انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الأربعاء 19 مارس/آذار (2025)، لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الثانية على التوالي، وسط مؤشرات على زيادة الإمدادات عالميًا.
يأتي ذلك بعد موافقة موسكو على اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوقف الهجمات المتبادلة على البنية التحتية للطاقة مؤقتًا، مما قد يؤدّي إلى دخول المزيد من النفط الروسي إلى الأسواق العالمية.
وقالت الولايات المتحدة إن محادثات وقف إطلاق النار الكامل ستبدأ على الفور، مما قد يقلّل تدريجيًا من احتمال تشديد العقوبات على روسيا على المدى القريب.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الثلاثاء 18 مارس/آذار، على انخفاض بنسبة 1%، لأول مرة في 3 جلسات، في ظل حالة عدم اليقين السائدة في السوق.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:56 صباحًا بتوقيت غريتنش (09:56 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم مايو/أيار 2025، بنسبة 0.69%، لتصل إلى 70.07 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم أبريل/نيسان 2025، بنسبة 0.78%، لتصل إلى 66.38 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)
وقال بنك غولدمان ساكس إن تصاعد الرسوم الجمركية وارتفاع الطاقة الإنتاجية الفائضة يُرجّحان مخاطر المدى المتوسط على توقعاته لسعر النفط نحو الانخفاض.
وأضاف: "بينما خفّضنا نطاق توقعاتنا لسعر خام برنت بمقدار 5 دولارات للبرميل إلى 65-80 دولارًا، نتوقع ارتفاعًا طفيفًا في أسعار النفط خلال الأشهر المقبلة، ونعتقد أن تقديرات السوق للتقلّبات ومخاطر الارتفاع الناتجة عن احتمال انخفاض الإمدادات الخاضعة للعقوبات لا تزال منخفضة للغاية".
وأشار غولدمان ساكس إلى أن أسعار خام برنت تعافت قليلًا، لتصل إلى ما يزيد على 70 دولارًا، نظرًا إلى التطورات الجيوسياسية المتباينة، إلا أن أسواق النفط لا تزال تركّز على انخفاض أسعار النفط.

تحليل أسعار النفط
قال المحلل الإستراتيجي للسوق في آي جي، يب جون رونغ، حول تحليل أسعار النفط: "يُمثّل الاتفاق خطوة إيجابية نحو حل نهائي، إذ يُقلل توقف الهجمات على منشآت الطاقة الأوكرانية من مخاطر انقطاع إمدادات النفط ويُبقي أسعاره تحت ضغط".
وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، على وقف مهاجمة منشآت الطاقة الأوكرانية، لكنه امتنع عن تأييد وقف إطلاق النار الكامل لمدة 30 يومًا، وهو ما كان يأمله ترمب.
تُعدّ روسيا من أكبر موردي النفط في العالم، لكن إنتاجها تراجع منذ بداية الحرب، مما أدى إلى فرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي.
وأشار محللون إلى أن وقف إطلاق النار المُحتمل قد يُؤدي إلى تخفيف العقوبات، مما قد يزيد من إمدادات النفط ويُخفّض أسعار النفط.
وأثارت الرسوم الجمركية الأميركية على كندا والمكسيك والصين مخاوف من الركود، مما أثر أيضًا في أسعار النفط، إذ من شأن ذلك أن يُضعف الطلب على الخام.
وتعهّد ترمب بمواصلة هجوم بلاده على الحوثيين في اليمن، وقال إنه سيُحمّل إيران مسؤولية أي هجمات تُنفّذها الجماعة وتُعطّل حركة الشحن في البحر الأحمر.
في غضون ذلك، أفادت السلطات الصحية الفلسطينية بأن الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 400 شخص، مما زاد من مخاطر تعرّض إمدادات النفط للخطر من المنطقة.
في الوقت نفسه، أظهرت بيانات مخزونات النفط الخام الأميركية تباينًا في التوقعات، إذ ارتفعت، في حين انخفضت مخزونات الوقود.
وأفادت بيانات معهد النفط الأميركي أمس الثلاثاء، بأن مخزونات النفط الخام ارتفعت بمقدار 4.59 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 14 مارس/آذار، في حين انخفضت مخزونات البنزين بمقدار 1.71 مليون برميل، كما تراجعت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 2.15 مليون برميل.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق