استنكار دولي واسع لاستئناف العدوان على غزة وتحذيرات من أزمات إنسانية

الصباح العربي 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

استأنفت إسرائيل، فجر اليوم الثلاثاء، عدوانها على قطاع غزة، بعد شهرين من وقف إطلاق النار؛ مما أسفر عن سقوط مئات الشهداء المدنيين وأثار موجة واسعة من ردود الفعل الدولية المنددة.

وفي هذا الصدد، كشفت تقارير إخبارية عن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان على علم مُسبق بالهجوم، حيث منح إسرائيل الضوء الأخضر لاستئناف العمليات العسكرية، وفقًا لما نقله موقع "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي، بأن تل أبيب أبلغت واشنطن مسبقًا بنيتها شن هجمات واسعة النطاق على القطاع المُحاصر.

حصيلة الشهداء وتفاصيل العدوان

أفادت وزارة الصحة الفلسطينية والمصادر الطبية في غزة بأن الغارات الإسرائيلية على القطاع خلفت أكثر من 413 شهيدًا و1000 مُصاب، معظمهم من الأطفال والنساء، وذلك خلال اجتياح جوي لطائرات الاحتلال الإسرائيلي على جميع أنحاء قطاع غزة.

وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 35 غارة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، بينما تواجه طواقم الإنقاذ الفلسطيني صعوبة بالغة في الوصول إلى المناطق المستهدفة، بسبب استمرار القصف العنيف من طائرات ومدفعية الاحتلال.

ووفقًا لتقارير نقلتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، فإن الضربات الإسرائيلية تعد الأوسع نطاقًا منذ سريان وقف إطلاق النار في يناير الماضي، بينما أفادت وكالة "أسوشيتد برس" بمقتل محتجز إسرائيلي وإصابة اثنين آخرين جراء الغارات على قطاع غزة.

ردود الفعل العربية

أدانت مصر بشدة الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، واصفة إياها بأنها "انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار" و"تصعيد خطير ينذر بعواقب وخيمة على استقرار المنطقة".

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان: "مصر ترفض محاولات إفشال الجهود الهادفة للتهدئة واستعادة الاستقرار"، وطالبت بـ"إتاحة الفرصة للوسطاء لاستكمال الجهود للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار بغزة"، مُحذرة من "إعادة المنطقة إلى سلسلة متجددة من العنف والعنف المضاد".

وطالبت مصر "المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة"، مؤكدة أنها "ترفض الاعتداءات الإسرائيلية الرامية إلى إعادة التوتر للمنطقة".

وأدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط استئناف العدوان على غزة، واعتبر إياه "عملًا مجردًا من الإنسانية وتحديًا للإرادة الدولية"، مضيفًا أن "قادة الاحتلال يخوضون معركة داخلية على حساب دماء الأطفال والنساء في غزة".

من جانبه، أكد رئيس وزراء الأردن جعفر حسان أن "الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب على الإنسانية"، مشددًا على موقف بلاده الثابت: "لا للتهجير.. لا للتوطين.. لا للوطن البديل".

أما تركيا فقد أدانت الغارات الإسرائيلية على غزة، حيث قالت وزارة الخارجية التركية: "نرفض محاولات إسرائيل لإعادة العنف إلى المنطقة"، مؤكدة أن "الغارات على غزة تؤكد انتقال إسرائيل إلى مرحلة جديدة من الإبادة".

موقف الأمم المتحدة

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، عن صدمته إزاء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، داعيًا إلى احترام وقف إطلاق النار واستئناف المساعدات دون عوائق، بينما أكدت المنظمة الدولية أن "استخدام التجويع جريمة بموجب القانون الدولي" وأن "أي استهداف للمدنيين جريمة حرب ويجب أن يتوقف على الفور".

وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء تقارير بشأن خطط للقضاء على ما تبقى من موارد المياه في غزة، مؤكدة أنها "تشعر بالصدمة إزاء التقارير الواردة من غزة وتطالب بوقف الهجمات".

من جانبه، أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، أن "لجوء إسرائيل إلى القوة العسكرية سيزيد معاناة الشعب الفلسطيني"، مُشددًا على ضرورة "استعادة وقف إطلاق النار في غزة".

وفي السياق ذاته، قال المفوض الأممي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن "الغارات الإسرائيلية على غزة تزيد مأساة الفلسطينيين"، بينما أكد المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية أن "الغارات على غزة أمر غير مقبول" وأن "سكان غزة تحملوا معاناة لا توصف".

المواقف الغربية

عبر العديد من الدول الغربية عن قلقها إزاء استئناف العدوان على غزة، حيث قال وزير خارجية أيرلندا سيمون هاريس إن "التقارير عن الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة تثير قلقًا بالغًا"، داعيًا إلى "احترام وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتنفيذه بالكامل".

وأكد الاتحاد الأوروبي أن "استئناف التصعيد في غزة أمر مرعب"، وطالب بـ"استئناف تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة" و"احترام القانون الإنساني الدولي في غزة".

وذكر وزير الخارجية النرويجي إسبين بارث إيد: "ما نتابعه في قطاع غزة الآن كابوس"، فيما قال رئيس وزراء النرويج يوناس جار ستور إن "الفلسطينيين في غزة يعيشون دون حماية على أنقاض ما تم تدميره".

من جانبها، دعت وزيرة خارجية استراليا بيني وونج إلى "حماية المدنيين بغزة" و"التزام الأطراف بالقانون الدولي"، مؤكدة أنه "لا يمكن أن يدفع المدنيون الفلسطينيون ثمن هزيمة حماس"، بينما قال رئيس وزراء استراليا أنتوني ألبانيز إنه يدعو "الأطراف إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وصفقة التبادل".

وأعرب وزير الخارجية البلجيكي ألكسندر دي كرو عن إدانته للغارات الإسرائيلية على غزة، وأكد أنها "كبدت القطاع خسائر بشرية فادحة".

ودعا إلى "تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة"، معتبرًا أن "منع وصول المساعدات للفلسطينيين انتهاك خطير للقانون الدولي".

الموقف الفلسطيني

أدانت الرئاسة الفلسطينية استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكدة أن "إسرائيل تضرب الجهود الدولية التي تهدف إلى تثبيت التهدئة"، مشيرة إلى سقوط "أكثر من 1000 شهيد وجريح في مجزرة إسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني".

وطالبت الرئاسة الفلسطينية "المجتمع الدولي بإجبار إسرائيل على وقف عدوانها فورًا".

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن "عدوان الاحتلال يمثل هروبًا إسرائيليًا رسميًا من استحقاقات اتفاق غزة"، مشيرة إلى أن "الحلول السياسية مدخل تحقيق التهدئة ووقف العدوان وحل الصراع".

وأضافت الوزارة أن "أغلب شهداء الغارات الإسرائيلية من الأطفال والنساء وكبار السن"، فيما أكدت حماس أنها "تطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لمحاسبة الاحتلال وداعميه".

واتهمت حركة حماس واشنطن بـ"تحمل المسؤولية الكاملة عن المجازر وقتل النساء والأطفال في غزة"، معلنة عن "اغتيال رئيس متابعة العمل الحكومي في غزة عصام الدعليس جراء الغارات الإسرائيلية".

الوضع الإنساني المُتفاقم

أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أن "أطفال غزة محاصرون في دائرة العنف منذ بداية الحرب"، وشدد على أنه "يجب أن تتوقف الضربات على غزة"، داعية "الأطراف إلى احترام القانون الدولي الإنساني".

وفي تصريح قال مدير مجمع الشفاء الطبي بغزة إن "قوات الاحتلال ارتكبت جريمة مكتملة الأركان فجر اليوم"، في إشارة إلى حجم الدمار والخسائر البشرية التي خلفتها الغارات الإسرائيلية.

ومن جانبها، دعت سويسرا إلى "إطلاق سراح المحتجزين وتسليم المساعدات بغزة دون عوائق" و"وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط بشكل فوري".

بينما أعرب الكرملين عن "قلقه إزاء تدهور الوضع في غزة والتقارير عن سقوط شهداء من المدنيين"، مؤكدًا أنه "يراقب الوضع في غزة وينتظر العودة إلى مسار السلام".

التحذيرات الدولية من تداعيات التصعيد

حذرت العديد من الدول والمنظمات الدولية من تداعيات خطيرة لاستئناف العدوان على غزة، حيث طالبت الصين بـ"الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بغزة لتجنب أي كارثة إنسانية"، بينما طالبت مصر "المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".

الادعاءات الإسرائيلية

زعم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي باتخاذ إجراءات عسكرية ضد غزة متذرعًا بما وصفه "فشل حماس في إطلاق سراح المزيد من المحتجزين أو قبول المقترحات الأمريكية لتمديد وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين".

وأضاف مكتب نتنياهو في بيان رسمي: "من الآن فصاعدًا، ستتحرك إسرائيل ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة".

وادعت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن الغارات على غزة تهدف إلى "تحقيق أهداف الحرب" و"تفكيك قدرات حماس" و"إطلاق سراح المحتجزين"، وهي ذات التبريرات التي استخدمتها لشن حربها المستمرة على غزة منذ أكثر من ستة أشهر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق