يطرح كثير من الناس سؤالًا حول حكم الاحتلام في نهار رمضان وما إذا كان يؤدي إلى فساد الصيام و يرى الفقهاء أن الاحتلام في نهار رمضان لا يفسد الصيام، لأن الاحتلام يحدث أثناء النوم، وهو أمر لا يستطيع الإنسان التحكم فيه وبالتالي، فإن الشخص ليس مسؤولًا عن ما يحدث له أثناء نومه ويستعرض تحيا مصر في السطور التالية الحكم الشرعي.
الحكم الشرعي للاحتلام في نهار رمضان
وضحت دار الإفتاء في فتوى لها أن الاحتلام أثناء الصوم لا يبطل الصيام، وكل ما على الشخص فعله هو أن يغتسل بعد الاستيقاظ من النوم. إذا تأخر الشخص في الغسل حتى أذَّن المغرب، فلا بأس في ذلك، وصيامه يكون صحيحًا.
ومع ذلك، يُفضل المبادرة إلى الغسل فور الاستيقاظ ليكون أكثر حرصًا في أداء العبادة على أكمل وجه.
رأي الشيخ أحمد ممدوح في الاحتلام أثناء الصوم
قال الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية في دار الإفتاء، إنه إذا احتلم الشخص وهو صائم، فلا إثم عليه ولا كفارة، وصيامه صحيح. وأضاف أن تجنب الاحتلام ليس في مقدرة الإنسان، مستشهدًا بقوله تعالى: "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" [البقرة: 286].
وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم حتى وإن أصبح جنبًا، كما في الحديث الذي رواه مسلم وأبو داود.
وهذا يدل على أن الاحتلام لا يفسد الصيام لأنه أمر يحدث أثناء النوم، والذي لا يُحاسب الإنسان عليه.
الغسل بعد الاحتلام في نهار رمضان
يجب على الشخص الذي احتلم في نهار رمضان أن يغتسل، لأن الجنابة ترفع الحدث الأكبر. ومع ذلك، إذا تأخر الغسل حتى أذَّن المغرب، فلا يفسد صيامه، ولكنه يُفضل أن يغتسل في أسرع وقت لكي يُؤدي الصلاة بعد ذلك على طهارة.
مبطلات الصيام
وكان نبه الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، إلى أن من أكل أو شرب عمدًا في نهار رمضان يُفطر بإجماع العلماء، وعليه قضاء يوم واحد في بعض المذاهب، وهو الرأي الذي يتم الفتوى به، بينما في بعض المذاهب يُشترط القضاء مع الكفارة.
وأوضح "جمعة" في فتوى له، أن الكفارة تتضمن صوم ستين يومًا متتابعة أو إطعام ستين مسكينًا في حال عدم القدرة على الصيام. وقد أجمع العلماء على أن من أكل أو شرب عمدًا في نهار رمضان يعد مذنبًا وآثمًا لانتهاكه حرمة الصيام.
الأكل والشرب ناسيًا
وفيما يخص من أكل أو شرب ناسيًا، فقد أفاد الدكتور علي جمعة أن مذهب الإمام مالك يرى أن صومه يبطل ويجب عليه الإمساك بقية يومه بالإضافة إلى القضاء. أما في المذاهب الأخرى، فلا يبطل صومه، وصيامه يكون صحيحًا ولا قضاء عليه.
الجماع عمدًا
من أبرز مبطلات الصيام هو الجماع عمدًا في نهار رمضان، حيث يتفق جميع العلماء على أن من يجامع عمدًا عليه قضاء اليوم والكفارة في جميع المذاهب.
الكفارة تكون إما صوم ستين يومًا متتابعة أو إطعام ستين مسكينًا إذا لم يتمكن من الصيام. كما اختلف الفقهاء في تحديد من يجب عليه الكفارة؛ فبعض المذاهب ترى أن الكفارة على الزوج والزوجة معًا، بينما ترى بعض المذاهب أن الكفارة على الزوج فقط، بينما الزوجة عليها القضاء فقط.
القيء عمدًا
من مبطلات الصيام أيضًا تعمد القيء، حيث يعد من الأمور التي تُبطل الصوم إذا تم عمدًا. وأي مادة صلبة أو سائلة تدخل الجوف تُبطل الصيام، باستثناء بعض الآراء التي تشترط استقرار المادة في الجوف، مثل مذهب الحنفية والمالكية في المواد الصلبة.
الكحل وتأثيره
أما فيما يتعلق بالكحل، فقد أشار الدكتور علي جمعة إلى أنه إذا وُضع الكحل في نهار رمضان وكان له أثر أو طعم في الحلق، فقد يرى بعض الأئمة أن ذلك يُبطل الصيام. لكن في مذهب أبي حنيفة والشافعي، لا يُبطل الصيام حتى وإن وُضع الكحل في نهار رمضان، ويستندون في ذلك إلى ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يكتحل في رمضان.
الحيض والنفاس
من مبطلات الصيام المعروفة أيضًا الحيض والنفاس، حيث يُبطل الصيام في حالة حدوثهما للمرأة، ولا يجوز لها الصيام في تلك الفترات ويجب عليها القضاء بعد انتهاء فترة الحيض أو النفاس.
0 تعليق