تنعكس حركية المواطنين بين مدينتي الرباط وسلا بالسّلب على وسائل النقل العمومية خلال أوقات الذروة، إذ تعرف هذه الأخيرة اكتظاظا متواصلا لم تتمكن مختلف التدابير المتخذة بعدُ من القضاء عليه بشكل نهائي.
وينطبق هذا الواقع على خطوط “الترامواي” الرابطة بين العدوتين، والتي ما تزال تعرف الاكتظاظ والازدحام خلال أوقات الذروة، خصوصا في الفترة الصباحية ما بين الثامنة والحادية عشرة صباحا من كل يوم، بما يرفع دائما نداءات بتحقيق المرونة، إذ تظل هذه الوسيلة خيارا مناسبا للتنقل لدى فئات واسعة.
ويعرف الخط الأول من “الترامواي” في الوقت الراهن مظاهر الاكتظاظ خلال أوقات الذروة، وتحديدا خلال فترة الصباح؛ وذلك على الرغم من عدد العربات المتوفرة وتردّدها على المحطات الخاصة بها، وفق ما تدفع به الشركة التي تقف وراء تسييره.
وينتج هذا الاكتظاظ أساسا عن تزامن انتقال اليد العاملة والمستخدمين والموظفين إلى العاصمة الرباط مع أوقات الدراسة كذلك بالنسبة لطلبة الجامعات والمؤسسات الجامعية الأخرى، على مستوى الخط الأول الذي يربط بين حي كريمة بسلا ومدينة العرفان بالرباط.
وخلال أوقات الذروة سرعان ما تمتلئ عربات “الترامواي” عن آخرها في ثواني معدودات؛ مما يخلق في العادة ازدحاما كبيرا داخلها، يستوجب عادة تدخّل الأطر المكلّفة بالمراقبة وحثّ الراغبين في التنقّل على انتظار العربات الموالية.
وغيّر “ترامواي الرباط ـ سلا” برنامج اشتغاله بحلول شهر رمضان الجاري، حيث صار يشتغل من الساعة الخامسة و51 دقيقة صباحا إلى غاية منتصف الليل، على مستوى الخط الأول منه؛ في حين أن الخط الثاني منه يبدأ نشاطه من الساعة السادسة وخمس وعشرين دقيقة صباحا إلى غاية الساعة الحادية عشرة ليلا.
وأوضح مصدر من داخل الشركة المسيّرة لخطوط “ترامواي الرباط ـ سلا” أنه “من أجل التعامل مع هذا المعطى سبق أن تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات؛ على رأسها تعزيز الخط الأول بعربات إضافية، خلال الفترة الصباحية بالتحديد”.
وأوضح المصدر ذاته أن “من بين الإجراءات التي تم العمل بها كذلك هي الرفع من تخفيض المدة الفاصلة بين كل عربيتين، إذ صارت اليوم تقريبا في حدود 5 دقائق ونصف الدقيقة؛ بمعنى أنه في كل ربع ساعة تمر تقريبا عربتين على مستوى الخط نفسه، بعدما كانت هذه المدة أكثر”.
كما بيّن أن “هذه الإجراءات معمولٌ بها كذلك خلال فترة رمضان من السابعة صباحا إلى الساعة الحادية عشرة والنصف، من أجل التجاوب مع رغبات المواطنين في التنقل؛ بمن فيهم الموظفون والطلبة إلى مدينة الرباط”، موضحا أن “هذه الإجراءات المذكورة، المتخذة إلى حدود اليوم، سبق أن كانت بمثابة تجاوبٍ مع بعض شكاوى المواطنين”.
وبرّر المصدر نفسه بعض أوجه الاكتظاظ التي تعرفها عربات الخط الأول من “الترامواي” بارتفاع الكثافة السكانية بمدينة سلا، على اعتبار أن اجتياز هذه العربات لأول محطتين يكون كافيا من أجل ملء عدد المقاعد التي تتوفر عليها، على الرغم من الإجراءات التي تم القيام بها”.
وفق المصدر عينه، فإن “الخط الأول من “الترامواي” معروف بمروره من مناطق استراتيجية على مستوى مدينة الرباط أو سلا، إذ يستهدف في الأساس مناطق اشتغال عدد كبير من الموظفين ووجود المؤسسات الجامعية كذلك”.
وتوضّح الأرقام الرسمية بأن مدينة سلا هي إحدى المدن المليونية المغربية، حيث وصلت عدد ساكنتها إلى مليون و89 ألف نسمة بموجب الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024، إذ تتفوق ديمغرافيا على جميع مدن جهة الرباط سلا القنيطرة.
وينتج عن هذا النشاط الديمغرافي نُمو الطلب على خدمات التنقل إلى مدينة الرباط، سواء بغرض العمل أو بغرض أو الدراسة أو قضاء الخدمات الإدارية؛ الأمر الذي يخلق ضغطا على وسائل التنقل، على رأسها “الترامواي”، لينضاف بذلك إلى حافلات النقل العمومي وسيارات الأجرة من الصنف الكبير.
0 تعليق