أعلنت عائلة الملاكم الأميركي الأسطوري جورج فورمان، اليوم السبت، وفاته عن عمر 76 عامًا، وذلك عبر منشور على حسابها في "إنستجرام". وأفادت العائلة أن فورمان توفي بسلام محاطًا بأحبائه، لتنتهي بذلك حياة أحد أعظم الملاكمين في تاريخ الرياضة.
"مبارزة الأدغال".. حين واجه فورمان أسطورة محمد علي
لعل أشهر لحظة في مسيرة فورمان هي نزاله الأسطوري ضد محمد علي كلاي في عام 1974، في العاصمة الزائرية كينشاسا، والمعروف بـ"مبارزة الأدغال". دخل فورمان بصفته البطل المرعب، الأصغر والأقوى، لكن علي كلاي أذهل العالم باستخدامه تكتيك "التراجع إلى الحبال"، لينهك فورمان ويفاجئه بضربة قاضية في الجولة الثامنة. كانت تلك الخسارة نقطة تحول في مسيرة فورمان، الذي قال لاحقًا: "تلك كانت المرة الأولى التي بذلت فيها أقصى ما لدي دون جدوى".
من السرقة في الشوارع إلى قمة العالم
وُلد جورج فورمان في ولاية تكساس عام 1949، ونشأ في ظروف صعبة بحي فقير في هيوستن. ترك المدرسة مبكرًا ووقع في براثن الجريمة، قبل أن تقوده قبضتاه الحديديتان إلى عالم الملاكمة. بعد احترافه، حقق فورمان 37 انتصارًا متتاليًا، وكان أول انتصاراته الكبرى بالضربة القاضية على جو فريزر عام 1973، ما منحه لقب الوزن الثقيل.
بعد اعتزاله عام 1977 وتحوله إلى قسيس، فاجأ فورمان العالم مجددًا بعودته إلى الحلبة في الثمانينيات بهدف تمويل مركز شباب في تكساس. رغم تقدمه في السن وزيادة وزنه، خاض سلسلة من الانتصارات بلغت 24 نزالًا. وفي عام 1994، بعمر 45 عامًا، دخل التاريخ بإسقاطه الملاكم الشاب مايكل مورير، ليصبح أكبر بطل في تاريخ الوزن الثقيل.
أيقونة تجارية وشخصية مُلهمة للنجاح والتحول
لم يكتفِ فورمان بالنجاح في الحلبة، بل أصبح رمزًا في عالم الأعمال، وحقق ثروة طائلة من تسويق شوايات "جورج فورمان جريل" التي امتصت دهون الطعام كما امتص هو لكمات الخصوم. تحوّلت صورته من ملاكم مخيف إلى أب ودود ومُلهم في الإعلانات، ليكون قصة نجاح متكاملة جمعت بين الرياضة والإيمان والتجارة.
قال جون ويتمير، رئيس بلدية هيوستن: "رحلة جورج من الحي الخامس إلى المجد العالمي ستبقى مصدر إلهام. لم ينس يومًا من أين أتى، وكانت هيوستن وستبقى فخورة بأنها مسقط رأس هذه الأسطورة".
نهاية مسيرة استثنائية.. وبصمة لا تُنسى
بمسيرة امتدت لعقود، و76 انتصارًا و5 هزائم فقط، ونجاحات تجارية لا تُحصى، يودّع العالم جورج فورمان، الرجل الذي تحدّى خصومه، وهزم العمر، وكتب اسمه في صفحات المجد بأحرف من قوة وإنسانية.
0 تعليق