استعرض الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، خلال جلسة تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمكافحة تعاطي المخدرات ضمن فعاليات الدورة 68 لاجتماعات اللجنة الدولية للرقابة على المخدرات المنعقدة حاليًا بمكتب الأمم المتحدة في فيينا، تجربة الصندوق في الحد من الطلب على المخدرات من منظور حقوق الإنسان. حيث تم اختيار الدولة المصرية، بالإضافة إلى 5 دول أخرى، "مصر، الولايات المتحدة الأمريكية، السويد، تركيا، الأردن، سلوفينيا"، لعرض تجاربهم في مجال الوقاية من تعاطي المخدرات، وسط إشادة من جانب ممثلي الدول والمنظمات الدولية المشاركة بالتجربة المصرية.
افتتاح اجتماعات الدورة 68 للجنة الدولية للرقابة على المخدرات
وكانت الدكتورة غادة والى، وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا، قد افتتحت اجتماعات الدورة 68 للجنة الدولية للرقابة على المخدرات المنعقدة بمقر مكتب الأمم المتحدة. حيث يشارك صندوق مكافحة وعلاج الإدمان ويترأس وفد الصندوق الدكتور عمرو عثمان، مدير الصندوق، وبحضور 2000 مشارك وعدد من وزراء الخارجية والداخلية والعدل وسفراء من الدول المختلفة، والسفير محمد نصر، سفير جمهورية مصر العربية في النمسا والمندوب الدائم لمصر لدى الأمم المتحدة في فيينا، ومدحت وهبة، المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي.
استراتيجية مصر لمكافحة المخدرات
أشار الدكتور عمرو عثمان إلى أن صندوق مكافحة الإدمان بجمهورية مصر العربية يمثل الآلية الوطنية للحد من الطلب على المخدرات من خلال خدمات وقائية وعلاجية عالية الجودة ومبنية على الأدلة العلمية ومتوافقة تمامًا مع مبادئ حقوق الإنسان. ويعد هذا النهج القائم على حقوق الإنسان عنصرًا أساسيًا في الاستراتيجية الوطنية المصرية لمكافحة المخدرات، والتي تم إطلاقها مؤخرًا تحت رعاية فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، وجاري تنفيذها بالتعاون مع الوزارات والهيئات الحكومية وغير الحكومية ذات الصلة. وتتضمن الوقاية الأولية والتحول من الوعي للوقاية بالمؤسسات التعليمية والشبابية وتنفيذ برامج موجهة للأسرة "الوقاية والاكتشاف المبكر"، مع التركيز على المناطق الأكثر عرضة لمشكلة المخدرات وتهيئة بيئة تعليمية ورياضية تعزز قدرة النشء والشباب على رفض ثقافة تعاطي المواد المخدرة واستثمار المؤسسات الدينية بشكل فاعل في تصحيح الثقافة المغلوطة حول تعاطي المواد المخدرة مع التركيز على التعريف بالخدمات المجانية لعلاج الإدمان، لاسيما في المحافظات الأقل طلبًا لتلك الخدمات.

مبادرات الشباب ودورهم في الوقاية
وكجزء من هذه الاستراتيجية، أنشأ صندوق مكافحة وعلاج الإدمان شبكة تضم 34000 متطوع من الشباب، بهدف بناء قدراتهم على تنفيذ برامج الوقاية القائمة على الأدلة. وتعكس هذه المبادرة حقهم الأساسي في المشاركة بنشاط في معالجة تحدياتهم. ومن خلال الشبكة الشبابية، تتجاوز التجربة المصرية التوعية إلى الوقاية من خلال تعزيز المهارات الحياتية والقدرة على الصمود بين النشء والشباب في المدارس والجامعات ومراكز الشباب والأندية الرياضية والمعسكرات. كما أن التجربة المصرية تكرس نفسها لحماية الفئات الأكثر ضعفًا من خلال تنفيذ برنامج متكامل للحد من الطلب على المخدرات في المناطق السكنية التي تم إنشاؤها حديثًا. كما توفر الدولة المصرية خدمات العلاج والتأهيل المتاحة على أساس حقوق الإنسان. ولتحقيق هذه الغاية، أنشأ الصندوق 34 مركزًا للعلاج بالتعاون مع الجهات المعنية بما يتماشى مع المعايير الدولية، وتقدم الخدمات في سرية تامة لأكثر من 170 ألف متردد سنويًا.
دور صندوق مكافحة وعلاج الإدمان في التأهيل وإعادة الإدماج
تمتد التجربة المصرية إلى ما هو أبعد من العلاج إلى منهجية شاملة لإعادة التأهيل وإعادة الإدماج من خلال الدعم الاجتماعي والنفسي، والتدريب المهني، والتمكين الاقتصادي للمتعافين، والجهود الرامية إلى مكافحة الوصمة الاجتماعية. كما أكد الدكتور عمرو عثمان على التزام مصر بدعم الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة المخدرات على أساس نهج حقوق الإنسان.
مشاركة الصندوق في المعرض داخل مقر الأمم المتحدة في فيينا
ويشارك صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي بجمهورية مصر العربية في اجتماعات الدورة 68 للجنة الدولية للرقابة على المخدرات المنعقدة حاليًا في فيينا. كما يتواجد معرض الصندوق داخل مقر الأمم المتحدة في فيينا حيث يتضمن منتجات المتعافيات من الإدمان من إكسسوارات ومشغولات يدوية وشيلان حريمي. حيث يتم توفير التدريب المهني للمتعافيات ضمن برنامج "سر الصنعة" بالتعاون مع مؤسسة "حياة كريمة"، وحظيت باهتمام كبير من زوار المعرض. حيث يتضمن المشروع تدريبات على حرف مهنية مختلفة، كما يشمل عرضًا لعدد 7 أبحاث وتقارير علمية صادرة من الصندوق خلال عام 2024 تعزز من بناء تجربة الصندوق على التقييم المبني على الأدلة العلمية (Evidence-based practice). كما تم عرض الحملات الإعلامية للصندوق "أنت أقوى من المخدرات" ضمن فعاليات اجتماعات اللجنة الدولية للرقابة على المخدرات.
نجاحات صندوق مكافحة الإدمان في مجال العلاج والوقاية
حقق صندوق مكافحة الإدمان نجاحًا كبيرًا في ملف مراكز علاج وتأهيل مرضى الإدمان وفقًا للمعايير الدولية وكذلك البرامج الوقائية على مدار السنوات الماضية. حتى أصبحت تجربة مصر من التجارب الرائدة على المستوى الإقليمي، وبدأت العديد من الدول تطلب مساعدة الصندوق في إعداد الخطط والاستراتيجيات لخفض الطلب على المخدرات على غرار التجربة المصرية. وعلى مدار الفترة الماضية، زار صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي العديد من الوفود من الدول الإمارات والسعودية والعراق والسودان وسلطنة عمان وغيرها من الدول للاطلاع على تجربة الصندوق في إنشاء مراكز العزيمة لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان مجانًا وفي سرية تامة وبرامج الدعم النفسي والتأهيل الاجتماعي والتمكين الاقتصادي للمتعافين من الإدمان في إطار تقديم خدمات ما بعد العلاج للحد من الانتكاسة وإعادة دمج المتعافين في المجتمع مرة أخرى. وكذلك في الوقاية المبكرة وتنفيذ الأنشطة التوعوية لحماية الشباب من الوقوع في براثن الإدمان بأساليب إبداعية.
0 تعليق