بعد إعلان وزارة التربية والتعليم، عن جدول الدراسة في المدارس بشهر رمضان لعام 2025، وهو انتظام الدراسة بشكل مستمر، وليس هناك أي نية للإلغاء الدراسة في رمضان أو لرفع الغياب عن الطلاب خلال هذا الشهر الكريم يواجه المعلمون تحديات خاصة تتعلق بتكييف أساليب التدريس لمراعاة حالة الطلاب أثناء صيامهم، فالصيام قد يؤثر على قدرة الطلاب على التركيز ويزيد من تعبهم الجسدي، مما يتطلب من المعلمين التفكير في طرق مبتكرة ومرنة لتقديم الدروس بشكل فعال دون التأثير على قدرة الطلاب على الاستيعاب.
وفي هذا التقرير يرصد موقع “كشكول” طرق تعامل المعلمين مع الطلاب في شهر رمضان، وإليكم التفاصيل الكاملة.
كيف يمكن للمعلمين تكييف أساليب التدريس لمراعاة حالة الطلاب أثناء الصيام؟
قال مهتدي سلطان كبير معلمي اللغة العربية، إن في شهر رمضان يعاني العديد من الطلاب من مشكلة المذاكرة والحضور في المدرسة، لذلك يجب أن نضع في الاعتبار حالة الطلبة والطالبات في الصيام ولهذا يجب أن تكون طريقة الشرح مختلفة من أجل صالح الطلاب والطالبات فمثلا يكون الشرح بسيطا مع الإكثار من الأمثلة والتدريبات والتي يقوم المدرس بإجابتها مع الطلاب والطالبات حتى يثبت المعلومة الصحيحة عندهم.
وأضاف في تصريحات خاصة لموقع “كشكول”، يجب الإقلال من الواجبات المدرسية والتي يفضل أن يقوم المعلم بحل الاسئلة مع الأولاد والبنات حتى يضمنون ويتأكدون من صحة المعلومات وهذه الطريقة تجعل الدرس درسا سهلا يمثل للأولاد والبنات المتعة في التعليم، وإلى جانب ذلك يفضل جعل الدرس مجزأ على مراحل ولا يصح الثقل على الأولاد والبنات في الحصة.
وأكد على أن في الغالب تقوم أغلب المدارس باختصار مواعيد الحصص بقدر بسيط جدا حتى لا يؤثر على المدرس في شرح الدرس، ومن الجائز بدلا من الاختصار من وقت الحصة نهتم بضرورة التقليل من طابور الصباح ووقت الفسحة لأن الوقت الطويل لن يفيدهم بشيء أثناء الصيام وحتى يتيح للطلاب والطالبات الانصراف مبكرا حتى يستمتعون بالشهر الكريم دون الشعور بالثقل في الأعباء عليهم، والمدرس المتميز هو الذي يستطيع أن يتحكم بالدرس حيث يستطيع أن يختصر فيه دون التأثير على صحة المعلومة أو نقصان المعلومة، ويفضل أن نجعل جزء من الحصة للتدريبات بمشاركة المدرس مع إعطاء الطلاب والطالبات عنصر التشجيع والدعم في أثناء إجابة التدريبات.
أساليب تناسب الطلاب أثناء الصيام
بينما علق إبراهيم بدر، أستاذ اللغة العربية، إن في شهر رمضان المبارك يجد الطلاب أنفسهم أمام تجربة تجمع بين الالتزام الديني والانضباط الذاتي لكنها قد تشكل تحديًا على المستوى الدراسي، حيث يؤثر الصيام على مستويات التركيز والطاقة خلال اليوم، وهنا يأتي دور المعلمين في تعديل أساليب التدريس لتتناسب مع الحالة الجسدية والذهنية للطلاب، مما يساعدهم على الاستمرار في التحصيل العلمي دون الشعور بالإرهاق.
وقدم أستاذ اللغة العربية، لموقع “كشكول”، بعض الأساليب التدريسية التي تناسب الطلاب أثناء الصيام ومن أهمها:"التركيز على الأنشطة التفاعلية بدلًا من التلقين، ونظرًا لانخفاض مستويات الطاقة والتركيز خلال ساعات الصيام، يصبح التعلم القائم على الأنشطة خيارًا مثاليًا حيث يقلل من الشعور بالإرهاق ويحفز التلاميذ على المشاركة الفعالة، ومن هذه الأنشطة:"التعلم التعاوني "تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة للعمل على مهام محددة يعزز التفاعل ويجعل التعلم أكثر سهولة ومتعة، والتعلم القائم على المشاريع، وتكليف التلاميذ بمشاريع عملية تتطلب البحث والعمل الجماعي مما يقلل من الاعتماد على الجلوس والاستماع لفترات طويلة".
وأضاف، أن في شهر رمضان يجب تقليل مدة الشرح وزيادة التطبيقات العملية، بدلًا من الاعتماد على المحاضرات الطويلة حيث يمكن تقديم الدروس في أجزاء صغيرة تتخللها أنشطة وتطبيقية مثل:"استخدام الخرائط الذهنية والرسوم التوضيحية مما يساعد على تبسيط المعلومات بصريًا دون إرهاق ذهني، وتوظيف العروض التقديمية والفيديوهات التعليمية لتقديم المحتوى بأسلوب مشوّق وسهل الاستيعاب، وتوظيف التكنولوجيا في التعليم حيث تساعد الأدوات الرقمية في تقليل المجهود المطلوب من الطلاب أثناء الصيام.
وأوضح يمكن أن يؤدي الصيام إلى شعور بعض الطلاب بالإجهاد لذا فإن تخصيص فترات قصيرة للاستراحة بين الأنشطة يساعدهم في استعادة التركيز سواء عبر تمارين التنفس أو الاسترخاء السريع، والتواصل مع الطلاب ومراعاة احتياجاتهم الفردية، لأن من المتوقع أن يتأثر الطلاب بالصيام بطرق مختلفة لذا فإن التفاعل المستمر معهم يساعد في تحديد مدى جاهزيتهم للمشاركة، مع إمكانية تكييف الأنشطة لتناسب احتياجاتهم، وتشجيع الطلاب على التعبير عن مشكلاتهم وإعطائهم بعض المرونة في الأداء يعزز من راحتهم النفسية وقدرتهم على الاستيعاب.
عدم استخدام الضغط العصبي والنفسي
وعلق أستاذ مادة “التاريخ”، مستر مؤمن البنا، على كيفية التعامل مع الطالب وقت الصيام في شهر رمضان، إن إذا كانت المادة أدبية مثل مادة التاريخ يتم الشرح بأسلوب روائي يشبه القصص والمسلسلات الرمضانية مع إضافة عنصر التشويق والمرح، أما عن كل المواد ف من رأيي الخاص، عدم استخدام الضغط العصبي والنفسي على الطلاب في الاسئلة.
وأضاف في تصريحات لموقع “كشكول”، أن من المهم مساعدة الطالب علي تنظيم الوقت خلال الشهر الكريم، وإضافة عنصر المكافأة أو الحافز للتقييم المنزلى وللاختبار الدوري، مع ضرورة وجود مقدمة مختلفة في كل حصة للمدرس عن فضائل الشهر والتزاماته ومدي وجود قوة التركيز في العقل بفترة الصيام، وإستخدام اساليب سهلة لا يمل منها الطالب وقت الشرح.
وناشد البنا، المعلمين في المدارس بمساعدة الطلاب خوف الدراسة وقت شهر رمضان المعظم، وتقديم يد العون لهم، ومساندتهم على تخطي الخوف والقلق المبالغ فيه وتبسيط المعلومات للطلاب بدون مسائل معقدة، وتقدم المعلومة للطالب على طبق من ذهب لكي يتمكن من المذاكرة بشكل أسهل وأسرع، خاصة أن في شهر رمضان الوقت قليل وسريع.
0 تعليق