أكد الدكتور أحمد الجمل، استشاري أمراض القلب والقسطرة التداخلية، أن مرضى قصور الشرايين التاجية يختلفون في درجة الخطورة وفقًا لحالتهم الصحية، مما يستوجب تحديد إمكانية الصيام لكل مريض على حدة.
وأوضح الجمل، في تصريحات خاصة لـ "مصر تايمز"، أن هناك بعض الحالات التي لا يُنصح لها بالصيام مطلقًا، وذلك بسبب خطورة الامتناع عن المياه لساعات طويلة أو عدم انتظام جرعات الأدوية، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الذبحة الصدرية أو الجلطات القلبية.
من هم مرضى القلب الذين لا يُنصح لهم بالصيام؟
شدد الجمل على أن هناك عدة فئات من مرضى قصور الشرايين التاجية يجب عليهم تجنب الصيام حفاظًا على صحتهم، وهم:
1. المرضى الذين يعانون من ذبحة صدرية غير مستقرة، حيث يعانون من ألم متكرر في الصدر حتى مع مجهود بسيط، مثل صعود أقل من دورين سلم.
2. المرضى الذين خضعوا لعملية قسطرة وتركيب دعامات خلال آخر 3 إلى 6 شهور، حيث يكونون أكثر عرضة لإعادة انسداد الشرايين.
3. المرضى الذين أجروا جراحة قلب مفتوح حديثًا، حيث يحتاجون إلى استمرار الترطيب وتناول الأدوية بشكل منتظم.
وأضاف أن خطورة الصيام لهذه الحالات تكمن في الحرمان من المياه لمدة 14 ساعة، مما قد يؤدي إلى زيادة لزوجة الدم، وارتفاع احتمالية تكوين الجلطات، بالإضافة إلى صعوبة تناول الأدوية بشكل منتظم.
لماذا يمثل الصيام خطرًا على بعض مرضى القلب؟
أوضح الجمل أن بعض أدوية القلب، مثل البيرليكس والأدوية المسيلة للدم، تحتاج إلى تناولها مرتين يوميًا بانتظام، ومن غير الممكن ترك فاصل زمني كبير بين الجرعات كما يحدث أثناء الصيام، حيث يؤدي ذلك إلى:
- زيادة احتمالية حدوث ذبحة صدرية بسبب عدم كفاية الدواء في الجسم.
- ارتفاع خطر الإصابة بجلطات جديدة بعد انتهاء الشهر الكريم نتيجة عدم انتظام العلاج.
- الجفاف وزيادة لزوجة الدم، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على صحة المريض.
ما النصائح التي يجب اتباعها لمرضى القلب في رمضان؟
وجه الجمل عدة نصائح هامة لمرضى قصور الشرايين التاجية، خاصة لمن لديهم إمكانية الصيام تحت إشراف طبيبهم، وتشمل:
1. استشارة الطبيب قبل رمضان لتحديد مدى إمكانية الصيام لكل مريض على حدة.
2. شرب كميات كافية من المياه بين الإفطار والسحور لتقليل خطر الجلطات.
3. الالتزام بتناول الأدوية المسيلة للدم والمضادة للصفائح بانتظام، وعدم إهمال الجرعات.
4. عدم بذل مجهود بدني شاق أثناء الصيام، خاصة في ساعات النهار الحارة.
5. التوقف عن الصيام فورًا في حالة الشعور بألم في الصدر، ضيق في التنفس، أو دوخة شديدة.
متى يجب على مريض القلب الإفطار فورًا؟
أكد الجمل أنه إذا شعر المريض بأي من الأعراض التالية أثناء الصيام، فيجب عليه كسر صيامه فورًا:
- ألم شديد في الصدر قد يشير إلى ذبحة صدرية.
- ضيق في التنفس أو الشعور بالإرهاق المفرط دون سبب واضح.
- دوخة شديدة أو فقدان التوازن بسبب نقص تدفق الدم إلى الدماغ.
- تورم غير طبيعي في القدمين، مما قد يشير إلى مشكلة في القلب أو الدورة الدموية.
هل يجوز لمريض القلب الإفطار شرعًا؟
أشار الجمل إلى أن الله سبحانه وتعالى قد منح مرضى القلب الذين يعانون من حالات خطيرة رخصة الإفطار، ويجب على المريض عدم تعريض نفسه للخطر من أجل الصيام، حيث أن حفظ النفس مقدم على أي شيء آخر.
واختتم حديثه قائلاً: "نحن كأطباء نوصي المرضى دائمًا بالحفاظ على صحتهم أولًا، فالصيام عبادة عظيمة، ولكن إذا كان سيعرض المريض للخطر، فإن الإفطار مع تعويض الصيام لاحقًا أو إخراج الفدية هو الحل الأمثل لحماية صحتهم."
0 تعليق