
07:37 م | الخميس 20 مارس 2025

سمير كمونة في أحدى مباريات الأهلي
شهر رمضان ليس مجرد وقت للصيام والعبادة فحسب، بل موسم مميز تنسج فيه الذكريات وتُحفر في القلوب، خاصة بالنسبة لنجوم كرة القدم الذين عاشوا تفاصيله وسط المنافسات والتمارين والمباريات، فبين أجواء الدورات الرمضانية في الأحياء الشعبية واللحظات الاستثنائية داخل الملاعب، يظل رمضان جزءًا أصيلًا من مسيرة لاعبي الكرة في مصر، محفورًا في ذاكرتهم كأحد أجمل الفصول في رحلتهم الرياضية والإنسانية.
سمير كمونة، نجم منتخب مصر والنادي الأهلي وكايزرسلاوترن الألماني السابق، يستعيد ذكريات لا تُنسى من شهر رمضان، حيث كانت الدورات الرمضانية في حي الشرابية تشكل أجمل محطاته وهو في سن صغيرة، محفوفة بالشغف والتنافس، وبدايات حلمه الكروي الذي أصبح واقعًا.
الدورات الرمضانية بالشرابية أسعد أيام حياتي في رمضان
بدأ كمونة مسيرته مع الساحرة المستديرة، من حي الشرابية بالقاهرة، حيث كان يشارك أصدقاءه اللعب في الدورات الرمضانية، عاش معهم الحماس والجدية والتشجيع المستمر والانفعال مع كل كرة وكل هدف، وكانت صيحات الجماهير القريبة منه، حيث الملاعب دون مدرجات.
يقول كمونة إنّه بدأ لعب الكرة كمحترف في نادي المقاولون العرب ثم الأهلي، وبعده انتقل إلى ألمانيا ثم عاد مرة أخرى إلى مصر: «كانت هناك صعوبات كثيرة تواجهنا في الصيام خاصة في سن الشباب وعدم الخبرة الكافية للتوازن بين الصيام والتدريب القوي، وأولها كان في مباراة الأهلي والمنيا، التي أقيمت في تمام الثانية ظهرا، حيث كانت درجات الحرارة مرتفعة للغاية في ذلك الوقت، خلال المباراة سجل هدفا رائعا أنساه مشقة الصيام».
وتابع: «رحلت إلى ألمانيا وتحديدا لفريق كايزر سلاوترن؛ وكنا نخوض التدريبات هناك في الثامنة أو التاسعة صباحا، وفي بعض الأيام كان التدريب في الثالثة ظهرا، ما كان يشكل صعوبة، ولكن الصعوبة الأكبر في موعد الإفطار، حيث كنا نصوم ساعات طويلة للغاية مقارنة بمصر، فكنت أتناول الإفطار في تمام التاسعة مساءً، وكنت أصوم ساعات طويلة جدا في ألمانيا بسبب فارق التوقيت، وكان في الحقيقة هناك مشقة كبيرة، وموعد الإفطار كان في موعد متأخر كثيرا في ألمانيا حيث النوم هناك مُبكرا، وأغلب المطاعم تكون وقتها أغلقت أبوابها».
أوقات التدريب في أوروبا صعبة في رمضان
وأضاف نجم منتخب مصر السابق: «أوقات التدريبات كانت من أصعب ما يكون في أوروبا، لأنها صباحا وبعض زملائي كانوا لا يعرفون صيامي وكان يمزحون معي لتناول المياه أثناء التدريب إلا أنني كنت أهرب منهم، وتدخل هاني رمزي زميلي في الفريق وأبلغهم بطبيعة صيامي وأنني لا أتناول أي طعام، فكانوا يتوارون عني عند تناول المشروبات والأطعمة طوال الشهر».
وكشف «كمونة» عن أنّ مدربيه في أوروبا كانوا يحترمون رغبته في الصيام بشكل كبير، ولا يجبرونه علي فعل أي شيء مخالف لدينه أو عقيدته، وكانوا يسهلون الأمور بشكل كبير ويحافظون على مشاعره بعدم تناول أي شيء أمامه وهو أمر أكثر من رائع، موضحا أن ساعات الصيام الطويلة كان يقضيها في أوروبا، بمشاهدة التليفزيون ومباريات كرة القدم، والصلاة وقراءة القرآن بشكل كبير، وزيارة الأماكن الجميلة، بجانب التدريب الخفيف الذي يحافظ على لياقتي البدنية دون التأثر سلبا بنسبة المياه في الجسم.
وكشف سمير كمونة عن موقف صديق إيطالي له في ألمانيا قائلا: «المطاعم كانت تغلق أبوابها، وتعرفت على صديق إيطالي في ألمانيا كان صاحب مطعم هناك، وكان يعرف فترة صيامي وموعد الإفطار، فكان يجهز لي الإفطار طوال شهر رمضان رغم تأخر الوقت وكنت أذهب لإحضار الإفطار من مطعمه بسيارتي».
وأكد المدافع الدولي السابق أنّ هناك ذكريات له مع المنتخب الوطني بخوض التدريبات نهارا وإقامة مباريات في وقت الصيام، خاصة عندما كنا نواجه منتخبات في إفريقيا، ولكن في كل الحالات والصعوبات يبقي شهر رمضان له مذاق خاص، والاستمتاع به لا ينتهي، ورغم صعوبة الأجواء في أوروبا إلا أنها كانت أياما عظيمة.
ويمتلك سمير كمونة مسيرة كروية رائعة مع الساحرة المستديرة، حيث بدأ مشواره مع كرة القدم في نادي المقاولون العرب، وبعد تألقه انتقل إلى الأهلي، وواصل تألقه لينتقل إلي نادي كايزرسلاوترن الألماني وبورصا سبور التركي والاتفاق السعودي والاتحاد السكندري والمصري البورسعيدي وبتروجت، واعتزل كرة القدم عام 2008.
0 تعليق