مع تسارع التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة، تبرز تحديات كبيرة في تخزين الكهرباء الناتجة عن مصادر متقطعة مثل الشمس والرياح، مما يحتم البحث عن حلول مبتكرة لضمان استقرار الشبكات الكهربائية وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة.
في هذا السياق، ظهرت بطاريات الجاذبية كابتكار واعد يعتمد على الطاقة الكامنة، حيث يتم تخزين الطاقة عن طريق رفع كتل ضخمة إلى ارتفاعات عالية، ثم استعادة الكهرباء عند إنزالها عبر مولدات أو توربينات. وتتميز هذه التقنية بالاستدامة، إذ لا تفقد كفاءتها بمرور الوقت طالما أن الأجزاء الميكانيكية بحالة جيدة، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لتخزين الطاقة على المدى الطويل.
مشاريع رائدة في بطاريات الجاذبية
مشروع EVx في الصين
تتعاون شركة Energy Vault مع الحكومة الصينية لتطوير مشروع يرفع كتلًا تزن 24 طنًا إلى ارتفاع 120 مترًا أثناء فائض الإنتاج، ثم يُعيد الكهرباء للشبكة عند الحاجة، بكفاءة تتجاوز 80% وسعة تبلغ 100 ميغاواط ساعة، مع عمر تشغيلي يصل إلى 35 عامًا.
مشروع Gravitricity في اسكتلندا
اختبرت شركة Gravitricity منصة تستخدم أوزانًا تزن 25 طنًا في ميناء ليث، وتخطط لاستغلال المناجم المهجورة لتعليق أوزان ضخمة تحت الأرض، ما يقلل التكاليف ويعزز التخزين طويل الأمد.
التحديات والآفاق المستقبلية
رغم الكفاءة العالية، تواجه بطاريات الجاذبية عقبات مثل التكاليف الأولية المرتفعة والتآكل الميكانيكي، لكن سهولة الصيانة مقارنة بالبطاريات الكيميائية ومرونة استغلال البنية التحتية القائمة، تعزز من فرص نجاح التقنية.
ومع استمرار مشاريع مثل EVx وGravitricity، يبدو أن العالم على أعتاب ثورة طاقية، حيث تقدم بطاريات الجاذبية حلاً مستدامًا لتحقيق استقرار الشبكات الكهربائية في المستقبل القريب.
للمزيد تابع
خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
0 تعليق