الفانوس .. قصة تاريخه وكيف أصبح من طقوس رمضان؟

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تتميز مصر بأجواء رمضانية فريدة لا يمكن أن تضاهيها أي دولة أخرى، حيث تنبض الشوارع والأسواق الشعبية بحيوية خاصة خلال هذا الشهر الكريم، وتكتسي الأماكن العامة والميادين بألوان متنوعة، ويظل فانوس رمضان في مقدمة الطقوس المميزة التي تُزين المنازل والشوارع، ما يعكس أجواء الاحتفال التي يعتز بها المصريون على مر العصور فما هو تاريخ ظهور الفانوس؟ ولماذا ارتبط بشهر رمضان؟ ويستعرض تحيا مصر القصة الكاملة في التقرير التالي.

تسمية الفانوس  من الإغريق إلى الفاطميين

كلمة فانوس هي كلمة إغريقية الأصل، حيث كان الإغريق القدماء يستخدمون هذه الكلمة للإشارة إلى أي وسيلة للإضاءة، مثل المشاعل والمصابيح. وقد ارتبطت هذه الوسائل في وقت لاحق بشهر رمضان، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من الطقوس الرمضانية في مصر.

ظهور فانوس رمضان في العصر الفاطمي

تعود أصل فكرة الفانوس إلى عصر الدولة الفاطمية في مصر، وتحديدًا في أكثر من ألف عام مضت، ويُعد الفانوس من أبرز الطقوس التي يتزين بها المصريون في شهر رمضان. 

وتعددت الروايات حول كيفية ظهور الفانوس وارتباطه بشهر رمضان، ولكن الرواية الأكثر شيوعًا هي تلك التي تحكي عن المعز لدين الله الفاطمي، عندما دخل القاهرة ليلاً قادمًا من المغرب في شهر رمضان، خرج أهل المدينة لاستقباله في موكب ضخم يحملون المشاعل والفوانيس الملونة لإضاءة الطريق له، ومنذ ذلك اليوم بدأت الفوانيس تزين الشوارع، وصار ذلك عادة يتبعها المصريون سنويًا في رمضان.

الرواية التاريخية عن الفانوس وصول المعز لدين الله

وفقًا للخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان، يعود ظهور الفانوس في 15 رمضان 362 هـ (972 ميلادي) عندما وصل المعز لدين الله الفاطمي إلى القاهرة، فاستقبله أهل المدينة بالفوانيس والمشاعل، في يوم دخول شهر رمضان. ومنذ ذلك الحين أصبح الفانوس أحد المظاهر الرمضانية المميزة في مصر.

الفانوس من الإضاءة إلى الترفيه

في بداية ظهور الفانوس كان له وظيفة رئيسية تتمثل في الإضاءة ليلاً، إلا أنه مع مرور الوقت، تحول إلى أداة ترفيهية، حيث أصبح الأطفال يطوفون الشوارع حاملين الفوانيس ويطلبون الهدايا من الحلوى التي ابتدعها الفاطميون خصيصًا لهذا الغرض، لتكتسب الفوانيس بعدًا اجتماعيًا إضافيًا.

رواية الحاكم بأمر الله الفانوس وحرية النساء

هناك رواية أخرى تروي أن الحاكم بأمر الله الفاطمي كان قد حظر على النساء الخروج ليلًا إلا في رمضان، حيث سمح لهن بالخروج شريطة أن يرافقهن صبي صغير يحمل فانوسًا مضاءً لتحديد ملامح الطريق، ليعلم المارة أن امرأة تسير في الطريق، فيفسحوا لها المجال. مع مرور الوقت، أصبح من المعتاد أن يحمل الأطفال الفوانيس في رمضان.

الفانوس والمُسحراتي

ارتبط الفانوس في العديد من الروايات بـ المسحراتي، حيث كان الفانوس يعلَّق في منارة الجامع للإعلان عن وقت السحور.

 كان الأطفال يحملون الفوانيس أثناء تجولهم في الشوارع، برفقة المسحراتي الذي كان يقرع الطبول من أجل إيقاظ الناس للسحور، وكان الفانوس يرمز لأجواء الاحتفال في رمضان.

أغاني الفانوس رمز للفرحة والاحتفال

كان الأطفال في الماضي يجوبون الشوارع حامليين الفوانيس، يغنون أغاني خاصة برمضان، ومنها الشهيرة "وحوي يا وحوي" التي كانت تعكس بهجة الأطفال وفرحتهم بقدوم الشهر الفضيل. كان هذا الطقس جزءًا من الاحتفالات المجتمعية التي تشتهر بها مصر في رمضان.

الفانوس وإضاءة شوارع القاهرة

يُقال إن الخلفاء الفاطميين كانوا حريصين على إضاءة شوارع القاهرة خلال ليالي رمضان، حيث أمروا كل شيوخ المساجد بتعليق الفوانيس وإضاءة الشوارع بها، لتصبح رمزًا من رموز شهر رمضان. وفي فترة لاحقة، أصبح الفانوس رمزًا للمظهر الرمضاني، ورغم زوال الدولة الفاطمية، إلا أن الفانوس ظل جزءًا من الطقوس الرمضانية المميزة.

الفانوس في العصر الحديث

اليوم، لا تزال الفوانيس تحمل نفس السحر الذي كان لها في الماضي. وفي كل رمضان، تعود الفوانيس إلى الأسواق المصرية بأشكال وألوان متعددة، ويظل الفانوس جزءًا من الهوية الرمضانية، ليضفي على أجواء الشهر الفضيل لمسة من الفرح والبهجة، ويستمر في تزيين المنازل والشوارع، حتى أصبح لا غنى عنه في احتفالات رمضان في مصر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق