“مائدة إفطار ضيوف مصر”.. تجربة إنسانية رائدة تؤكد دور مصر الريادي في دعم الأشقاء والمحتاجين

التعمير 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتبت- هايدي فاروق

في مشهد يجسد روح التكافل الإنساني، يواصل مجلس الشباب المصري تقديم مبادرة “مائدة إفطار ضيوف مصر”، التي أصبحت أول تجربة رائدة من نوعها، تجمع يوميًا على موائدها مئات الصائمين من النازحين من مناطق الصراع، والأسر الأولى بالرعاية، وعمال التوصيل، والمغتربين الباحثين عن دفء العائلة في شهر رمضان.

حيث تأتي هذه المبادرة امتدادًا للدور المصري التاريخي في دعم الأشقاء في أوقات الأزمات، لتظل مصر، رغم كل التحديات، ملاذًا آمنًا لكل من لجأ إليها طلبًا للأمان والاستقرار. وبينما يواجه قطاع غزة صعوبات شديدة مع وقف المساعدات الإنسانية وإغلاق المعابر، تظل مائدة الإفطار في القاهرة بارقة أمل ونور، تؤكد أن مصر لا تتخلى عن أشقائها حتى في أصعب اللحظات.

وتزامنًا مع القمة العربية التي استضافتها القاهرة أمس، يأتي هذا المشهد الإنساني ليؤكد أن الوجه الحقيقي لمصر ليس فقط في ساحات السياسة، بل في شوارعها التي تفتح أبوابها للجميع، وقلبها الذي يحتضن كل محتاج، لتظل دائمًا بلد الأمان والعطاء.

من جانبه، أكد الدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصري، أن المبادرة لم تعد مجرد مائدة إفطار، بل تحولت إلى حالة مجتمعية تجسد معاني التآخي والتضامن، مضيفًا:
“نحن لا نقدم فقط وجبات إفطار، بل نوفر بيئة يشعر فيها كل شخص بأنه بين أهله وعائلته. النازحون من غزة، السودان، اليمن، وسوريا، إضافة إلى العمال والمغتربين، يجدون في المائدة الدفء الذي فقدوه بسبب ظروفهم الصعبة. هذه رسالة مصر الحقيقية، بلد يفتح أبوابه وقلبه دائمًا لكل محتاج، ويؤكد أن الإنسانية تسبق أي شيء آخر.”

حيث لم تعد “مائدة إفطار ضيوف مصر” مجرد مكان لتناول الطعام، بل أصبحت بيتًا مفتوحًا يجمع الجنسيات المختلفة على سفرة واحدة، حيث يتشاركون الطعام، الأحاديث، واللحظات الرمضانية الدافئة. المغتربون الذين يفتقدون عائلاتهم وجدوا هنا روح العائلة ولمة الأهل التي افتقدوها، بينما أصبح عمال التوصيل الذين يجوبون الشوارع في وقت الإفطار جزءًا من هذه المنظومة الإنسانية، يجدون مكانًا يستقبلهم بحب وكرامة.

بفضل جهود “الفريق الإقليمي للإغاثة” ومتطوعي مجلس الشباب المصري، باتت المائدة نموذجًا ملهمًا للعمل الإنساني، وتجربة تستحق التوثيق والتكرار في مختلف دول العالم. شهادات المتطوعين من المملكة المتحدة، أستراليا، إيطاليا، إريتريا، السلفادور وغيرهم، أكدت أن هذا المشهد الرمضاني في القاهرة هو أحد أجمل الصور التي تعكس الإنسانية في أبهى صورها.
مع استمرار شهر رمضان، تظل المائدة مفتوحة لكل من يحتاجها، ولكل من يريد أن يكون جزءًا من هذه التجربة الفريدة، لأن الخير في مصر لا يعرف التوقف، ولا تغلق أبوابه أبدًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق