أكد الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، أن التصعيد الإسرائيلي المستمر ضد قطاع غزة ليس مجرد رد فعل عشوائي، بل يأتي ضمن مخطط استراتيجي يسعى إلى فرض واقع سياسي وأمني جديد على الأرض.
وأوضح البرديسي، في تصريحات خاصة لـ"تحيا مصر"، أن إسرائيل تنتهج سياسة "الخنق التدريجي" كأداة ضغط على الفلسطينيين، حيث تعمل على إضعاف المقاومة الفلسطينية بشكل ممنهج وفرض أمر واقع على المجتمع الدولي. وأشار إلى أن هذه الانتهاكات تأتي في إطار سياسة قديمة متجددة تعتمد على التضييق الاقتصادي، والحصار الخانق، والاستهداف العسكري المباشر، وذلك بهدف إجبار الفلسطينيين على التنازل عن حقوقهم التاريخية والسياسية المشروعة.
كما حذَّر البرديسي من أن الصمت الدولي والتراخي في مواجهة هذه الانتهاكات والمجازر اليومية يعقد المشهد، ويمنح إسرائيل مساحة أكبر للمضي في مخططاتها دون رادع.
وأشار خبير العلاقات الدولية إلى أن سياسة الخنق التدريجي، والتجويع، والقصف العشوائي، والتدمير الممنهج للبنية التحتية تصب في هدف واحد، وهو فرض سياسة الإجبار على الهجرة أو القبول بحلول سياسية مجحفة.
واختتم البرديسي حديثه محذرًا من أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى انفجار لا يُحمد عقباه، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية لن تُحسم بالقوة العسكرية، بل عبر حلول عادلة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق القوانين والقرارات الدولية.
إبادة جماعية على مرأى ومسمع العالم
جدير بالذكر أن إسرائيل ارتكبت مجازر مروعة في قطاع غزة منذ بداية الحرب، حيث استهدفت منازل المدنيين، والمستشفيات، والمدارس، والملاجئ، مما أسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء. كما فرضت حصارًا خانقًا عبر منع وصول المساعدات والإسعافات الطبية والإنسانية، مما أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، وسط صمت دولي يثير تساؤلات حول ازدواجية المعايير في التعامل مع القضية الفلسطينية.
إلى أين يتجه المشهد؟
في ظل استمرار الجرائم الوحشية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، يظل السؤال الأهم: إلى متى سيبقى العالم متفرجًا؟ ومتى ستتحرك القوى الفاعلة لوقف الإبادة الجماعية التي تحدث على مرأى ومسمع العالم بأسره؟
0 تعليق