الصين تحذر: أمريكا تعيد عقلية الحرب الباردة وتهدد الاستقرار العالمي

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة والصين مرحلة غير مسبوقة من التصعيد والتوتر، بعدما أعلن وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، أن واشنطن تستعد لخوض أي نوع من الحروب مع الصين، في خطوة أثارت ردود فعل غاضبة من بكين، التي حذرت من أن واشنطن تعيد إحياء عقلية الحرب الباردة.

في مؤتمر صحفي رسمي، رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، على تصريحات الوزير الأمريكي، مؤكدًا أن هذه التصريحات لا تعكس سوى نية الولايات المتحدة تأجيج المواجهة الأيديولوجية مع الصين، من خلال الترويج لما يسمى بـ"التهديد الصيني". وأضاف أن بكين ترفض تمامًا هذا النهج الأمريكي الذي يهدف إلى فرض الهيمنة عبر التخويف العسكري والاقتصادي.

وأشار لين جيان إلى أن الصين تدعو الولايات المتحدة إلى التخلي عن عقلية الحرب الباردة والنظر إلى العلاقات الثنائية بمنظور أكثر عقلانية، قائلًا: "نحث الولايات المتحدة على الكف عن إسقاط عقليتها المهيمنة على الصين، وعدم استخدام المنافسة الاستراتيجية كذريعة لتنفيذ سياسات احتواء وقمع ضدنا. إن موقف بكين ثابت وواضح: سواء كانت حرب تعريفات أو حربًا تجارية أو حتى حربًا عسكرية، فلا ينبغي خوضها لأنها لن تكون في مصلحة أي طرف".
 

تصعيد خطير من واشنطن.. نحن مستعدون للحرب

تصريحات وزير الدفاع الأمريكي جاءت في مقابلة مع وسائل إعلام غربية، حيث قال بشكل واضح إن الولايات المتحدة "مستعدة للحرب مع الصين"، مشددًا على أن بلاده لن تتردد في مواجهة أي تهديد صيني، سواء كان اقتصاديًا أو عسكريًا.

وأضاف بيت هيغسيث: "أولئك الذين يسعون إلى السلام، يجب أن يكونوا مستعدين للحرب. نحن نعيد بناء جيشنا ليكون قادرًا على مواجهة أي تهديد، خاصة من الصين، التي تمثل التحدي الأكبر للولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين".

حرب تجارية تتفاقم.. والاقتصاد في قلب الصراع

لم يقتصر التصعيد على الجانب العسكري فقط، بل امتد إلى حرب اقتصادية محتدمة بين البلدين، حيث فرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية جديدة على الواردات الصينية، في تصعيد كبير للحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين.

وشملت الإجراءات الجديدة زيادة بنسبة 10% على جميع الواردات الصينية، مما رفع إجمالي الرسوم الجمركية المفروضة إلى 20% منذ تولي ترامب الرئاسة. كما فرضت واشنطن تعريفات إضافية على الواردات القادمة من كندا والمكسيك، مما زاد من تعقيد المشهد الاقتصادي العالمي.

في المقابل، لم تقف الصين مكتوفة الأيدي، حيث أعلنت وزارة المالية الصينية عن تعريفات جمركية انتقامية ستدخل حيز التنفيذ في 10 مارس المقبل، وتتضمن رسومًا على الواردات الأمريكية مثل: القمح، لحوم البقر، الفواكه، الخضروات، ومنتجات الألبان، إلى جانب رسوم إضافية على الفحم والغاز الطبيعي المسال الأمريكيين.

مخاوف دولية.. هل نحن أمام مواجهة عسكرية حتمية؟

مع تصاعد حدة التوتر، باتت المخاوف تتزايد من أن تؤدي هذه التصريحات النارية إلى مواجهة مباشرة بين الولايات المتحدة والصين، سواء على الصعيد العسكري أو الاقتصادي. ويرى محللون أن الخلافات بين البلدين لم تعد مجرد منافسة اقتصادية أو سياسية، بل تحولت إلى صراع استراتيجي شامل يشمل النفوذ العسكري والتكنولوجي والتجاري.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق