اختتمت القمة العربية الطارئة التي عقدت في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر، أعمالها بإعلان بيان ختامي تاريخي يؤكد رفض أي شكل من أشكال تهجير الشعب الفلسطيني، مع تبني خطة عربية شاملة لإعادة إعمار وتنمية قطاع غزة وفق مراحل محددة، وبمشاركة عربية ودولية واسعة.
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن القمة جاءت لتأكيد الرفض العربي القاطع لتهجير الفلسطينيين، مشددًا على أن إعادة إعمار غزة لن تتم إلا ببقاء أهلها في أراضيهم، في موقف واضح يواجه المخططات الإسرائيلية لفرض وقائع جديدة على الأرض.
السلام العادل هو الخيار الاستراتيجي الوحيد
جاء في البيان الختامي أن القادة العرب يؤكدون أن خيارهم الاستراتيجي هو تحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن للشعب الفلسطيني الحق في الحرية والاستقلال وإقامة دولته ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
كما شدد البيان على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة وفقًا للقرارات الدولية، وضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي كجزء لا يتجزأ من أي حل سياسي.
رفض تام لتهجير الفلسطينيين وتحذير من تصعيد الصراع
أكدت القمة في بيانها الختامي رفضها المطلق لأي مخطط يهدف إلى تهجير الفلسطينيين داخليًا أو خارجيًا، معتبرة أن ذلك جريمة ضد الإنسانية وانتهاك جسيم للقانون الدولي، يرقى إلى مستوى التطهير العرقي.
وحذر القادة العرب من أن أي محاولات لفرض هذا الواقع ستؤدي إلى إدخال المنطقة في مرحلة جديدة من الصراعات، مما سيؤدي إلى تقويض فرص الاستقرار الإقليمي والدولي.
اعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة بالتنسيق مع فلسطين والدول العربية
أقرت القمة الخطة المقدمة من مصر لإعادة إعمار غزة، والتي تم إعدادها بالتنسيق الكامل مع السلطة الفلسطينية والدول العربية، باعتبارها رؤية شاملة لتعافي القطاع.
وتنص الخطة على تقديم دعم مالي وسياسي ومادي لضمان إعادة الإعمار، مع التزام عربي بإنجاح المسار السياسي الذي يضمن حلًا دائمًا للقضية الفلسطينية، وعدم الاكتفاء بالحلول المؤقتة.
وقف العدوان الإسرائيلي وانسحاب الاحتلال من غزة بالكامل
أكد البيان الختامي أن وقف إطلاق النار يجب أن يكون الخطوة الأولى نحو سلام شامل، مشددًا على أن أي التزام عربي بإعادة الإعمار لن يكون ذا جدوى دون انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، وضمان النفاذ الفوري والكافي للمساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع دون أي عراقيل إسرائيلية.
شدد القادة العرب على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية، بما في ذلك الاستيطان، الفصل العنصري، هدم المنازل، والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى انتهاكات الاحتلال في القدس الشرقية، والاقتحامات العسكرية المتكررة.
كما أكد البيان الختامي رفض أي مخططات لضم أجزاء من الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن ذلك يعد تصعيدًا خطيرًا قد يؤدي إلى انفجار الأوضاع.
مؤتمر دولي في القاهرة لإنقاذ غزة وإنشاء صندوق ائتماني للإعمار
رحب القادة العرب بعقد مؤتمر دولي في القاهرة، في أقرب وقت ممكن، يهدف إلى التعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة، وذلك بالتعاون مع السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة.
كما أقر البيان الختامي إنشاء صندوق ائتماني دولي لاستقبال التعهدات المالية من الدول والمؤسسات المانحة، بهدف تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار وفق خطة محكمة.
تمكين السلطة الفلسطينية وإدارة غزة تحت مظلة الحكومة الشرعية
رحب البيان بقرار السلطة الفلسطينية تشكيل لجنة خاصة لإدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، مؤكدًا ضرورة تمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من العودة إلى القطاع، كخطوة تعكس تجسيد الوحدة السياسية والجغرافية للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
وشدد القادة العرب على أن ملف الأمن في غزة يجب أن يكون مسؤولية فلسطينية خالصة، تديره المؤسسات الشرعية وفق مبدأ القانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد، وبدعم من المجتمع الدولي.
طلب نشر قوات دولية لحفظ السلام في غزة والضفة الغربية
دعا القادة العرب مجلس الأمن الدولي إلى نشر قوات حفظ سلام دولية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، بهدف توفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين، في سياق تعزيز الأفق السياسي لحل الدولتين.
أكد البيان الختامي الدور الحيوي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مشددًا على رفض أي محاولات دولية أو إسرائيلية لتقليص دورها أو المساس بولايتها، داعيًا المجتمع الدولي إلى زيادة الدعم المالي والسياسي لضمان استمرار عملها في كافة مناطق عملياتها.
إدانة الإبادة الجماعية ودراسة تقديم ملف قانوني دولي ضد الاحتلال
كلف القادة العرب لجنة قانونية متخصصة من الدول الأطراف في اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948، بدراسة إمكانية تصنيف عمليات تهجير الفلسطينيين والتجويع الممنهج والتدمير واسع النطاق كجريمة إبادة جماعية، ما يمهد لتحرك قانوني عربي على المستوى الدولي ضد إسرائيل.
شدد القادة العرب على ضرورة توحيد الصف الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ورحبوا بجهود الإصلاح السياسي داخل فلسطين، ودعوا إلى إجراء انتخابات فلسطينية في أقرب وقت ممكن، لضمان تمثيل سياسي قوي للفلسطينيين.
0 تعليق