلاقات الأمريكية-الأوكرانية فقط، بل امتد إلى حلفاء واشنطن الأوروبيين، الذين أصيبوا بالذهول والقلق من طريقة تعامل ترامب مع زيلينسكي.

ووفقًا لتقرير نشرته "نيويورك تايمز"، فإن القادة الأوروبيين سارعوا لتجديد التزامهم بدعم أوكرانيا، خوفًا من أن تؤدي السياسة الأمريكية الجديدة إلى تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا، مما يمنح روسيا اليد العليا في الصراع.

وذكرت الصحيفة أن ترامب ونائبه جيه دي فانس وجها انتقادات لاذعة لزيلينسكي، وصلت إلى حد اتهامه بأنه "غير ممتن" للدعم الأمريكي، وهو ما اعتبره القادة الأوروبيون "إهانة غير مسبوقة" لعلاقة كانت تُعتبر حتى وقت قريب تحالفًا استراتيجيًا ضد العدوان الروسي.

هل يسعى ترامب لتطبيع العلاقات مع روسيا؟

من أبرز النقاط التي أوردتها "نيويورك تايمز"، هي أن ترامب يبدو أكثر اهتمامًا بتطبيع العلاقات مع روسيا بدلاً من مواصلة الدعم غير المشروط لأوكرانيا.

ووفقًا لمسؤول أوروبي بارز، فإن "ترامب يريد إعادة بناء العلاقات مع روسيا بأي ثمن، حتى لو كان ذلك يعني إعادة كتابة تاريخ الغزو الروسي لأوكرانيا"، أو حتى إسقاط التحقيقات في جرائم الحرب الروسية.

وأضاف المصدر أن ترامب يسعى إلى عقد صفقة ثلاثية كبرى تضم الولايات المتحدة وروسيا والصين، مما يعني تقديم تنازلات كبيرة لبوتين، وهو ما يثير قلقًا واسعًا بين الحلفاء الغربيين.

في تقرير نشرته "نيوزويك"، كشفت المجلة أن الاجتماع الذي كان من المقرر أن يتوج بتوقيع صفقة المعادن، تحول إلى كارثة دبلوماسية، حيث قام ترامب بطرد زيلينسكي من البيت الأبيض، وألغى المؤتمر الصحفي المشترك.

وعلّق ترامب بعد ذلك قائلًا:

"لقد أساء إلى الولايات المتحدة في مكتبها البيضاوي العزيز.. يمكنه العودة عندما يكون مستعدًا للسلام".

بعد دقائق فقط، شوهد موكب زيلينسكي يغادر البيت الأبيض، مما أكد الشرخ العميق الذي حدث بين الجانبين.

كمين فانس.. هل كان اللقاء مجرد فخ دبلوماسي؟

من بين أبرز التقارير التي نشرتها الصحافة البريطانية، كان تقرير "ذا جارديان"، الذي وصف اللقاء بين ترامب وزيلينسكي بأنه "كمين سياسي" تم تدبيره لتدمير العلاقة بين الزعيمين.

وبحسب الصحيفة، فقد قاد نائب الرئيس جيه دي فانس هذا الكمين، حيث انتقد زيلينسكي بشدة واتهمه بالمقامرة بمصير أوكرانيا عبر إصراره على استمرار الحرب.

وأكد التقرير أن ترامب استخدم هذا اللقاء كوسيلة للضغط على زيلينسكي وإجباره على التنازل لصالح روسيا، تحت ذريعة تحقيق السلام ووقف النزيف المالي الأمريكي في الحرب.

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق