واصلت أسعار النفط ارتفاعها، في مستهل تعاملات اليوم الأربعاء 12 مارس/آذار (2025)، مدعومة بضعف العملة الأميركية، على الرغم من أن بعض المخاوف ما تزال تقيد المكاسب.

وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن)، فإن التخوفات تتزايد بشأن تباطؤ الاقتصاد الأميركي، بجانب تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب في النمو الاقتصادي العالمي، وهو ما حد من مكاسب النفط.

وكانت أسعار النفط قد أغلقت تعاملاتها أمس الثلاثاء 11 مارس/آذار، على ارتفاع، في محاولة لتعويض بعض الخسائر التي لحقت بها خلال جلسة سابقة، في ظل توقعات لحدوث تطورات عنيفة بسبب الرسوم الجمركية.

يشار إلى أن أسواق النفط تشهد حالة من الارتباك في الوقت الحالي، مع تصاعد أزمات النمو الاقتصادي العالمي، في وقت تسعى فيه مجموعة الـ8 الأعضاء في تحالف أوبك+ إلى إعادة الكميات المخفضة طوعًا من إنتاجها النفطي.

أسعار النفط اليوم

بحلول الساعة 07:00 صباحًا بتوقيت غرينتش (10 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم مايو/أيار 2025، بمقدار 51 سنتًا، أو بنسبة 0.7%، لتصل إلى 70.07 دولارًا للبرميل.

في الوقت نفسه، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم أبريل/نيسان 2025، بنحو 52 سنتًا، أو بنسبة 0.8%، لتصل إلى 66.77 دولارًا للبرميل، وفق الأسعار التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).

وعلى الرغم من حفاظ أسعار النفط على حدود الـ70 دولارًا للبرميل، إلا أن التوقعات المستقبلية بشأن إمكان الانخفاض واردة، في ظل تحفز الأسواق لاستقبال كميات التخفيضات الطوعية تدريجيًا من جانب دول مجموعة الـ8 الأعضاء في أوبك+.

بالإضافة إلى ذلك، فتح مؤشر الدولار، الذي انخفض بنسبة 0.5% إلى أدنى مستوياته منذ بداية العام الجاري، الطريق أمام تعزيز أسعار النفط، وذلك من خلال جعل الخام أقل تكلفة بالنسبة للمشترين، من حائزي العملات الأخرى.

تحليل أسعار النفط

يرى كبير المحللين الإستراتيجيين للسلع في بنك "إيه إن زي" دانيال هاينز، أنه بالرغم من ضعف التوقعات الاقتصادية، حافظ النفط على استقراره في وضع إيجابي، وهو ما يعد علامة على أن الطلب على النفط الخام لا يزال قويًا على المدى القريب.

بدورها، قالت كبيرة محللي السوق في مؤسسة "فيليب نوفا" بريانكا ساشديفا، إن انخفاض قيمة الدولار يُعاكس النزعة الهبوطية للتباطؤ الاقتصادي العالمي، وإن كان هذا يبدو قصير الأمد، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

بالإضافة إلى ذلك، تراجعت أسعار الأسهم الأميركية، التي تؤثر أيضًا في سوق النفط، أمس الثلاثاء، ما زاد من أكبر موجة بيع منذ أشهر، مع قلق المستثمرين إزاء زيادة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب على الواردات وتدهور معنويات المستهلكين.

ويوضح خبير إستراتيجيات الأسواق في "آي جي" ييب جون رونغ، إن المعنويات العامة ما تزال هشة على الرغم من الانتعاش الطفيف في جلسة اليوم، مضيفًا: "من المرجح أن تبقى معنويات سوق النفط محدودة، مع استمرار افتقار تطورات الرسوم الجمركية إلى الوضوح واستمرار المخاوف بشأن مخاطر النمو في أميركا".

وزلزلت سياسات ترمب الحمائية الأسواق العالمية، بعدما فرض رسومًا جمركية على موردي النفط الرئيسين، كندا والمكسيك، ثم أرجأ تطبيقها، بينما رفع الرسوم الجمركية على الصين، مما دفعها إلى اتخاذ إجراءات انتقامية.

وفيما يتعلق بالإمدادات، من المتوقع أن يسجل إنتاج النفط الأميركي رقمًا قياسيًا أعلى هذا العام من التقديرات السابقة، بمتوسط 13.61 مليون برميل يوميًا، وفقًا لما ذكرته إدارة معلومات الطاقة الأميركية الثلاثاء، بينما ينتظر المستثمرون بيانات التضخم الأميركية، للحصول على مؤشرات على مسار أسعار الفائدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..