تعتمد طموحات تحول الطاقة في بريطانيا على النفط والغاز والمصادر المتجددة، بهدف الاستفادة من الخبرات والموارد المشتركة.

ويُعدّ التعاون المستمر مع قطاع النفط والغاز أمرًا ضروريًا لتوسيع نطاق مصادر الطاقة المتجددة بما يلبي طموحات المملكة المتحدة في مجال الطاقة النظيفة، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع.

جاء ذلك وفق تصريحات أدلت بها المديرة العامة لشركة هيتاشي إنرجي (Hitachi Energy) في بريطانيا وأيرلندا، لورا فليمنغ.

وقالت فليمنغ: "إنّ تحول الطاقة لا يعني قطعًا فوريًا للعلاقات مع الهيدروكربونات، "بل يتعلق الأمر بتطوير كلا القطاعين ومواءمتهما لتحقيق أهداف مشتركة لإزالة الكربون".

ترابط سلاسل توريد النفط والغاز مع مصادر الطاقة المتجددة

أوضحت المديرة العامة لشركة هيتاشي إنرجي في المملكة المتحدة وأيرلندا، لورا فليمنغ، أن "سلاسل توريد النفط والغاز ما تزال مترابطة بشكل وثيق مع مصادر الطاقة المتجددة، لا سيما في مجالات مثل طاقة الرياح البحرية".

وأكدت فليمنغ أن "الخبرة التي طورتها شركات النفط والغاز في مجال هندسة أعماق البحار والخدمات اللوجستية والرفع الثقيل تُعدّ أمرًا بالغ الأهمية".

وأضافت: "لقد حقق قطاع النفط والغاز نجاحًا كبيرًا، وما يزال بإمكان تقنيات الطاقة المتجددة أن تتعلم الكثير بشأن طريقة التطور من صناعة ناشئة إلى أخرى ناضجة، وهذا ينطبق على الأمور المتعلقة بالهندسة، وكذلك التمويل والاستثمار".

قطاع طاقة الرياح

في المملكة المتحدة، تُركّز شركة هيتاشي إنرجي، العاملة في مجال إنتاج المحولات وحلول الطاقة، بشكل كبير على قطاع طاقة الرياح، وتمكين تدفُّق الكهرباء من مزارع الرياح إلى المواقع التي يُمكنها الوصول إليها من قِبل المستعمِلين النهائيين.

وتُوفر هيتاشي ربط مزرعة رياح دوغر بانك وشبكة شتلاند، من بين مشروعات أخرى، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

لهذا الغرض، صرّحت المديرة العامة لشركة هيتاشي إنرجي في المملكة المتحدة وأيرلندا، لورا فليمنغ، بأن الأولوية الرئيسية للمملكة المتحدة حاليًا هي "ضمان أن يُقابل كل غيغاواط من الطاقة المتجددة استثمار في الشبكة".

وأضافت أن "نمو سعة الشبكة يُعدّ مفتاح تحقيق نمو في مصادر الطاقة المتجددة، ويجب أن تواكب سعة الشبكة نمو مصادر الطاقة المتجددة".

على صعيد آخر، سيُمكّن الاستثمار في سعة الشبكة المملكة المتحدة من اغتنام فرصة النمو الهائلة التي توفرها شبكة كهرباء محايدة كربونيًا.

وأردفت فليمنغ "لتحقيق ذلك، ينبغي إعطاء الأولوية لتنفيذ خطة عمل تسريع النقل وخطة عمل الطاقة النظيفة 2030، مع سرعة إلغاء منع الربط بالشبكة الذي يُهدد بعرقلة مشروعات الطاقة المتجددة".

الاستثمار في سعة الطاقة المتجددة

يشير ازدحام الشبكة إلى أن الاستثمار في سعة الطاقة المتجددة قد تجاوز الاستثمار والتخطيط في الشبكة، ويتجلى ذلك في قائمة الانتظار الضخمة لمحطات الربط بالشبكة، حيث يعوق العديد من المشروعات المجدية نظيراتها "المتعثرة" التي تفتقر إلى التمويل.

في يناير/كانون الثاني الماضي، منعت هيئة تشغيل نظام الطاقة الوطني في المملكة المتحدة "نيسو" (NESO) مشروعات جديدة من الانضمام إلى قائمة الانتظار الضخمة.

وأعلنت "نيسو" أنها فرضت فترة توقُّف مؤقتة لإصلاح شروط التقديم، لكن الخطر ما يزال قائمًا بأن استثمار النقل المُزمع سيُفاقم تأخُّر توليد الكهرباء من حيث التنفيذ.

في المقابل، يتطلب دمج كميات كبيرة من طاقة الرياح البحرية تطوير شبكة نقل بحرية وتعزيز وتوسيع سعة النقل من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.

وأضافت المديرة العامة لشركة هيتاشي إنرجي في المملكة المتحدة وأيرلندا، لورا فليمنغ، أن مفتاح تحول الطاقة العادل والقابل للتحقيق يكمن في اتّباع نهج متوازن ومتدرج.

وأشارت إلى أنه، عمومًا، ما يزال هناك الكثير لنتعلّمه من قطاع النفط والغاز، لا سيما بالنظر إلى التداخل مع طاقة الرياح البحرية.

وأكدت أن "المهارات متشابهة، ولا تقتصر على هذه القطاع فحسب، بل تشمل قطاعات أخرى مثل صناعة السيارات والفضاء، حيث يمكن لمهندسي الكهرباء تقديم حلول تدعم التحول الرقمي لهذه الصناعة".

وتابعت: "يمكن للمملكة المتحدة الاستفادة من خبرتها وبُنيتها التحتية الحالية في مجال النفط والغاز لتسريع نشر مصادر الطاقة المتجددة، مع ضمان أمن الطاقة خلال مدة التحول".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..