أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرسوم بتعيين ألكسندر دارتشيف، سفيرا لدى الولايات المتحدة، ويأتي ذلك الإعلان بعد المفاوضات التي أجريت بين واشنطن وموسكو في المملكة العربية السعودية، مما يعكس إذابة جزء من جليد الخلافات وإن كان طفيف بين البلدين.
الرئيس الروسي يعين سفيرا جديدا لدى الولايات المتحدة
اختيار الكرملين ألكسندر دارتشييف، مدير إدارة شمال الأطلسي بوزارة الخارجية الروسية، يحمل العديد من الدلالات كما أنه إشارة إلى السلام البارد بين الدولتين وليس تحول جذري في العلاقات، فلقد اعتادت موسكو أن تعين نائبا لوزير الخارجية في أعلى منصب دبلوماسي لها في واشنطن، نظرا للثقل الاستراتيجي للعلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، ولكن هذه المرة، اختار الكرملين مسؤولا أدنى رتبة وهو قرار يعكس مدى محاولات ترامب ترميم العلاقات مع بوتين إلا أن لدى الأخير تحفظات على ذلك.

وجاء في المرسوم: "أقرر بموجب هذا المرسوم تعيين ألكسندر نيكيتيش دارتشيف سفيرا فوق العادة ومفوضا للاتحاد الروسي لدى الولايات المتحدة الأمريكية والمراقب الدائم للاتحاد الروسي لدى منظمة الدول الأمريكية في واشنطن".
وبحسب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، تم التوصل إلى اتفاق لضمان تعيين سريع للسفيرين الروسي والأمريكي في المحادثات الروسية الأمريكية التي جرت في المملكة العربية السعودية في 18 فبراير. وأنهى أناتولي أنتونوف، المبعوث الروسي السابق إلى الولايات المتحدة، مهمته في واشنطن في أكتوبر 2024.
وكان تعيين دارتشيف قيد الإعداد منذ أكتوبر 2024، عندما عاد سلفه أناتولي أنتونوف إلى موسكو. وفي يوم الخميس، قاد دارتشيف الوفد الروسي في إسطنبول لإجراء مفاوضات استمرت ست ساعات مع دبلوماسيين أمريكيين ــ وهي المحادثات التي توجت بموافقة واشنطن الرسمية على تعيينه.
كان دارتشيف دبلوماسيًا محنكًا، وقد خدم سابقًا في السفارة الروسية في واشنطن في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين قبل أن يشغل مناصب في وزارة الخارجية. ثم أمضى ست سنوات سفيرًا لروسيا في كندا وترأس قسم أمريكا الشمالية بالوزارة خلال السنوات الأربع الماضية.
تلميذ مساعد بوتين سفيراً للولايات المتحدة
وقال بوريس بونداريف، الدبلوماسي الروسي السابق في جنيف الذي استقال علناً احتجاجاً على غزو أوكرانيا، لصحيفة موسكو تايمز، إن دارتشيف هو أحد تلاميذ مساعد بوتن يوري أوشاكوف.
فيما قال مسؤول في وزارة الخارجية لصحيفة موسكو تايمز شريطة عدم الكشف عن هويته: "من الناحية الفنية، هذا تخفيض للرتبة. ولو كانت العلاقات في وضع أفضل، لكان من المرجح أن يذهب المنصب إلى نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف بدلاً من دارتشيف".
وأكد مسؤول كبير سابق في الكرملين هذا التقييم، مشيرا إلى أن القضايا الرئيسية بين الولايات المتحدة وروسيا يتم التعامل معها الآن على مستوى أعلى.
وقال المسؤول السابق، الذي تحدث أيضًا بشرط عدم الكشف عن هويته: "لن أتفاجأ إذا كان التركيز الأساسي لدارتشيف خلال السنوات القليلة المقبلة هو ببساطة إعادة تشغيل السفارة والقنصليات الروسية في الولايات المتحدة بسلاسة مرة أخرى".
0 تعليق