في تحول لافت في العلاقات السورية الروسية، كشفت مصادر دبلوماسية لوكالة "رويترز" عن محادثات جديدة بين دمشق وموسكو تركزت على ملفات مالية وعسكرية حساسة.
وقالت المصادر إن الرئيس السوري أحمد الشرع طلب من موسكو أموالاً كان قد أودعها الرئيس السابق بشار الأسد في البنوك الروسية، إلا أن الوفد الروسي الذي زار دمشق مؤخراً رد بالقول إن الأسد لم يودع أي أموال في روسيا.
الديون السورية وتفاصيل المفاوضات مع روسيا
في سياق آخر، تناولت المحادثات أيضاً الديون السورية المستحقة لروسيا، التي تصل إلى حوالي 23 مليار دولار.
وطلبت دمشق من موسكو إلغاء هذه الديون، وهي خطوة تأمل من خلالها الحكومة السورية الجديدة تخفيف الأعباء المالية وتحقيق المزيد من الاستقلالية.
وتعد هذه المفاوضات جزءًا من الجهود التي تبذلها القيادة السورية لتعزيز موقفها المالي، لا سيما في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تواجهه البلاد منذ سنوات.
موسكو ترفض تسليم الأسد وتعرض المساعدات مقابل القواعد العسكرية
أما بشأن مصير الرئيس السابق بشار الأسد، فقد نقلت "رويترز" عن مصادر روسية قولها إن موسكو لن توافق على تسليمه لدمشق، مشيرة إلى أن هذا الأمر لم يُطلب منها بشكل رسمي.
رغم ذلك، أبدت موسكو استعدادها لتقديم مساعدات إنسانية لسوريا، وهو ما اعتبرته دمشق جزءًا من المفاوضات الجارية.
في الوقت نفسه، تناقش الأطراف مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سوريا، خاصة قاعدتي طرطوس وحميميم اللتين تمثلان قلب النفوذ العسكري الروسي في المنطقة.
إعادة التفاوض على القواعد الروسية في سوريا
بحسب المصادر، يريد الرئيس السوري أحمد الشرع إعادة التفاوض على عقد تأجير قاعدة طرطوس لمدة 49 عامًا، والذي تم إبرامه في عهد بشار الأسد.
كما يهدف الشرع إلى الحصول على عقد غير محدد المدة لقاعدة حميميم، وذلك للحصول على شروط أفضل في الاتفاقات المستقبلية.
وبينما تسعى دمشق إلى ضمان استمرار العلاقة مع موسكو، فإنها تبدو حريصة على استغلال نفوذها في مفاوضات القواعد العسكرية لمصلحتها الاقتصادية والعسكرية.
التعويضات عن الدمار وتأثير الحرب السورية
كما أكدت مصادر في الحكومة السورية أن الشرع طالب بتعويضات مالية عن الدمار الذي تسببت فيه الحرب الأهلية، خاصة في المناطق التي شهدت تدخلًا روسيًا مكثفًا.
ورغم أن موسكو لم تبدِ استعدادًا لتحمل المسؤولية عن هذا التدمير، إلا أنه من المتوقع أن تقدم مساعدات إنسانية لسوريا كجزء من الاتفاقات المستقبلية.
وقال سيرجي ماركوف، المستشار السابق للكرملين، إن الأمور تسير في اتجاه جيد بالنسبة لموسكو، حيث ترى القيادة السورية الجديدة في روسيا شريكًا موثوقًا وليست دولة معادية.
الآفاق المستقبلية للعلاقات بين سوريا وروسيا
تتسارع وتيرة المحادثات بين دمشق وموسكو مع دخول المرحلة الجديدة من العلاقات، حيث تسعى سوريا إلى وضع أسس جديدة تتعلق بالقواعد العسكرية الروسية في البلاد والمساعدات الاقتصادية.
من جهة أخرى، تؤكد روسيا دعمها لاستقرار سوريا في مختلف المجالات، ولكن دون قبول مسؤوليتها عن أضرار الحرب.
وبذلك، تبدو العلاقات بين البلدين مرشحة لمزيد من التعقيد، في وقت تواصل فيه سوريا البحث عن حلول للخروج من أزمتها الاقتصادية والسياسية.
0 تعليق