تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الأربعاء، الموافق السادس والعشرين من شهر أمشير القبطي، بذكرى نياحة هوشع النبي.

بحسب كتاب السنكسار الكنسي، الذي يوثّق سير حياة الآباء الشهداء والقديسين، يُذكر أنه في مثل هذا اليوم رحل النبي العظيم هوشع، وهو واحد من الأنبياء الاثني عشر الصغار.

ذكرى نياحة هوشع النبي

وُلد هوشع النبي في منطقة جبل أفرايم لوالد يدعى بائيري. وتزامنت فترة حياته ونبوته مع حكم الملوك عزيا و يوثام و آحاز و حزقيا ملوك يهوذا، بالإضافة إلى يربعام بن يوآش ملك إسرائيل، كما عايش أنبياء تلك الفترة مثل إشعياء وعاموس وميخا.

مارس هوشع النبي رسالته النبوية على مدى حوالي سبعين عاماً، وقد تضمنت نبوءاته أموراً غريبة وعجيبة. كرّس كلماته لتوبيخ بني إسرائيل على أخطائهم وخطاياهم، محذراً إياهم من العواقب الوخيمة التي تنتظرهم إن استمروا في طريقهم. لكنه في الوقت ذاته وعدهم بأن هذه المصائب ستزول إن رجعوا إلى الرب بقلوب تائبة وصادقة.

تنبأ هوشع النبي عن آلام المخلّص

وتابع السنكسار قائلاً: تنبأ هوشع النبي عن آلام المخلّص وقيامته وخلاص البشرية حين قال: “ضُربَ فيجبرنا، يحيينا بعد يومين وفي الثالث يقيمنا فنحيا أمامه” (هوشع 6: 1-2).

واختتم السنكسار بالحديث عن إبطال قوة الموت وانتصار القيامة حيث قال هوشع النبي: “أين شوكتك يا موت، أين غلبتك يا هاوية” (هوشع 13: 14). وقد شهد هذا النبي سبي إسرائيل على يد آشور في سنة 722 ق.م، وأكمل حياته بشيخوخة صالحة حتى انتقل إلى الراحة الأبدية.

سير القديسين والشهداء

كتاب السنكسار يجمع بين سير القديسين والشهداء، بالإضافة إلى تذكارات الأعياد وأيام الصوم، منظمًا حسب أيام السنة القبطية. يُقرأ من هذا الكتاب خلال الصلوات اليومية في الكنيسة القبطية لتذكير المؤمنين بسير القدوة الروحية.

التقويم المستخدم في السنكسار يتألف من ثلاثة عشر شهرًا، حيث تحتوي الشهور الإثنا عشر الأولى على 30 يومًا لكل منها، بالإضافة إلى الشهر الثالث عشر المعروف بـ “الشهر الصغير” أو “نسيء”، الذي يأتي لاستكمال السنة. يستند التقويم القبطي إلى دورة نجم الشعري اليمانية، وتبدأ هذه الدورة في 12 سبتمبر من كل عام.

السنكسار في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

واحد من أهم ما يميز السنكسار في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هو الشفافية في السرد، فهو يشابه الكتاب المقدس في تقديمه للإنسان كما هو، بكل ما له وما عليه. لا يخفي أخطاء البعض وضعفاتهم، بل يعرضها لتوضيح حروب الشيطان ضد البشر وسبل التغلب عليها. من خلال استعراض تلك الحوادث التاريخية، يقدم السنكسار دروسًا وعِبرًا تلهم المؤمنين في حياتهم الروحية.