في تصريحات هامة، تناول الدكتور رامي عاشور، خبير العلاقات الدولية، تطورات الوضع في قطاع غزة، مؤكدًا أن الرهان الحالي يجب أن يكون على وحدة الفصائل الفلسطينية لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وقال عاشور، في تصريحات خاصة لـ تحيا مصر، إن استمرار وجود صورة لحماس في السلطة قد يؤدي إلى استغلال إسرائيل للتناقضات الداخلية بين الفصائل الفلسطينية، مما يعزز الانقسام ويضعف الموقف الفلسطيني.
وأوضح أن مصر، عبر جهاز المخابرات العامة، استضافت العديد من اللقاءات بين حركتي فتح وحماس، في محاولة لتسوية الخلافات بينهما، بهدف سد أي ثغرات قد تستغلها إسرائيل لتوسيع فجوة الانقسام الفلسطيني.
وحدة الصف الفلسطيني مفتاح الاستقرار السياسي
وأكد عاشور أن مصر تؤمن بأهمية وجود فصيل سياسي موحد يمثل الفلسطينيين ويدير شؤونهم بعيدًا عن الهيمنة الحزبية، مما يسهم في تحقيق استقرار داخلي يعزز الموقف الفلسطيني على الساحة الدولية.
وأضاف أن وجود كيان سياسي موحد لا يعزز فقط الموقف التفاوضي الفلسطيني مع إسرائيل، بل يمنع أيضًا أي محاولات لتقسيم الفلسطينيين أو تحييدهم عن الصراع الأساسي، مشيرًا إلى أن غياب هذه الوحدة يخدم مصالح الاحتلال الإسرائيلي.
مصر تراهن على الوحدة الفلسطينية.. وإقصاء حماس ضرورة للمرحلة القادمة
وفيما يتعلق بموقف القاهرة من أزمة قطاع غزة، شدد عاشور على أن مصر تسعى إلى إيجاد حل شامل يضمن استقرار القطاع وحقوق الفلسطينيين، لكن دون إغفال ضرورة إنهاء الانقسامات الداخلية، باعتبارها مفتاحًا لأي حل مستدام.
وأشار إلى أن مصر لا تكتفي بدور الوساطة، بل تعمل على إيجاد حلول استراتيجية طويلة الأمد، تضمن قدرة الفلسطينيين على إدارة شؤونهم بشكل مستقل، بعيدًا عن أي تدخلات خارجية.
وحذر عاشور من أن استمرار المشهد الحالي دون تغيير يمنح إسرائيل الفرصة لاستغلال الصراعات الداخلية، مما يضعف أي جهود دولية لوقف العدوان وتحقيق إعادة إعمار مستدامة في غزة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن المرحلة القادمة تتطلب قيادة سياسية فلسطينية موحدة، بعيدًا عن الخلافات التي لطالما شكلت ذريعة لتمديد الأزمة وتعزيز النفوذ الإسرائيلي، مضيفًا: "القضية الفلسطينية تحتاج إلى موقف موحد، وأي تأخير في تحقيق هذا الهدف يصب في مصلحة الاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني."
0 تعليق