حقّقت السعودية إنجازًا علميًا جديدًا في مجال الطاقة النظيفة، بعد تسجيل براءة اختراع لتطوير مواد بوليمرية تُستعمل بديلًا للألواح الزجاجية التقليدية في الخلايا الشمسية، ما يُسهم في رفع كفاءتها وتعزيز الاستدامة البيئية.
ويأتي هذا الابتكار ضمن الجهود التي تبذلها المملكة لدعم البحث العلمي والتطوير في قطاع الطاقة المتجددة، بما يتماشى مع رؤية 2030 التي تسعى إلى تنويع مصادر الطاقة وتحقيق الاستدامة.
ووفقًا لتقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، حصلت الباحثة في وزارة الطاقة السعودية، الدكتورة حليمة العمري، مؤخرًا، على براءة اختراع من مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع والعلامات التجارية (USPTO)، بعد نجاحها في تطوير تصميم جديد لوحدات الخلايا الشمسية باستعمال مواد بوليمرية شفافة تفوق في أدائها الزجاج المستعمل تقليديًا في الألواح الشمسية.
وفي هذا الإطار، حظيت العمري بتكريم خاص من وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، تقديرًا لهذا الإنجاز الذي يعزّز مكانة السعودية في مجال الابتكار والتقنيات المستدامة.
تطوير حلول الطاقة المتجددة
يُعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة في تطوير حلول مبتكرة للطاقة المتجددة، إذ تتميّز المادة البوليمرية الجديدة بكونها خفيفة الوزن ومستقرة أمام الأشعة فوق البنفسجية، بالإضافة إلى قدرتها على تقليل الانعكاسات الضوئية وزيادة كفاءة امتصاص الطاقة الشمسية.
ويُسهم هذا الابتكار في تقليل التكلفة التشغيلية للخلايا الشمسية، مما يفتح المجال أمام استعمال أوسع لتقنيات الطاقة المتجددة، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
ويمثّل هذا التطور امتدادًا لمجموعة من المشروعات التي تنفذها السعودية لدعم التكنولوجيا النظيفة والاستفادة من المواد البتروكيميائية في تطبيقات الطاقة المستدامة.

وتعد هذه البراءة إضافة مهمة إلى سجل الابتكارات الوطنية، لا سيما في ظل توجّه المملكة لتعزيز دور البحث العلمي في تطوير حلول الطاقة النظيفة.
حليمة العمري
انضمّت حليمة العمري إلى أرامكو السعودية، عقب تخرجها، عام 2016، في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية من قسم العلوم والهندسة الفيزيائية، بصفتها عالمة أبحاث في مركز الأبحاث والتطوير، قبل أن ترشحها أرامكو للانضمام إلى برنامج زمالة ابن خلدون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) بصفتها زميلة ما بعد الدكتوراه.
وبدأت العمري رحلة جديدة حين سافرت إلى بوسطن لقضاء عام للعمل على بحث علمي متطور في مجال الكيمياء وعلم البوليمرات.
الخلايا الشمسية في السعودية
يأتي هذا الابتكار ضمن الجهود المبذولة لتطوير الخلايا الشمسية في السعودية، إذ تعتمد التكنولوجيا الجديدة على استبدال الألواح الزجاجية ذات المواد البوليمرية المبتكرة بنظيرتها التقليدية، مما يعزّز الأداء العام للوحدات الشمسية.
وتتميّز هذه البوليمرات بالمرونة وخفة الوزن، ما يجعلها قابلة للاستعمال في تطبيقات مختلفة، من محطات الطاقة الضخمة إلى الأجهزة القابلة للطي والمحمولة.
ووفقًا للباحثة حليمة العمري، فإن المواد البوليمرية المطوّرة توفّر حلولًا أكثر استدامة مقارنة بالزجاج التقليدي، إذ تتمتع بعمر افتراضي أطول، كما أنها تقلّل من فقدان الطاقة الناتج عن الانعكاسات الضوئية.

ويشكّل هذا الابتكار دفعة قوية لقطاع الطاقة الشمسية في المملكة، إذ يُسهم في تحسين كفاءة الألواح الشمسية وتقليل تكاليف الصيانة والاستبدال.
الاستثمار في تقنيات الطاقة النظيفة
تواصل السعودية ضخ الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة، مع التركيز على تطوير الخلايا الشمسية في السعودية، لتعزيز كفاءة إنتاج الكهرباء من مصادر مستدامة.
وتُعدّ المملكة من بين الدول الرائدة عالميًا في مشروعات الطاقة الشمسية، إذ أطلقت العديد من المبادرات والمشروعات الكبرى، مثل محطة سكاكا للطاقة الشمسية، التي تُعد أول مشروع للطاقة الشمسية في إطار رؤية 2030.
ويعكس تسجيل براءة الاختراع الجديدة التزام المملكة بالابتكار في مجال الطاقة النظيفة، إذ تسعى إلى تعزيز دور البحث العلمي في تحسين تقنيات الطاقة الشمسية وتطوير حلول مستدامة تُسهم في تحقيق الاستقلالية الطاقية.
ومع تنامي الطلب العالمي على مصادر الطاقة المتجددة، تبرز السعودية بصفتها لاعبة رئيسة في هذا المجال، من خلال إستراتيجياتها الهادفة إلى تحقيق تحول مستدام في قطاع الطاقة.
استعمال البوليمرات في الخلايا الشمسية
يفتح تطوير البوليمرات المستعملة في الخلايا الشمسية آفاقًا جديدة في عالم الطاقة المتجددة، إذ يمكن لهذه التقنية أن تُحدث تحولًا جذريًا في كيفية تصميم وتركيب الأنظمة الشمسية.
فبدلًا من استعمال الزجاج التقليدي، الذي يُعرف بثقله وقابليته للكسر، تقدّم البوليمرات الجديدة بديلًا أكثر مرونة وقوة، مما يسهّل عملية النقل والتركيب في مختلف البيئات.
كما يمكن توظيف هذه التقنية في تطوير خلايا شمسية قابلة للطي، مما يوسّع نطاق استعمالها في الأجهزة الإلكترونية المحمولة والسيارات الكهربائية والمباني الذكية، ما يعكس رؤية السعودية نحو الاستفادة القصوى من مواردها الطبيعية والاستثمار في تقنيات مستدامة تدعم مستقبل الطاقة في المملكة والعالم.

الخلاصة..
مع تسجيل هذا الابتكار الجديد، تواصل السعودية تعزيز مكانتها في قطاع الطاقة المتجددة من خلال تطوير الخلايا الشمسية في السعودية بتقنيات أكثر كفاءة واستدامة.
ويُعدّ هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف رؤية 2030، التي تركز على تنويع مصادر الطاقة وتعزيز الاعتماد على الطاقة النظيفة، إذ يُتوقع أن يُسهم استعمال المواد البوليمرية الجديدة في إحداث نقلة نوعية في صناعة الخلايا الشمسية، ما يفتح الباب أمام مزيد من الابتكارات في هذا المجال الحيوي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق