تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مع اقتراب ختام شهر رمضان، تأتي العشر الأواخر محمّلة بالنفحات الإيمانية والروحانية العميقة، حيث يجد المسلم فيها فرصة عظيمة لمراجعة النفس، وتعزيز علاقته بالله، وإعادة ترتيب أولوياته الإيمانية، فهي محطة لتجديد العهد مع الله، واستعادة التوازن الروحي، وتصفية القلب من شواغل الدنيا.

التأثير الروحي للعشر الأواخر من رمضان على النفس 

تشكل العشر الأواخر فرصة فريدة للارتقاء بالنفس، حيث تتضاعف الحسنات وتفتح أبواب المغفرة والرحمة، فعندما يدرك المسلم عظمة هذه الأيام، يسعى للتقرب إلى الله بكل ما أوتي من قوة، فيجد في الصلاة والذكر والقرآن طمأنينة تملأ قلبه، ويشعر وكأنه يضع روحه في حالة من الصفاء والتجدد.

ومن أعظم ما يميز هذه الأيام وجود ليلة القدر، التي قال عنها الله في كتابه الكريم: "ليلة القدر خير من ألف شهر" (القدر: 3)، حيث يستشعر المسلم فيها بركة العبادة، ويضاعف جهده في الدعاء والقيام، طلبًا للمغفرة والعتق من النار.

كيف تعيد ترتيب أولوياتك الإيمانية في العشر الأواخر؟

1- المحاسبة الذاتية والتوبة الصادقة
العشر الأواخر فرصة ذهبية لمحاسبة النفس والعودة إلى الله بتوبة نصوح، حيث يراجع المسلم أعماله خلال الشهر ويحدد الجوانب التي تحتاج إلى تصحيح، فيسأل نفسه: هل استثمر رمضان كما يجب؟ هل كنت قريبًا من الله حقًا؟

2- الالتزام بالصلاة والقيام
كان النبي ﷺ يحرص على قيام الليل في العشر الأواخر، بل كان يشد مئزره، ويوقظ أهله، ويجتهد في العبادة كما لم يكن يجتهد في غيرها من الأيام، لذا فإن المواظبة على قيام الليل وصلاة التهجد من أعظم الأعمال التي تعيد ترتيب الأولويات الإيمانية، وتُرسّخ الإخلاص في القلب.

3- الإكثار من الدعاء وطلب المغفرة
الدعاء هو روح العبادات، وفي هذه الأيام المباركة ينبغي على المسلم أن يجعل له نصيبًا وافرًا من الأدعية الجامعة، خاصة تلك التي أوصى بها النبي ﷺ، مثل: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني"، وهو دعاء السيدة عائشة رضي الله عنها في ليلة القدر.

4- الإقبال على القرآن الكريم
رمضان هو شهر القرآن، والعشر الأواخر هي الفرصة الأخيرة لتعميق علاقتنا بكلام الله، سواء من خلال ختمه، أو تدبر آياته، أو محاولة فهم معانيه بشكل أعمق.

5- الصدقة والإحسان
في هذه الأيام المباركة، تتضاعف الأجور، ويكون الإنفاق في سبيل الله سببًا في مغفرة الذنوب وزيادة البركة، فقد كان النبي ﷺ أجود ما يكون في رمضان، خاصة في العشر الأواخر، لذا فإن الحرص على الصدقة ولو بالقليل.