السعودية تقترب من إبرام صفقة طاقة في أفريقيا

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تقترب السعودية من إبرام صفقة طاقة، لكنها هذه المرة في أفريقيا، بخطوة من شأنها أن تدعم جهود المملكة للإسهام بدور فعّال في خطط تحول الطاقة عالميًا.

وكشف الرئيس التنفيذي لشركة التعدين العربية السعودية "معادن"، روبرت ويلت، أن المملكة في مراحل متقدمة من المحادثات بشأن شراء حصة بمنجم للنحاس في زامبيا، متوقعًا التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية العام.

وقال روبرت ويلت -الذي يشغل أيضًا منصب نائب رئيس شركة "منارة المعادن"-: "نحن نتطلع إلى زامبيا، ونتحدث مع شركة هناك للاستحواذ على حصة من منجم نحاس، والمناقشات حاليًا في مرحلة متقدمة للغاية".

وأضاف في تصريحات على هامش مؤتمر منتدى مستقبل الاستثمار في الرياض، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن): "سنكون قادرين على حسم شيء ما بحلول نهاية العام".

النحاس في زامبيا

تتقرب شركة منارة المعادن -وهي مشروع مشترك بين شركة معادن وصندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي يبلغ حجمه 925 مليار دولار- من إبرام صفقة لشراء حصة أقلية في أصول النحاس والنيكل في زامبيا التابعة لشركة التعدين الكندية "فيرست كوانتوم مينيرالز".

وتُجري الشركة السعودية محادثات متقدمة للاستحواذ على ما بين 15 و20% من أسهم الأصول الزامبية، التي تُقدَّر بما يتراوح بين 1.5 مليار ومليارَي دولار، حسبما ذكرت رويترز.

وقال ويلت: "من الواضح أن أفريقيا غنية بالمعادن مع وجود الكثير من النحاس في حزام النحاس، لذا فإن الأمر منطقي تمامًا، نظرًا للقرب الجغرافي ورغبتنا في البحث عن النحاس في أفريقيا".

أحد مشروعات النحاس في زامبيا
أحد مشروعات النحاس في زامبيا- الصورة من شركة فيرست كوانتوم

ويأتي اهتمام السعودية بمناجم زامبيا على خلفية استعداد المملكة لاستثمار ما يقرب من مليار دولار في مشروع "ريكو ديك" لتعدين النحاس والذهب في باكستان، الذي تملك حصة الأغلبية فيه شركة "باريك غولد كورب" الكندية.

ويعدّ تعزيز إنتاج النحاس محور خطط الرئيس الزامبي هاكايندي هيشيليما لإنعاش الاقتصاد، بعد التخلف عن سداد الديون السيادية في عام 2020، وسوء إدارة عمليات التأميم، ونقص الاستثمار بقطاع التعدين في عهد سلفه إدغار لونغو.

ووضع الرئيس الزامبي هدفًا لزيادة إنتاج المعدن الأحمر إلى أكثر من 3 أضعاف، من نحو 800 ألف طن سنويًا، إلى أكثر من 3 ملايين بحلول عام 2032.

التعدين في السعودية

ضخّت شركة منارة استثمارات ضخمة في المعادن بجزء من جهود السعودية لتأمين المعادن وتوسيع قطاع التعدين في المملكة، إذ تشكّل صناعة التعدين المتنامية في البلاد ركيزة أساسية في برنامج رؤية 2030، الذي وضعه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد، بعيدًا عن الاعتماد على النفط.

وكانت أولى خطوات شركة منارة الكبرى في الخارج هي التوصل إلى اتفاق لتصبح مسهِمةً بنسبة 10% في شركة فالي بيس ميتالز، وهي شركة تابعة لشركة فالي بقيمة 26 مليار دولار لاستخراج النحاس والنيكل، في عام 2023.

وقال ويلت، إن النحاس أصبح "أولوية قصوى" بالنسبة لمنارة، لأنه معدن أساسي مثل الألومنيوم، والذي سيزداد الطلب عليه مع التحول في مجال الطاقة.

وأضاف: "على الرغم من أهمية المعادن المستعملة في البطاريات، فإنها ليست أساسية لنجاح تطوير المصبّ، ولكن النحاس ضروري".

يسعى قطاع التعدين في السعودية للقيام بدور حيوي في خطة تنويع اقتصاد المملكة، إذ يعدّ إحدى الركائز الرئيسة الثلاث لتنمية الإيرادات غير النفطية في البلاد، ويستهدف رفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، لتصل إلى 176 مليار ريال (46.92 مليار دولار) بحلول عام 2030.

تحول الطاقة

تحتلّ الصفقة مركز الاهتمام نظرًا لكون النحاس عنصرًا مطلوبًا بشدّة للتحول إلى الطاقة النظيفة، نظرًا لاستعماله في تصنيع السيارات الكهربائية ومراكز البيانات التي تدعم الذكاء الاصطناعي.

وكانت شركة فيرست كوانتوم قد أوضحت في وقت سابق من العام الجاري أنها تُجري محادثات مع مستثمرين محتملين لبيع حصة جزئية في مناجم زامبيا، إذ تملك منجمَي النحاس كانسانشي وسنتينيل في زامبيا، اللذين أصبحا مفتاح الإنتاج المستقبلي بعد إغلاق منجم كوبري بنما، كما تملك منجم إنتربرايز للنيكل في البلاد.

أحد مشروعات النحاس في زامبيا
أحد مشروعات النحاس في زامبيا- الصورة من شركة فيرست كوانتوم

وأسهمت مناجم زامبيا بمبلغ 1.08 مليار دولار بإيرادات شركة فيرست كوانتوم في الربع الثاني من العام الجاري، وتمتلك شركة "زد سي سي إم- آي إتش" (ZCCM-IH) المملوكة للدولة في زامبيا 20% من شركة كانسانشي.

وتخطط شركة فيرست كوانتوم لإنفاق 1.3 مليار دولار إضافية في كانسانشي على مدى السنوات الـ5 المقبلة، بجزء من خطة إنفاق بقيمة مليارَي دولار لزيادة إنتاج النحاس إلى نحو 277 ألف طن سنويًا بحلول عام 2033، من نحو 130 ألف طن في عام 2023.

وخسرت شركة التعدين الكندية 40% من إيراداتها بسبب إغلاق منجم كوبري بنما الرائد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، الذي كان عندما بدأ تشغيله من أحدث مناجم النحاس في العالم وأكبرها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق