قال سعيد سلام، مدير مركز فيجين للدراسات، إن أوكرانيا باتت تعوّل في هذه المرحلة بشكل أكبر على دعم أوروبا، في ظل تراجع الموقف الأمريكي وتوجهات الإدارة الحالية بقيادة الرئيس دونالد ترامب مضيفًا: "الموقف الأوكراني واضح تمامًا، سواء على لسان المسؤولين أو الرئيس فولوديمير زيلينسكي، وحتى الشارع الأوكراني. الجميع يريد السلام، لكن ليس أي سلام، بل سلام عادل ومستدام، وليس سلامًا مفروضًا بالقوة من قبل الولايات المتحدة أو الطرف الروسي المعتدي".
التنازلات المؤلمة
وأوضح سلام، خلال مداخلة ببرنامج "ملف اليوم"، وتقدمه الإعلامية داليا أبو عميرة، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الحديث عن "التنازلات المؤلمة" التي يروج لها البعض يعني عمليًا السماح لروسيا بالسيطرة على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية وثرواتها، وهو ما ترفضه كييف تمامًا، مضيفًا: "لو كانت أوكرانيا تسعى للاستسلام، لذهبت إلى موسكو لتوقيع وثيقة استسلام، وليس إلى واشنطن أو أوروبا للبحث عن دعم وضمانات".
وأشار إلى أن الخلاف الرئيسي اليوم يتمثل في اختلاف مفهوم السلام؛ حيث تراه واشنطن مجرد وقف لإطلاق النار، بينما تصر أوكرانيا على سلام كامل وشامل بضمانات أمنية تحول دون أي عدوان روسي مستقبلي.
وفيما يتعلق بانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أكد سلام أن كييف ما زالت تعتبر هذا الخيار وسيلة أساسية للحصول على المظلة الأمنية اللازمة لحماية أراضيها وحدودها، رغم تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي الأخيرة التي أغلقت الباب أمام هذا المسار في الوقت الراهن.
واختتم قائلًا: "الخيارات أمام أوكرانيا الآن تتركز على تعزيز الشراكة مع دول الاتحاد الأوروبي، للحفاظ على الأمن والاستقرار في القارة، ومنع روسيا من تهديد أي دولة أوروبية مستقبلًا".
0 تعليق