نقلت وسائل إعلام غربية عن الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع- المعروف باسم أبو محمد الجولاني- قوله، اليوم الأحد، إن التطورات الحالية التي تشهدها البلاد تقع ضمن "التحديات المتوقعة" مع استمرار الاشتباكات بين قوات الأمن المشكلة من هيئة تحرير الشام ومسلحين من فلول الرئيس المخلوع بشار الأسد في المنطقة الساحلية.
وفقًا لصحيفة الإندبندنت البريطانية، دعا الشرع إلى الوحدة الوطنية خلال ظهوره في تسجيل مصور نقلته وسائل إعلام غربية وعربية، وكان يتكلم فيه من أحد المساجد. وشدد على أن السوريين قادرون على "أن نعيش سوية بهذا البلد قدر المستطاع".
تعزيزات أمنية
وكانت السلطات في سوريا قد أعلنت، أمس السبت، تعزيز انتشار قوات الأمن بمنطقة الساحل غرب البلاد وفرض "السيطرة" على مناطق شهدت مواجهات إثر مقتل المئات من المدنيين على يد قوات الأمن ومجموعات مسلحة تابعة لها منذ الخميس الماضي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأبلغ سكان في المنطقة الساحلية عن عمليات قتل راح ضحيتها مدنيون، خلال عمليات تمشيط لقوات تحرير الشام واشتباكات مع موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد بدأت قبل يومين، هي الأعنف منذ إطاحته في الثامن من ديسمبر 2024.
وتحدث المرصد عن حصيلة جديدة قوامها "745 مدنيًا علويًا قتلوا في مناطق الساحل السوري وجبال اللاذقية من جانب قوات الأمن ومجموعات رديفة" منذ الخميس. وبذلك، ترتفع حصيلة أعمال العنف إلى أكثر من 1018 قتيلًا، بينهم 273 عنصرًا من قوات الأمن ومسلحين موالين للأسد، وفق المصدر نفسه، وتحدث المرصد عن "عمليات تصفية على أساس طائفي ومناطقي" و"عمليات إعدام ميدانية" ترافقت مع "عمليات نهب للمنازل والممتلكات".
تنديد فرنسي وبيان كنسي مشترك
من جانبها، نددت فرنسا، أمس السبت، "بأكبر قدر من الحزم بالتجاوزات التي طالت مدنيين على خلفية طائفية، وسجناء" في سوريا، ودعت الخارجية الفرنسية في بيان "السلطات السورية الانتقالية إلى ضمان إجراء تحقيقات مستقلة تكشف كامل (ملابسات) هذه الجرائم، وإدانة مرتكبيها".
ودانت الكنائس السورية في بيان مشترك، السبت، "المجازر التي تستهدف المواطنين الأبرياء"، داعية إلى "وضع حد لهذه الأعمال المروعة".
من بانياس، روى المواطن السوري سمير حيدر (67 سنة) أن "مجموعات مسلحة" بينها "عناصر أجنبية" قتلت شقيقيه وابن أحدهما بإطلاق النار عليهم مع رجال آخرين، وأكد الرجل اليساري الذي قضى أكثر من عقد من حياته في سجون النظام السابق أنه هرب في اللحظة الأخيرة إلى حي سني في المدينة وقال في اتصال مع وكالة فرانس برس: "لو تأخرت خمس دقائق لكنت في عداد الموتى، لقد أُنقذنا في الدقائق الأخيرة".
تراجع حدة الاشتباكات
وفي وقت تراجعت حدة الاشتباكات، أمس، أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا" بأن قوات الأمن عززت انتشارها، لا سيما في مدن بانياس واللاذقية وجبلة بهدف "ضبط الأمن".
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية في المرحلة الانتقالية حسن عبدالغني أن قواتها “أعادت فرض السيطرة على المناطق التي شهدت اعتداءات غادرة ضد رجال الأمن العام”.
ودعا في تصريح مصور لوكالة الأنباء الرسمية "سانا": "جميع الوحدات الميدانية الملتحقة بمواقع القتال إلى الالتزام الصارم بتعليمات القادة العسكريين والأمنيين"، مشددًا على أنه "يمنع منعًا باتًا الاقتراب من أي منزل أو التعرض لأي شخص داخل منزله إلا وفق الأهداف المحددة من قبل ضباط وزارة الدفاع".
وأظهرت مشاهد بثتها الوكالة ما قالت إنها قافلة لقوات الأمن تدخل بانياس في محافظة طرطوس.
ونقلت الوكالة أيضًا أن عنصرًا في قوات الأمن قتل وأصيب اثنان آخران في كمين نصبه مقاتلون موالون لنظام الأسد في منطقة اللاذقية.
إغلاق المدارس في اللاذقية وطرطوس
فيما أعلن وزير التربية السوري بالمرحلة الانتقالية نذير القادري إغلاق المدارس في محافظتي اللاذقية وطرطوس، الأحد والإثنين، ومن جهتها، طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بـ"احترام أرواح المدنيين" و"السماح للمسعفين والعاملين في المجال الإنساني بالوصول الآمن لتقديم المساعدة الطبية ونقل الجرحى والجثامين" وحض مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أمس، الأطراف على "وقف الأعمال العدائية فورًا وتجنب استهداف المدنيين".
خلفية التوترات الأخيرة
بدأت التوترات منذ يوم الخميس الماضي، في قرية ذات غالبية علوية في ريف اللاذقية على خلفية توقيف قوات الأمن لمطلوب، وما لبث أن تطور الأمر إلى اشتباكات بعد إطلاق مسلحين علويين النار.
0 تعليق