"الحريرة" تدفئ الأبدان في رمضان

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تعتبر “الحريرة” من الأطباق المغربية التقليدية التي تزيّن موائد الإفطار خلال شهر رمضان، إذ تحظى بمكانة مميزة وتُعد رمزا أصيلا من رموز المائدة الرمضانية وأيقونة المطبخ المغربي.

يتميز هذا الحساء التقليدي بمزيج متنوع من المكونات، يجمع بين القطاني، كالعدس والحمص، والمعجنات، مثل الشعرية، إلى جانب الأعشاب العطرية، كالقزبر والبقدونس والكرفس، والطماطم، إضافة إلى الدقيق ومكونات أخرى، ما يمنحه نكهة فريدة تجعله طبقا أساسيا على مائدة الإفطار خلال شهر رمضان.

شوربة صحية

تحرص النساء المغربيات الأصيلات و”الحادكات” على إعداد هذا الطبق الشعبي بإتقان، مع إضافة لمسات وفق خصوصية كل منطقة؛ وكلما ابتعدنا عن المراكز والحواضر استفحلت لذته، ما يضفي عليه طابعا فريدا يعكس تنوع المطبخ المغربي.

سومية بولعساس، أخصائية حمية وتغذية، قالت لهسبريس إن “الحريرة” تعد من أفضل الأطباق الصحية التي تؤثث مائدة الإفطار في رمضان، وذلك بالنظر إلى احتوائها على مكونات غذائية لا تشكل عبئا ثقيلا على الأمعاء الفارغة بعد ساعات من الإمساك.

وأضافت أخصائية التغذية أن “الحريرة” يمكن أن تكون طبقا رئيسيا متكاملا للشخص العادي، خاصة عند تناولها مع الماء والتمر وفاكهة وسلطة، دون الحاجة إلى إضافة نشويات أخرى، مثل الخبز، نظرا لاحتوائها على الدقيق والقطاني، ما يوفر طاقة كافية للجسم بعد ساعات طويلة من الصيام.

سعرات حرارية

تنصح الأخصائية ذاتها عموم الصائمين بتناول “جبانية” واحدة من هذه “الشوربة الفريدة” في بداية الإفطار، مؤكدة أن وعاء واحدا منها يوفر أزيد من 500 سعرة حرارية، إلى جانب كونها غنية بالبروتينات النباتية المتواجدة في العدس والحمص، والحيوانية، مع جانب احتوائها على بعض المعادن، كالفوسفور والبوتاسيوم والحديد، وفيتامين” D” المتواجد في القزبر والمقدونس والكرفس.

وأوردت بولعساس أن “الحريرة” في حد ذاتها لا تسبب عسر الهضم، بل إن ذلك قد يعود إلى الطريقة التي تم تحضيرها بها واستهلاكها، مقترحة تكثيفها باستخدام القمح الكامل بالخميرة، نظرا لغناه بالفيتامينات وفوائده الصحية، وتجنب استعمال الدقيق الأبيض الذي قد يسبب عسر الهضم.

تحذيرات

دعت سومية إلى تجنب إضافة السمن والبيض واللحم إلى “الحريرة”، نظرا لاحتوائها على الدهون المشبعة التي قد ترفع نسبة ثلاثي الغليسيريد في الدم، وبدلا من ذلك اقترحت تعويضها بالدهون غير المشبعة الصحية، مثل زيت الزيتون.

وحذرت الأخصائية ذاتها الطهاة والأمهات من مكعبات النكهة و”ضامة البنة” الاصطناعية لما تحتويه من مواد حافظة مضرة، واقترحت استبدالها بالقرفة لإضفاء نكهة طبيعية ومميزة على الحساء واستعمال الطماطم الطازجة بدل مركز الطماطم المعلبة، لضمان جودة المكونات وتجنب المواد الحافظة.

وختمت المتحدثة تصريحها لجريدة هسبريس بالقول: “رغم الفوائد العديدة لـ’الحريرة’ يفضل عدم الإفراط في تناولها والاكتفاء بوعاء أو اثنين على أكثر تقدير”، محبذة تناولها في بداية الإفطار ساخنة قليلا وسائلة، لتسهيل استقبال الطعام بعد ساعات طويلة من الإمساك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق